سائقو مصر بين تجاهل الحكومة والإهمال

الشارع المصري
طبوغرافي

كثير من الشباب يتوجه اليوم لقيادة سيارة كمشروع استثماري صغير

، ولكنه ما إن يجلس على عجلة القيادة حتى يصبح الضحية الجلاد في آن واحد، في حين أنه يرفع الأجرة قدر استطاعته بحجة ارتفاع ثمن البنزين، وذلك باستخدام حيل عديدة؛ مناه تقطيع الطريق الواحد إلى عدة محطات يحصل عن كل منها أجرة مستقلة.. و(اللى مش عاجبه ينزل).. في حين أنه مع أول كمين ترتفع دقات قلبه لأنه يدرك تمامًا أن مخالفته تستوجب أن يدفع كل ما سيحصله هذا اليوم قيمة المخالفة.. ومن المخاطر التى يتعرضون لها أيضًا الإصابة بالجروح والحروق، فهذا الخبر يقول: إصابة سائق في حريق سيارة محملة بكلوريد حديد بالبحيرة؛ إثر انقلابها على الطريق الدولي الساحلي، أسفر ذلك عن إصابة السائق بحروق متفرقة بأنحاء الجسد. كما أن ربع السائقين يتعاطون المخدرات و18 ألف قتيل في حوادث الطرق بسببها كما جاء على لسان المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، وأن نسبتهم تصل إلى 24 بالمائة من السائقين المهنيين.

الحوادث 2
 وقد دشن السائقون رابطة النقل الثقيل بالدقهلية، يقول المتحدث باسمها مصطفي شرف: إن المقطورات ليست السبب في حوادث الطرق، وإنما منظومة الطرق وتدريب السائقين. وأرجع مشاكل أصحاب السيارات لأسباب متعددة، منها رسم التنمية بواقع 1200 جنيه لكل سيارة، وعدم وجود نقابة للعاملين في نقل البضائع. . ولذا كان ابد من تقديم جانب من مشكلات السائقين في محافظات مصر:
- بني سويف: انعدام الكباري للربط بين الشرق والغرب
عانت المنطقة الصناعية في بنى سويف من سوء حالة الطرق وعدم ازدواجيتها وانعدام الكباري للربط بين الشرق والغرب لعبور النيل وعاني المستثمرون والمصدرون منها، لأنهم يتوسطون 3 محافظات (6 أكتوبر - الفيوم - بني سويف (إلي جانب قربها من محافظة القاهرة في أقصي شمال محافظة بني سويف وعلي حدود محافظة الجيزة كونها الامتداد الطبيعي للمنطقة الصناعية بـ6 أكتوبر، حيث تبعد عنها مسافة 7 كيلو مترات فقط من خلال التقسيم الإداري الجديد وتحتاج فقط للطرق الممهدة والمناسبة لنقل بضائعهم واستيراد موادهم الخام.

الحوادث 4
ومن هنا جاءت ضرورة ازدواج الطريق الزراعي القاهرة أسيوط، وبالفعل تم افتتاح الجزء الشمالي من ازدواج الطريق لمحافظة بني سويف والذي يمتد من المحافظة إلي القاهرة في عام 2007 ، ولم يتم افتتاح الجزء الجنوبي الذي يصل إلي المنيا حتي الآن بسبب ضعف المخصصات. ويقول أسامة محجوب - مستثمر - إن بني سويف تتميز بموقعها الجغرافي وسط محافظات مصر، مشيرا إلي أنهم عانوا منذ سنوات عدم وجود طرق سوي الطريق الزراعي القديم غير المزدوج والمتهالك، والذي نعاني معه من تصدير أو جلب بضائعنا بجانب الحوادث الكثيرة، وبعد إنشاء الطريق الصحراوي الشرقي وازدواج الطريق الصحراوي الغربي ومعها الجزء الشمالي من الزراعي واهتمام الدولة بإنشاء عدة كباري بجانب المناطق الصناعية ببني سويف والواسطي جعلت من الاستثمارات بمثابة الجسد الذي رد فيه الروح. ومن جانبه، أكد المستشار ماهر بيبرس أن القوات المسلحة قامت بافتتاح الطريق الصحراوي الدولي الشرقي الواصل بين القاهرة وأسيوط والرابط بين الزعفرانة وطريق البحر الاحمر والغردقة، وكذلك قامت هيئة الطرق والكباري بعمل الطريق المزدوج الصحراوي الغربي القاهرة - أسيوط، كما تم افتتاح كوبري الواسطي منذ عدة أشهر لربط غرب النيل بشرقه، وبالتالي فتح طريق للوصول إلي الموانئ التصديرية علي البحر الأحمر، مما يخدم المنطقة الصناعية ويربطها بهذه الموانئ كمنفذ للتصدير وربط طريق القاهرة - أسيوط الصحراوي الغربي بطريق القاهرة أسوان الزراعي بالطريق الصحراوي الشرقي.

- أسيوط: تستغيث من طرق الموت
إلي متي ستستمر معاناة الصعايدة وتجاهل الحكومات لهم. سؤال محير يدور في أذهان أهالي الصعيد الذين كتب عليهم المعاناة في كل شيء حولهم حتي أثناء سيرهم علي الطرق الداخلية التي تربط قري محافظة أسيوط ببعضها حيث يواجهون الموت في كل لحظة أثناء سيرهم علي تلك الطرقات المحفوفة بالمخاطر فالموت يتربص بهم. سواء من سيارات النقل الثقيل التي تسبب الحوادث وتهدم الطرق بسبب الحمولات الزائدة دون وجود رقابه مروريه. وفي نهاية المطاف تكون المحصلة واحدة نزيفا للدماء علي الأسلفت وإهدارا للكرامة الإنسانية.

يقول سعيد أحمد إبراهيم - مدرس - أن الطرق الداخلية بين القري أصبحت في حالة رديئة للغاية حيث دمرت شبكات وخطوط الصرف الصحي والمياه تلك الطرق تماما بسبب النقل الثقيل. وسط تراخي مسئولي المحليات من متابعة الحالة التي وصلت لها تلك الطرق من جراء عمليات الحفر والتكسير والغريب في الأمر أن المسئولين يمتلكون ردا واحدا في كل القري أن الميزانية الحالية لا تسمح برصف تلك الطرق بالرغم من تحصيلهم مبالغ فورية تحت بند رد الشيء لأصله من تلك الشركات ولكن لا أحد يعلم كيف تدار المحليات.

ويضيف شاكر عبدالله سويفي - سائق - أن المشكلة الخطيرة التي تواجه الجميع علي الطرق حاليا هي كارثة التوك توك حيث تسير تلك المركبات علي الطرق السريعة والداخلية ونتفاجأ بها تخرج من القري بشكل جنوني تدفع قائد السيارة لمحاولة تفاديها من خلال الانحراف بعيدا عنها وهو ما قد ينتج عنه فقد السيطرة علي السيارة وبالتالي الارتطام بالسيارة القادمة في الاتجاه المقابل أو انقلاب السيارة وبالتالي حدوث وفيات وإصابات وخسائر مادية فادحة علي مالك السيارة لذا يجب إصدار قرار بمنع تلك المركبات وتجريم سيرها علي الطرق السريعة حفظا للأرواح.