لم يكن يتصور أحد وهو يصلى القيام بالليل فى مسجد العاشر من رمضان فى جسر السويس بمنطقة روكسى بمصر الجديدة الراقية أن هذه الأرض التى يسجد عليها كانت تعج بالشياطين وتمتلئ بالمحرمات ليل نهار.
لكن هذه هى الحقيقة فالمكان الذى أقيم فيه المسجد كان وكرًا للقمار وألعاب “الفليبرز” ومكانا مخصصا للرذيلة ولشرب الخمور وكافة أنواع المسكرات والمخدرات لكن قدرة الله كانت أكبر وأقوي.. وإرادة أهل المنطقة كانت مجتمعة على إزالة هذه الفاحشة من هذا المكان بل وإقامة مسجد ليسجل التاريخ أن يوم العاشر من رمضان الذى سمى به المسجد هو يوم نصر من الله لتحقيق إرادة المصريين فى قهر الطاغوت.
ومنذ ذلك اليوم ويقيم المسئولون عن المسجد مائدة إفطار كبيرة لإطعام الناس فى ممر الصلاة الملاصق للمسجد فى شهر رمضان.. أنه نشاط مغاير ومختلف تمامًا عما كان من قبل فى هذا المكان قبل 36 عامًا وأكثر فبعدما كانت تقدم الخمور وتصخب الموسيقى وترتع فتيات الليل لجلب الشباب للعب القمار أصبح الطعام والإفطار الحلال، يقدم للصائمين وبعد السهر والمجون والرذيلة أصبحت تقام الصلوات ويرفع الأذان، وبعدما كانت السافرات والفجار ضيوف المكان جاء رجال الدين والأخلاق والعفيفات والمصلين وبعد المعاصى جاءت الطاعات والعبادات وبعد الرزيلة عمت الفضيلة.
قصة الممر الضيق بين العمارات الشاهقة الذى تحول إلى مصلى إلى أن تم إزالة صالة القمار وتحويلها إلى مسجد ليكون الممر امتدادًا لمسجد العاشر من رمضان يحكيها الحاج حسن رمضان رئيس مجلس إدارة جمعية الموعظة الحسنة الخيرية المشرفة على المسجد.. ويقول.. المكان هنا مزدحم ولا يوجد مكان يمكن بناء مسجد جديد عليه والمنطقة تزداد بالسكان والمساجد لا تكفى فكان حلمى وشاغلى إقامة مسجد حينما عدت من صلاة الفجر ذات مرة لم أجد فيها مكانًا للصلاة إلا على الرصيف وفكرت فى إقامة مصلى بين العمارات فى ممر مجاور لمنزلى إلا أننى واجهتنى مشاكل كثيرة كان أخطرها وأكبرها صالة القمار المجاورة للمصلى الذى أقمناه بالجهود الذاتية وتبرعات الأخيار من الأهالى والسكان وظل الممر تقام فيه الصلاة لمدة 5 سنوات حتى بدأنا معركة من نوع جديد وتحد مع هذا الوكر اللعين وتوجهنا بشكاوى حتى تم إغلاقه.
ويحكى حسن رمضان أن ملامح المكان تغيرت تماما منذ صدور قرار النيابة بإخلاء المكان من 29 يونيو عام 1978 إلى الافتتاح يوم 14 أغسطس 1978 الموافق يوم 10 رمضان 1398 هجرية حيث علا صوت الأذان متحدياً شكاوى البعض ورجرجت التكبيرات والتهليلات فى المكان الذى كان يسكنه الشياطين.
ويحكى الحاج حسن.. فوجئت ذات يوم وأنا أعمل وسط المشاكل بمن يربت على كتفى ويقول لى ما شاء الله لا قوة إلا بالله شد حيلك وإذا به فضيلة الإمام الأكبر الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الجامع الأزهر يشجعنى ويحثنى على العمل وتحدى الصعاب وطلبت منه حضور الافتتاح فلبى النداء لأنه كان يسكن جوارنا وحضر بالفعل وبارك المكان ثم تلى ذلك أن اعتلى المنبر علماء أجلاء بداية من فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الجامع الأزهر وكبار العلماء مثل د.عبدالصبور شاهين ود.فتح الباب عبدالحليم ود.عبد الرحمن النجار ود. محمد عباس ود. طلعت محسن وغيرهم.
لمكان أصبح مقصداً للعفيفات والمصلين بعد أن كان لفتيات الليل والفجار
ملهى للشياطين يتحوّل إلى مسجد للطاعات
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة