خدعوك فقالوا : الباب المردود يرد القضا المستعجل

الشارع المصري
طبوغرافي

1- الباب المردود يرد القضا المستعجل:
إن أمر الله نافذ وقضاؤه لا يرد، ولا يمنع حذر من قدر، ولن ينفع عندئذ إغلاق الباب أو رده، والواجب على العبد أن يتوكل على الله ويأخذ بالأسباب الشرعية، وقد قال صلى الله عليه وسلم “اعقلها وتوكل” [الترمذى].. إذن، لا باب مردود ولا أنسى أو جنى يستطيع أن يقدم أو يؤخر إلا بإذن الله، والعاقل يأخذ بالأسباب ويتوكل على الله.. وما عليك إلا أن تتوكل على الله ، فإن حدث لك ما ترجو فانسب الفضل لله ، وإن حدث لك ما لا ترجو فقل قدر الله وما شاء فعل.

2- زرع شيطانى أو طالع شيطاني:
الشيطان لا زرع له ولا خلق، قال عز وجل:{أفرايتم ما تحرثون، أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون } [الواقعة 63- 64]. وقال عز وجل:{ ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه } [الزمر:21]، والصواب أن نقول زرع ربانى أو نبت رباني.. فالله تعالى هو المنبت أى المخرج للنبات؛ أيا كان نوعه وأما الإنسان فليس إلا حارث أى واضع لأصل النبات الصغير فى التربة.

والإنسان مهما فعل لا يقدر على أن ينبت، أى يخلق وينمى النبات.. وفى هذا قال تعالى بسورة النمل “وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها “وقد بين هذا فى قوله بسورة الواقعة “أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون “والمراد هل تعرفون الذى تضعون فى الأرض من أصول النباتات هل أنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ؟وبألفاظ أخرى أفتعلمون ما تضعون فى التربة من بذور النبات، هل أنتم تجعلونه ينمو أم نحن ؟ والغرض من السؤال هو إخبار الإنسان أنه لا يقدر على إخراج النبات من الأرض وإنمائه .

إحنا بنقرأ فى سورة عبس:
وهى عبارة تبين أننا عندما نقرأ هذه السورة وأمثالها فكأنما نقرأ طلاسم لا يفهمها الناس، مع أنها سورة طيبة واضحة المعانى لكل من سمعها، لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، بل إن القرآن كله واضح ميسر للذكر.. ويقال هذا المثل عندما يشرح المدرس لتلاميذه موضوعًا معينًا، ويكرره أكثر من مرة، والطلاب لا يفهمون، فيشق ذلك على المدرس ويقول : هو إحنا بنقرا فى سورة عبس، وهذا بالطبع لا يعبر عن احترام ذلك الشخص للقرآن، كما يحمل هذا القول فى طياته معنى آخر، وهو أن القرآن كلام غير مفهوم مع أن رب العالمين يقول { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآن للذكر فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } [القمر:17]. وقال الله تعالى { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [فصلت:3].