ود وايمان، حلم وكيان تغمر الوجدان، لا توزن بميزان، ولا تقدر بأثمان. من أسمى القيم الإنسانية عموما اشتق لفظها من الصدق مناقضا للكذب والغش.
الانسان كائن اجتماعى لا يستطيع أن يعيش منفردًا منعزلًا هكذا فطر، فالعزلة بالنسبة له انتحارًا ماديًا ومعنويًا، فهو ليس عقلًا ولا مادة فقط بل منظومة مشاعر واحاسيس وحياة وجدانية لا يمكن أن تغفل، لذا وصفت الصداقة الحقيقية بالنزاهة والتجرد من كافة اشكال الهوى والغرض، علاقة خالصة من أى أغراض جانبية، تبنى على عاطفة متبادلة بين الافراد متفقين ميولًا وامانى وتساج بإخلاص ووفاء وامانة. هكذا تكون !
الصديق مرآة صديقه فلينظر أحدكم من يصاحب ، والصديق على دين خليله اشار اليها المصطفى حبيب الرحمن ، والصديق ليس مطلوب منه أن يؤمن على رأى صاحبه بل يجب أن يكون حكمًا عادلًا وضميرًا حيًا مرشدًا مصوبًا وإلا دخل ذلك فى باب النفاق والمداهنة.والصداقة يجب أن تتحلى بالعقل والحكمة فكان ضروريا أن يختار المرء صديقه بعناية وتدبر.. قل لىّ من تصاحب أقول لك من انت فلا يجوز أن تصاحب أحمق مثلًا ؛ فقد قيل ولا يزال: “عدو عاقل خير من صديق جاهل” ولنظر للدبة قاتلة صاحبها لتبعد عنه إذعاج ذبابة فى نومه فقتلته بحجر هكذا تكون الصداقة!!
الصديق لا يبخل عن صديقه فى السراء ولا الضراء بل يشاركه فرحه والا يتخلى عنه إذا ما كشرت الدنيا عن أنيابها وأدارت الفرحة ظهرها له:
جزى الله الشدائد كل خير.. عرفت بها عدوى من صديقىفى الشدة حقا تظهر معادن الرجال الاوفياء، فالصداقة عطاء وغطاء متواصل متجدد فالصديق المخلص لايتردد فى نفع صديقه
ويقدم كل غال ونفيس لإسعاده، وقديما ذكر العرب أن الصديق الوفى من المستحيلات الثلات –(الغول – العنقاء الخل الوفى) –اشارة الى ندرة المخلصين الاوفياء، لكن لا مستحيل ! وما أحوجنا للصديق الوفى فى أيامنا هذة–، و إذا ما ذكرت الصداقة بعينها لاح فى الافق الصديق أبو بكر الصديق تدليلا وتعظيما لمعنى الصداقة – فهذة مواقفه التى لاتعد مع حبيب قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا وتدعيما له فى رسلته –
الصداقة إذًا ليست وهما ولا خيالا إنما هدف يمكن تحقيقه ما أخلصت النوايا وصحت العزائم وتوافرت الهمم.
واسمع معى ما قيل عن الصداقة :- “ الصداقة مدينة مفتاحها الوفاء سكانها الاوفياء، من صاحب الاندال حقر ومن صاحب العلماء وقر، الرفيق قبل الطريق، سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا، نعم لم صديقك سرًا وأمدحه علنًا “.. نعمة من نعم المولى فحافظ عليها وصنها وانشرها.
الصداقة الحقيقية بالنزاهة والتجرد من كافة اشكال الهوى والغرض،
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة