ظاهرة خطيرة خلال السنوات الماضية وهي هروب عدد كبير من طلاب المعاهد الأزهرية إلي التعليم العام .. وهذه حقيقة صادمة وتشير أحدث إحصائيات الأزهر إلي الهروب الجماعي من الدراسة بالمعاهد الأزهرية حيث تقدم ما يقرب من 80 ألف طالب للتحويل إلي التعليم العام هذا ما أعلنه أحد مسئولي التعليم الابتدائي بالمعاهد الأزهرية بجانب رغبة الكثيرين من طلاب الجامعات في التحويل بسبب صعوبة المناهج وتراجع المستوي يكشف عن حقيقة خطيرة يجب مواجهتها لوقف التراجع في التعليم الأزهري
كما أن إغفال مستجدات العصر خطأ وخطر والاهتمام بالمتون فقط ليس مطلوباً بل يجب أن نأخذ من الماضي كل ما يفيد الحاضر أما إدارة المعاهد فأكدت أن التطوير هدفه العودة للأصالة لتخريج داعية متميز وأن الأزهر يحتفي بمن يريده ولا يبحث عمن يتركه.
حاول البعض الربط بين الأحداث السياسية في تراجع الإقبال علي التعليم الأزهري كما تؤكد الأرقام الرسمية وارتفاع اعدد الطلاب الذين يقومون بالتحويل للتعليم العام فأكد الدكتور علي إبراهيم الدسوقي. وكيل وزارة الأزهر ورئيس المنطقة الأزهرية بالشرقية. قيام 7 آلاف طالب وطالبة بالمعاهد الأزهرية بالشرقية بالتحويل الي التعليم العام بالإضافة الي انخفاض أعداد المقبولين بشكل عام مما اضطر عدد كبير من المعاهد الأزهرية لخفض كثافة الفصل الدراسية الي 10 طلاب فقط.
وأشار الي أن هذه الظاهرة ليست قاصرة علي محافظة الشرقية فقط بل تمتد الي جميع المحافظات وأن الأحداث السياسية هي أحد الأسباب الرئيسية في تراجع الإقبال علي التعليم الأزهري بشكل عام.
وفي محافظة المنيا في عام 2011 علي سبيل المثال تم الإعلان عن هروب ثلاثة آلاف طالب من المعاهد الأزهرية للتعليم العام بالمنيا وبعض معاهدها مهددة بالغلق بعد أن قام أولياء أمور أكثر من ثلاثة طالب بالمعاهد الأزهرية بالمنيا بمراحلها الثلاث. ابتدائي وإعدادي بالتحويل من التعليم الأزهري للتعليم العام وعندما سئل هشام الريدي. مدير مركز المعلومات بالمنطقة الأزهرية بالمنيا عن السبب فقال : من خلال مقابلة الطلاب الراغبين في التحويل تبين أن 60% من الأسباب تشير إلي شكوي الطلاب من طريقة تدريس القرآن الكريم. حيث إن المحفظين للقرآن الكريم لم تكن لهم خطة واضحة وموحدة للتدريس في ظل عدم المتابعة من الموجهين. والسبب الثاني لتحويل الطلاب بنسبة 30% لسوء الإدارة في التعليم الأزهري. والذي يصب في عدم المتابعة من المدرس للطالب ومن الموجه للمدرس مرورا بالجهات الأعلي فالأعلي. كما أن هناك معالجات غير سوية لجذب الطلاب للأزهر. حيث يتم عمل اختبارات في اللغة العربية والرياضيات والقرآن الكريم لأي طالب. وإذا نجح يدخل المرحلة الإعدادية الأزهرية حتي لو كان لا يحمل شهادة وجاء السبب الأخير 10% لبعد المسافة أو تغيير محل الإقامة أو المناهج التراكمية للأزهر
بعض أولياء الأمور الذين حولوا لأولادهم من الأزهر إلي التعليم العام فقال شريف عوض المحامي بقليوب : يرجع ذلك إلي ارتفاع تنسيق القبول بجامعة الأزهر لدرجة كبيرة والتي أدت إلي عزوف الطلاب عن الالتحاق بالتعليم الأزهري خاصة أنهم يدرسون عدد مواد تضاعف زملاءهم في المدارس الأخري من التربية والتعليم فضلا عن أن المناهج الأزهرية لم تشهد تطورا حقيقيا بعد بالرغم من الكثير من التوصيات والقرارات التي اتخذت في هذا الشأن لكنها لا تجد طريقها الي التنفيذ الأمر الذي يستوجب اتخاذ إجراءات سريعة لعملية التطوير.
وأشار شريف عوض. إلي أن تجربة المعاهد الأزهرية النموذجية أثبتت نجاحها وأقبل الناس عليها لتميز التعليم فيها حيث يصل عددها إلي قرابة 500 معهد فقط علي مستوي المحافظات وغالبيتها في القاهرة وهذا ما منعني من تحويله إلي معهد خاص متميز فلم أجد بديلا سوي التعليم العام الأقل في عدد المواد والذي له فرصة أفضل في الالتحاق بالكليات المتميزة.
التقط منه خيط الحديث ابنه محمد شريف عوض. الذي أصر علي التحويل العام الماضي بعد نجاحه في الإعدادية الأزهرية. قائلا : دخلت الأزهر لحفظ القرآن فوجدت تراخيا من مدرسي القرآن في الابتدائية والاعدادية. فذهبت الي شيخ خارجي لاستكمال هذا النقص والحمد لله حفظت غالبية القرآن إلا أن المشكلة أن المواد التي أدرسها كثيرة مقارنة بزملائي في التعليم العام حتي إنني كنت أشعر بالغيرة منهم وخاصة أنهم لا يرهقون في دراسة مواد تراثية.
وأضاف محمد شريف. أنه أصر علي التحويل رغم صعوبته بعد الحصول علي الإعدادية حيث أن المسموح به التحويل بعد النجاح في الصف الأول الإعدادي أما الناجح في الإعدادية فهذا ممنوع. قمت بتقديم طلب في مكتب الأمام الأكبر الدكتور احمد الطيب واعتصمت مع مجموعة كبيرة من أقراني لإصرارنا علي التحويل فما كان من الأزهر إلي الموافقة علي التحويل.
اختلاف التنسيق
يرصد الدكتور جمال الخباز استاذ الادارة والتخطيط والدراسات المقارنة وعميد كلية التربية بنين جامعة الازهر بتفهنا الاشراف دقهلية أسبابا عديدة لهروب الطلاب من التعليم الأزهري إلي التعليم العام .. وقال إنها تتمثل في صعوبة المناهج الأزهرية.. ابتعادها عن احتياجات الواقع .. قائمة علي التلقين والحفظ.
واضاف أن فقة الواقع الان يحتم علينا السعي بقوة نحو التطوير والتجديد مع ضرورة مراعاة المزج بين الاصالة والمعاصرة مشيرا الي ان التطوير يجب ان يراعي فيه الحفاظ علي الهوية اضافة لمراعاة التغييرات التي تحدث في المجتمع.
وأوضح ان الانفاق علي التعليم في مصر يذهب 90% منه للمرتبات. كما اوضح ان التعليم الخاص كارثة لان فية اخلال بمبدأ تكافؤ الفرص الذي كفله الدستور والقانون.
وطالب باعادة النظر في المناهج الدراسية بحيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع وتتشابك مع مشكلاته وتبحث حلولا واقعية له. اعادة النظر في كليات التربية اضافة لعودة التكليف لخريجي تلك الكليات. خاصة وانك تجد “شاب” ذي الفل خريج كلية التربية ويعمل سواق توكتوك. ويجب أن يتولي عملية التعليم في المدارس والحضانات خريجو كليات التربية والمدربون والمؤهلون التأهيل اللازم. والا نجد خريج دبلوم زراعة يقوم بالتدريس بمعني ان نجد المتخصص فلا يصح ان تعالج مريض الرمد عند دكتور النساء والتوليد والا انعكس ذلك علي المريض وفقد نعمة البصر هذا التشبية علي مستوي الفرد فكيف الحال بمن يقوم بتشكيل عقل وفكر ووجدان شباب المستقبل والا يجب ان يكون متخصص وعلي دراية تامة بالطلاب الجالسين امامة في الفصل الدراسي وعلي المام تام بهم.
لماذا يهرب الطلاب من التعليم الأزهري إلي العام؟
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة