فضائيـــــــــــــــــات حوَّلت العمل الدعوى إلى تجـــــــــــــارة

الشارع المصري
طبوغرافي

تخمة من القنوات الفضائية الدينية ملأت الساحة الإعلامية وبينها صراع وتنافس كبير.. كل قناة تحمل شعارا معينا هدفها جذب الجمهور.. لكل منها برامجها الخاصة وضيوفها المميزون الكثير منها يؤكد انه صاحب رسالة وهو فى الحقيقة باحث عن الربح أولا وتحول الدعاة إلى ما يشبه تجار شنطة يذهبون لمن يدفع أكثر.
ووصل عدد القنوات الفضائية الدينية فى العالم لأكثر من ال 80 محطة.

ولم تكتف القنوات فى المنافسة فيما بينها فى اشكال المواد التى تقدمها أو فى حتى جب المعلنين بل وصل الصراع إلى التنافس على استقطاب الدعاة والمشاهير لتقديم برامج لديها لدرجة ان بعضها وقع عقود احتكار حتى اصبح أجر بعض الدعاة خرافيا.
وبحسب وصف خبراء وأساتذة الإعلام فإن هذه القنوات ساهمت فى العمل الدعوى إلى عمل تجارى بحسب ما يصفه اساتذة وخبراء الاعلام.
وقد حذر اساتذة وخبراء الاعلام من عشوائية القنوات الفضائية الدينية حول بعضها العمل الدعوى إلى “بيزنس” وان أغلبها لم يلتزم بالضوابط والمعايير المهنية خاصة ان اصحابها ليسوا من الدعاة أو المتخصصين فى الاعلام وليس لديهم أجندة خاصة سوى تحقيق الربح المادى من خلال اجتذاب مشاهير الدعوة للمشاركة فى البرامج التى تذيعها قنواتهم.
وحذروا اساتذة وخبراء الاعلام من موضة احتكار بعض هذه القنوات لمشاهير الدعاة مؤكدين ان الدعاة المحتكرين لابد وأن يلتزموا بمنهج وسياسة هذه القناة والتى يمكن أن تكون أحيانا لخدمة اتجاه معين.
وأكد الدكتور سامى الشريف استاذ الاعلام الدولى بجامعة القاهرة وعميد كلية الاعلام بالجامعة الحديثة ان كثيراً من الفضائيات الاسلامية اصبحت مثلها مثل اى مشروع تجارى هدفها الربح ورغم ان هذا لامانع منه لكن ليس على اساس توصيل المعلومة الدقيقة للجمهور أو الاسلام الصحيح وبعض هذه القنوات والتى تسعى لتحقيق الربح المادى اعتمدت على النجوم من الدعاة الجدد رغم قلة الثقافة الدينية لبعضهم لجذب الجمهور ومن هنا اختلط الحابل بالنابل فيما تقدمه هذه القنوات من حقائق للجمهور وقال ان الكثير ممن أسسوا قنوات اسلامية ليس لديهم خلفية اسلامية أو خبرة إعلامية وهدفهم تحقيق الربح المادى فى المقام الأول دون التركيز على المضمون الاعلامى وبهذا فقد اساءوا للاسلام ولم يخدموه.
وقال موجها حديثه للقائمين على هذه القنوات عليكم أن تتقوا الله فيما تقدموه من مواد فنحن لسنا فى حاجة إلى تحد من الداخل وكفانا التحديات الخارجية.
مقومات النجاح
أما الدكتورة ايناس أبويوسف الاستاذ بكلية الاعلام جامعة القاهرة ترى ان تجربة القنوات الفضائية الاسلامية تحتاج للكثير لانجاحها فبعضها تفتقد للموضوعية وتتجه إلى تسييس الدين ونظرا لكونها قنوات خاصة فهى ايضا سياستها على اسس المكسب والخسارة وقد يأتى مبدأ الربحية على حساب المادة الاعلامية وأخذت بعض هذه القنوات شكلا متحجرا دون مضمون لجذب المشاهدين كما انها تفتقر للكثير من المقومات المطلوبة لايصال الرسالة الاعلامية لجمهور المشاهدين على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية كما تفتقد الكوادر القائمة على هذه الفضائيات الاسلامية للوعى الكامل والصحيح بالاسلام بل انها أحيانا تسوق لبضاعة تجارية وليس لمادة إعلامية قائمة على الثقافة الدينية.
نحتاج المزيد
ورغم ان البعض يرى ان الساحة الاعلامية مازالت فى حاجة إلى المزيد من القنوات الاسلامية إلا ان الدكتور فودة محمد على استاذ الاعلام بجامعة الأزهر يرى ان أغلب القنوات الاسلامية تركز على الشكل فقط منتقدا تقديمها لبرامج سطحية وتجاهلها لمشكلات وقضايا المجتمع الحيوية.
وقال: هناك حالة من الفوضى والبلبلة التى تنشرها هذه القنوات وأصبحنا الآن أمام هوس إعلامى فى مجال الفتوى وكل واحد قرأ كتابا يصبح مفتيا فهذه القنوات تركت الحبل على غاربه إلى جانب حصر نشاط بعض هذه القنوات فى مجال العقيدة فقط وهذا خطأ كبير فليس عيبا أن تتحدث عن الرياضة والاقتصاد فى إطار مرجعية الاسلام فالاسلام دين ودنيا وعلينا فقط تقديم الرؤية الاسلامية من خلال جميع اشكال المواد الاعلامية.
وطالب القائمين على القنوات الفضائية الاسلامية تنويع المواد الاعلامية وعدم التركيز على شكل واحد وهو الوعظ والإرشاد فيجب تقديم مواد أخرى مثل المواد الدرامية الدينية واللقاءات الخاصة والموائد المستدرة والتغطيات الحية للندوات والمؤتمرات وغيرها من الاشكال الأخري.
وحول أثر هذه القنوات فى تحويل العمل الدعوى إلى تجارة يحذر الدكتور فودة من خطورة تحول الدين إلى سلعة خاصة مع احتكار بعض هذه القنوات لبعض الدعاة الأمر الذى يشكل خطورة ويتنافى مع المعايير الاعلامية.
فوضى إعلامية
وفى الوقت الذى لا يفضل الدكتور مرعى مدكور الخبير الاعلامى والأستاذ بأكاديمية أخبار اليوم أن تكون هناك قناة دينية خاصة إلا انه يفضل أن تراعى كل القنوات البعد الاسلامى فى جميع ما تقدمه لأن الاسلام حياة وهو فى كل شيء فى حياتنا فى الثقافة وفى الرياضة وفى الاقتصاد فالاسلام ليس عبادات فقط بل معاملات وفى كل شئون حياتنا.