مهن سيئة السمعة تلاحق المرأة المضيفة.. السكرتيرة ..الخادمة..

الشارع المصري
طبوغرافي

يقول عبد الرحمن، أمين كلية دار العلوم تحكمنا قيم ومعتقدات تتدخل فى اختيار الوظيفة الخاصة بالزوجة فالرجل يرفض أن تعمل زوجته لأوقات متأخرة من الليل؛ ولذا يفضل أن تعمل بوظيفة إدارية غير مرهقة حتى يسمح لها الوقت لرعاية البيت والأولاد.

أنا مثلا أرفض الزواج من مضيفة نظرًا لارتباطها بالسفر وتعارض ذلك مع نصوص الدين لعدم وجود محرم وقد تتعرض للمضايقات والمعاكسات من الركاب ولا يستطيع الزوج الشرقى أن يأمن على زوجته خارج المنزل ولو لبضعة أيام.

تقول منى كمال: أعمل ممرضة بأحد المستشفيات الخاصة وأعترف أننى أخطأت فى اختيار مهنتى نظرًا للنظرة الظالمة لهذه المهنة، وقد أضطر أحيانًا إلى المبيت والعمل ليلاً. لقد توفى زوجى تاركا لى ثلاثة أبناء ولم أجد عمل سوى تلك المهنة واضطررت للبس النقاب خشية أن يعرفنى أحد من الجيران أو الأصدقاء حال رؤيتى داخل المستشفى، وأدعى أمام الجميع اننى أعمل مدرسة فى إحدى المدارس الخاصة.

فوزى أبو العزم عامل نظافة، مهنتنا مرتبطة بنظرة دونية من المجتمع ولم يرحم الجيران زوجتى وأبنائى عندما علموا بمهنتى فالأحياء الشعبية تكثر بها المعايرة بالألقاب والمهن ونحن نسكن بحى شعبي. الكل يتطاول فيه على الآخر مؤكدا أنه دائم البحث عن وظيفة تحقق له الاحترام بين الناس.

تقول وفاء أحمد: أعمل ممرضة بأحد المستشفيات العامة وقد طلقنى زوجى لاهتمامى بعملى حيث كان يتطلب عملى المبيت خارج المنزل، وكان الزوج دائم المعايرة لى بسلوكيات هذه الفئة فى المسلسلات حتى وصل الأمر إلى أقارب الزوج مما اضطرنى لطلب الطلاق.

تقول مريم عاطف، طالبة كأى بنت أحلم بفتى أحلام وتوجد مهن عديدة خارج إطار الحلم فمهنة مصفف الشعر نرفضها بشدة نظرًا لما يشيع حول تلك المهنة فى وسائل الاعلام حيث يتعامل مع النساء طوال الوقت، ويفتقد أسلوب الرجال فى التصرفات. وتؤكد أن الكثير من المهن الحرفية لا تزال خارج الحلم لأغلب الفتيات كوظيفة السباك وعامل النظافة والميكانيكى والنجار تلك المهن ينظر لها نظرة دونية فى المجتمع والإعلام دعم تلك النظرة بصورة كبيرة؛ لذلك يضطر أصحاب المهن للزواج من فتيات يحصلن على قدر من التعليم أو ذات مستوى اجتماعى منخفض.

يضيف عمرو بيومي، محاسب أرفض الزواج من كل المهن سابقة الذكر بالإضافة إلى المربية والشغالة نظرا لما لتلك المهن من صورة سلبية فى أذهان المجتمع المصري، لقد شوه الإعلام الكثير من المهن حتى لو كان أغلب من يقومون بها شرفاء.

تقول رضا محمود، أعمل مغسلة للموتى نظير أجر لدى إحدى الجمعيات الأهلية ويطلبنى الكثير من الأسر لعلمهم بطبيعة عملى وترددى على المساجد أخفى هذا الأمر عن زوجى وأولادى وأخشى أن يعلموا بالأمر فيتشاءمون منى رغم أن أجر هذه المهنة عند الله عظيم.

د. هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، العمل ليس عيبا وكل مهنة بها الصالح والطالح وتعتمد المهنة على أخلاق من يمتهنها فكثير من المجالات تستطيع المرأة العمل فيها بجدارة ولكن هناك مهن لا تستطيع اختراقها وهو ما يتأكد لنا أن هناك فئة تصر على التفكير بعقلية الماضى البعيد المحملة بكثير من القناعات التى لم تعد قابلة للتعايش مع الحاضر.

وعلى المجتمع أن يقدر ويحترم كل عمل يؤدى بشرف فى أى مهنة فالذى يعمل يعول أسرته ويؤمن لهم سبل الحياة الكريمة.

فكل مهنة لها مكانتها وضروريتها فى الحياة، وإن كانت أيضًا الطبقة الاجتماعية تحدد عمل المرأة إلى جانب دور الأهل والعادات والتقاليد فهناك مجتمعات تتجه فيها النظرة إلى القيمة المالية بغض النظر عن قيمة العقل فمهنة التدريس تناسب المرأة من حيث الاستقرار الوظيفي، وطول الإجازات الصيفية التى تمكنها من تحقيق كثير من الوقت مع أبنائها ومعقولية الراتب.

تقول د. نادية رضوان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بورسعيد، اختيار أو رفض المهن يرتبط بالمستوى التعليمى للفرد ودرجة الوعى بالمهنة وليس عيبًا ان تعمل الفتاة أو الشاب بعمل شريف يتفق مع ضوابط الشرع والدين مع مراعاة العادات والتقاليد والتقدم والتطور فى المجتمع جعل النظرة تختلف لبعض الوظائف والمهن فمهنة التمريض أصبح لها جامعات وتخصصات وكذلك المضيفة ومصفف الشعر والسكرتيرة.