الإيجابيات: تصفح الكتب والاستماع للقرآن والتواصل والتوثيق

الشارع المصري
طبوغرافي

منذ تحول الهاتف المحمول جزءا من حياتنا الشخصية والعامة التي لا نستطيع التخلي عنه دائما ما نتوجه إليه بالاتهامات والنقد من أنه السبب الأول لكافة المشاكل التي تتعلق بنا فهو أداة انتهاك الخصوصية ومضيعة الوقت للشباب الذين يستخدمونه في الدردشة ليل نهار وهو سبب الكثير من حالات الطلاق بين الأزواج.. ولكن ما أهم فؤائد الهاتف المحمول وكيف لنا أن نحول أضراره لمكاسب .

تقول الأستاذة هبة مجدي طالبة بكلية الهندسة جامعة المنصورة بالطبع لا يختلف عاقل على أهمية الهاتف المحمول فهو وسيلة التواصل لي مع الناس كلها "والدي وأصدقائي وكل من أتعرف عليهم " كما تزداد فائدته باستخدامنا له في تسيير العمل والمذاكرة والاطلاع وقضاء وقت الفراغ عليه في التسلية.. وهو أيضا وسيلتنا في صلة أرحامنا في المناسبات وخاصة لأقاربنا التي تبعد المسافة بيننا وبينهم بقدر لا يمكننا من زيارتهم بصورة دورية وأظن أن الهاتف يفي بالغرض.

فيما يضيف الأستاذ جمال سرحان مدرس علوم بإدارة الجيزة التعليمية: جهاز المحمول والتابلت حل لنا العديد من المشكلات التي كانت تقف أمامنا من فترة ليست ببعيدة فأنا الآن أستطيع أن أشرح لتلاميذي وطلابي الدروس على الهاتف المحمول بالمدرسة وأستطيع أن أطلع على كافة المراجع والمصادر الخارجية أيضا بالمحمول بل وأن أشارك كل شيء مع طلابي فهي وسيلة اتصال ومشاركة فاعلة، ويضيف سرحان: أما الوقوف فقط امام سلبيات الأجهزة الحديثة والمحمول دون الاستفادة منها والاعتراف بجميلها فهذا أمر في غاية الظلم والغبن..

ويضيف الشيخ جمال توفيق من علماء الأزهر الشريف: للمحمول فؤائد عظيمة كما أن له أضرار كارثية، فإذا ما أراد المسلم أن يستخدمه كالعداد لحسناته سيفعل عن طريق تخزينه لكتاب الله تعالى عليه وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والدروس الفقهية والاستماع إليها واستخدامه لجهازه كوسيلة إنارة وتعليم لكل ما يفيد الإنسان ويعود إليه بالنفع والعمل الصالح له ولأمته كلها فمن يستعمل جهازه في سماع محاضرات العلماء ليس كمن يستعمل في مشاهدة الأفلام الإباحية أو سماع الأغاني وكل ما يغضب الله تعالى ومن يستعمله في التواصل مع رحمه واهله والاتصال بهم والاطمئنان عليهم وقضاء حوائجهم ليس كمن يستعمله في التجسس على الآخرين ونشر الفواحش بين المسلمين .

ويتوجه فضيلة الشيخ بنصيحة إلى كافة الشباب بضرورة تقوى الله عز وجل وأنه يجب أن نعلِّم أولادنا (بنين وبنات) معنى الطهر والعفاف، وأن نُربِّيَهم على الفضيلة ومكارم الأخلاق، وأن نُنمي فيهم الوازع الديني على الحياء من الله ومراقبته، وأن نوعيهم بالمخاطر المترتِّبة على سوء الاستخدام في التقنيات والاختراعات المعاصرة.

وعلى كل مسلم عند استخدام للهاتف أن اللسان الذي ينطق ويتكلم، والأذن التي تُنصت وتسمع، واليد التي تكتب وتُرسل، والعين التي تشاهد وتبصر: كلها مسؤولة عن ذلك مُستنطَقة وشاهدة لك أو عليك، وتذكَّر دائمًا قول الله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]