حوار علماء النفس والإدارة والاجتماع حول صناعة القيادة .. والقائد

الشارع المصري
طبوغرافي

اختلف علماء النفس والإدارة والاجتماع حول صناعة القيادة وتعارضت آراؤهم حول جوهر القيادة والقائد، ففى كل مجتمع توجد عناصر أو أفراد تتميز باستعدادها لتولى القيادة لأسباب عديدة، بينما يتبعهم الآخرون.

والقيادة مظهر اجتماعى طبيعى منذ القدم ومتعارف عليه وليس جديدًا علينا، ولكن الجديد هنا فى الآونة الأخيرة ظهر على السطح مصطلح القيادة الذى يختلف عن الإدارة والذى بدأ يأخذ حقه فى إقامة الورش والندوات التدريبية للتعريف به مما زاد تسليط الضوء على اختلافه عن الإدارة والرئاسة من ناحية الماهية والوظائف والاهمية،

وسبب التركيز على مجال القيادة هو اللبس الواقع، فالكثير يختلط بين الإدارة ويظهر أنهما وجهان لعملة واحدة والحقيقة أنهما مختلفان من عدة أوجه أبسطها يمكن للقائد أن يكون مديرًا، لكن لا يمكن للمدير أن يكون قائدًا.. هذا يأخذنا إلى الأنواع المختلفة للقيادة وتحقيق أهداف المؤسسات..

وعليه فالقيادة هى القدرة على التأثير وتحفيز الأفراد للقيام بأمر ما يوصل لتحقيق الأهداف، وكما قلنا فالقيادة من أهم العناصر التى يجب توافرها فى الشخص الإدارى لتكون سببًا فى تحقيق أهداف المؤسسات بأعلى درجات الكفاءة والفاعلية، ويتضح من ذلك الأهمية بأنها حلقة الوصل بين العاملين وبين خطط المؤسسة وتصوراتها المستقبلية وأنها تعمل على توحيد جهود العاملين نحو تحقيق الأهداف الموضوعة، والسيطرة على مشكلات العمل ورسم الخطط اللازمة لحلها وأيضا تنمية الأفراد وتدريبهم ورعايتهم وتحفيزهم.

والقيادة ليست فى الهيمنة على اتخاذ القرار والعمل على تنفيذه فى محاولة خاطئة تمنح له أى منح أو أي من الأشكال الإدارية للوصول للهدف. والقائد له عدة أدوار منها القائد المعلم، وهو دور أساسى “القيادة التعليمية”، ويؤدى الدور بتعليم المرؤوسين مهارات الوظيفة، وكذلك السلوك المقبول والقيم التنظيمية السائدة فى المؤسسة كما يحقق كثيرًا من السلوك التعليمى من خلال تنفيذ عملهم اليومى الخاص بهم،

كذلك عادتهم فى العمل واتجاهاتهم ومواقفهم وتصرفاتهم تعد نموذجًا لكل من يلاحظهم، وكذلك القيادة الاستشارية،

ويتضمن هذا الدور بقيام القيادى بالإصغاء وتقديم النصيحة ومنع حدوث المشكلات بين المرؤوسين والقيام بحلها فى حال حدوثها أن دور القائد مستشارًا لا يعنى تقديم المساعدة فى تحديد المشكلة الرئيسة والبحث عن الحلول الممكنة، وأيضا يشمل دور القيادة كقاضيا يقيم آداء المرؤوسين وتنفيذ القوانين والأنظمة والإجراءات والسياسات وتسوية النزعات وأمانة العدل..

والحديث كثر فى أدوات ومهام القيادة ولكن أهم ما يميزها هى شخصية القائد التى تملك مهارات توكيد الذات، وهى مهمة إنسان كى يحيا واثقًا بنفسه، واعيًا لمهامه قادرًا على التقدم.
فالقيادة إحساس بصناعة يملؤها قواعد فنية وعلمية مؤكدة بقواعد علمية.