ندرك تمامًا مدى حاجتنا لإحداث تغيير إيجابي جذري فى حياتنا، بل إن كثيرًا منا يعلم يقينًا حاجته الملحة لعملية التغيير وهذا قد تجده متمثلا فى الأفراد وعلى مستوى الأسرة والمؤسسة، بل وعلى مستوى الدول والمجتمعات كل فيما يخصه ويعنيه بدءً من تلبية الاحتياجات الخاصة للأفراد من التحكم فى العادات وتحقيق الذات وإحداث النجاح الذاتي، مرورًا بالنواة الصغيرة للمجتمع وهى الأسرة، والحاجة الملحة لإحداث تغيير نوعى يضمن استقرار البيوت والعيش بسعادة متبادلة، وتوفير المناخ الإيجابى لحسن تربية الأولاد وتهذيبهم، ولا يقتصر الأمر على الأشخاص وأسرهم وفقط، بل إن الدول بمنظوماتها المعقدة والمتداخلة يسعى فيها كل مسئول لإحداث التغيير الذى يراه إيجابيًا – من وجهة نظره – للنهوض بمركزه أو مهمته أو بلده عمومًا.
وفى عالم غير الإنسان تجد سنة التغيير ماضية لا يوقفها أحد كائن من كان فالله – سبحانه وتعالى– جعل سنة التغيير المستمر مستمرة على سائر المخلوقات، فالكون متحرك متغير متجدد له بداية وله نهاية.. يسير إليها حتمًا.
ومن هذا المدخل أردت أن أستفيض معك عن قوة التغيير الإيجابى فى حياة الأفراد والأشخاص، وليكن حديثى معك من القلب إلى القلب عبر هذا المقال الذى أبثه إليك بكل صدق مستشعرًا أننى أراك وأنك تسمعنى وتحادثنى لعلنا نصل سويًا إلى امتلاك القدرة على إحداث نقلة نوعية بتغيير إيجابى مقصود مفهوم مرسومة خطواته واضحة أهدافه.
إننى أتساءل معك الآن هل فعلا نحن نحتاج إلى تغيير؟ وما ضرورة إحداث التغيير إذا كانت الحياة ماشية، والأمور على ما يرام ؟! هل التغيير مطلوب لذاته؟ أم مطلوب لغيره من الأهداف؟
هل حاولنا فى سنوات عمرنا إحداث التغيير ولكننا تراجعنا؟ هل انطلقنا نحو أهدافنا بحماسة قوية، ثم مع مرور الوقت وجدنا تكاسلًا وخمولا وضعفًا فى الإرادة وخورًا فى العزيمة؟
ترى ما الذى يجعلنا أضعف من أن نتخذ قرارًا إيجابيًا نحو إحداث التغيير الإيجابى فى حياتنا؟
وما الذى يجعلنا إذا أخذنا القرار بقوة وحماسة ما نفاجأ بتراجع حماستنا وتهاوننا فيما اتخذناه من قرارات صالحة إيجابية؟
لقد فكرت كثيرًا فى هذا الأمر وخلصت بعد طول دراسة وبحث بشكل نظرى من خلال القراءة والاطلاع وبشكل عملى من خلال معالجتى لكثير من حالات الاكتئاب والتوتر والقلق التى تصيب الناس.
أقدم لك – أيها القارئ العزيز – وصفة متكاملة مجملة حول استراتيجية التغيير المتكامل، وكيف نستطيع أن نعمقه فى حياتنا وأفعالنا.
الخطوة الأولى: الإدراك.
الخطوة الثانية: الرؤية الواضحة الجلية النقية المحددة.
الخطوة الثالثة: الرغبة المشتعلة والحماسة المتقدة.
الخطوة الرابعة: القرار المناسب
الخطوة الخامسة: تحمل المسئولية.
الخطوة السادسة: تمام الاعتقاد
الخطوة السابعة: الاستحقاق
الخطوة الثامنة: الصورة الذاتية والمثل الأعلى الذاتي.
الخطوة التاسعة: الفعل الإيجابى
الخطوة العاشرة: التعلم والاستمرار
هذه الخطوات العشر تحتاج إلى تفصيل وإيضاح وبرنامج عملى للتطبيق، أرجو الله أن يعيننا على تفصيله وإيضاحه فى الأعداد القادمة
خطوات مهمة فى طريق إحداث التغيير الإيجابى المتكامل للنفس
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة