في كارثة تهدد ببطلان صوم المصريين في رمضان، أكدت دار الافتاء المصرية أن الهيئة العامة للمساحة هى الجهة المنوط بها وضع التقاويم للمسلمين، وحذرت من حرمة أوقات الفجر والمغرب فى رمضان، إذ ان بعض المدن والقرى فى مختلف المحافظات تنتظر آذان الإذاعة حتى ينتهى ثم تقوم برفع الأذان.
ولكن هناك بعض المدن مثل مدينة المحلة الكبرى، وقت الفجر فيها قبل وقت الفجر فى القاهرة، فرافعى الأذان ينتظرون حتى ينتهى الأذان فى القاهرة، ثم يقومون برفع الأذان مما يعنى تأخر وقت الفجر حوالى 10 دقائق من وقته الفعلى فى رمضان، وكم من المسلمين من لا يمسك عن تناول الطعام والشراب، إلا عند الأذان فبهذا يكون صومه باطلا.وعبر موقعها الرسمي أعلنت الهيئة المصرية العامة للمساحة أن التقويم السنوى الذى يصدر عنها يمثل جهود العاملين من أبنائها تقرباً إلى الله سبحانه و تعالى وتمكيناً للمسلمين جميعاً من أداء فروض الصلاة فى أى مكان ،وإذا كانت الهيئة المصرية العامة للمساحة تقدم العديد من خدماتها للمواطنين إلا إن اعتزازها بهذا التقويم ينبع من لقائها الدائم مع المسلمين فى كل وقت تتجه فيه قلوبهم إلى الخالق جل وعلا .
وأكدت أنها تستخدم ظاهرة وجود الشمس فى اتجاه الكعبة المشرفة فى تحديد قبلة الصلاة بدقة دون الإعتماد على الحسابات التقليدية والأجهزة الفنية فى تحديد القبلة
وختم الموقع الرسمي رسالة الهيئة المصرية العامة للمساحة قائلاً: أنه يسعي لخدمة المسلمين بما يواجهونه من مشاكل عديدة فى تحديد القبلة و مواقيت الصلاة . ولقد قامت الهيئة بتشكيل لجنة تضم نخبة من العلماء المتخصصين فى هذا المجال لحل هذه المشاكل وحتى تكون المعلومات الموجودة بالشكل المناسب وتحقيق الهدف المرجو منها .في السياق نفسه قدم الدكتور ياسر عبد الفتاح الباحث فى المعهد القومى للعلوم الفلكية، بحثاً يكشف أن المسلمين يصلون الفجر فى توقيت خطأ منذ 100 عام، اعتمادا على باحث فلك بريطاني، وأن صلاة الفجر نصليها قبل موعدها أو بعدها بأكثر من نصف ساعة وهو ما أثار العديد من التساؤلات والجدل الفقهى حول حقيقة ما جاء فى هذا البحث، وانقسم علماء الدين وخبراء الفلك بين مؤيد ومعارض لما جاء فى الدراسة.
وفى محاولة منه لحسم هذا الجدل قرر المعهد القومى للعلوم الفلكية والجيوفيزيقية اقتناء جهاز يسمى الفوتومتر يقوم بقياس الضوء بصورة دقيقة، ويحدد وقت بداية الشفق لتحديد موعد صلاة الفجر بدقة، وذلك لبيان حقيقة ما إذا كان المصريون يؤدون فعلا الصلاة، خاصة الفجر والعشاء، فى غير موعدها الحقيقى أم لا.
وذلك بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية والاستعانة بجهاز الفوتومتر الي يقوم بما يشبه عملية فحص ضوئى للسماء، لتحديد مواعيد الصلاة وفق تحديد بدايات الشفق ونهايات الغسق، على أن يتم الرصد من أماكن بعيدة ونائية، مثل منطقة القطامية فى القاهرة أو أبو سمبل فى أسوان حتى يخرج الرصد صحيحا.
مفتي الجمهورية تعليقًا على المشككين في توقيت الفجر:
- توقيت أذان الفجر المعمول به في مصر هو التوقيت الصحيح شرعيًّا وفلكيًّا
- التشكيك في موعد الفجر هو دعوى باطلة مخالفة لِمَا تقتضيه الأحاديث النبوية وآثار الخلفاء والسلف وعلماء الفلك قديمًا وحديثًا
أكد فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية- أن توقيت أذان الفجر المعمول به في مصر وسائر بلدان العالم الإسلامي هو التوقيت الصحيح شرعيًّا وفلكيًّا.
واستنكر فضيلة المفتي بشدة تلك الشائعات نشرها البعض للتشكيك في توقيت أذان الفجر، والادعاء بأنه متقدم على وقته الحقيقي، وأنه مبني على تقويم وضعه عالم غير مسلم، ومن ثم التشكيك في صلاة المسلمين وصيامهم عبر القرون المتطاولة، ونحن نؤكد أن توقيت أذان الفجر المعمول به في مصر وسائر بلدان العالم الإسلامي هو التوقيت الصحيح شرعيًّا وفلكيًّا.
وحسم مفتي الجمهورية الجدل الدائر في هذا الأمر بقوله إن دعوى بدء الفجر من درجة 15 أو نحوها هي دعوى باطلة مخالفة لِمَا تقتضيه الأحاديث النبوية؛ من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي سُنة الفجر، ثم يغفو إغفاءة يسيرة، ثم يقوم إلى صلاة الفجر ويطيل القراءة فيها، ومع ذلك فإن النساء كن يخرجن بعد الصلاة لا يُعرَفْنَ من الغلس؛ وهو: ظلمة آخر الليل، ولا يكاد الرجل يعرف صاحبه؛ أي: بسبب الظلمة، وهذا كله لا يتفق بحالٍ مع هذه الدرجة المدَّعاة، وإنما يتصوَّر مع ما عليه العمل في مصر وسائر البلاد الإسلامية من أن وقت الفجر بين (18-19.5).
وأضاف فضيلته أن هذه الدعوى تخالف الآثار عن الخلفاء الراشدين والصحابة والسلف الصالح، من أنهم كانوا يقرءون بالسور الطوال والآيات الكثيرة، ولا تطلع عليهم الشمس؛ فقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ربما قرأ في الفجر بسورة البقرة، وكان عمر الفاروق رضي الله عنه يكثر من قراءة سورتي يوسف والحج، وربما قرأ بسورة آل عمران، وكان عليٌّ كرم الله وجهه ربما قرأ بسورة الأنبياء، وقرأ سعيد بن جبير بسورة الإسراء.
وشدد فضيلة المفتي على أن الادعاء بأن توقيت أذان الفجر في مصر خاطئ هو أمر مخالف تمامًا لِمَا نص عليه علماء الفلك وجرى عليه عمل أهل الهيئة المسلمين قديمًا وحديثًا؛ فإن المتقرر عندهم أن وقت الفجر دائر بين درجة (18 و19.5)، وممن نص على ذلك منهم: العلامة أبو الحسن الصوفي [ت376هـ]، والبيروني [ت440هـ]، ونصير الدين الطوسي [ت672هـ] ، وقاضي زاده موسى بن محمود الرومي، والبتاني [ت317هـ]، والمجاصي، وأبو الحسن بن الشاطر الدمشقي [ت777هـ] رئيس المؤذنين بالجامع الأموي بدمشق، وسبط المارديني [ت806هـ] مؤقت الجامع الأزهر، وأبو الحسن بن باص الأسلمي صاحب الأوقات بغرناطة، وأبو إسحاق النقاش الشهير بابن الزرقالة [ت493هـ]، وشُرّاح رسالته؛ كأبي الطيب القرطبي، وابن البناء، وغيرهم كثير وكثير.. وهؤلاء كانوا هم الموقتين لصلوات المسلمين عبر القرون في شتى أصقاع الأرض، وعنهم أخذ الغرب كثيرًا من مبادئ علم الفلك.
وأكد مفتي الجمهورية أن ما تتضمنه هذه الشائعات المضللة من اعتماد أهل مصر على أحد الفلكيين غير المسلمين في جعل درجة 19 ميقاتًا لأذان الفجر هو كلام مجانب للصواب؛ فإن اعتماد هذه الدرجة علامة على طلوع الفجر الصادق هو عمل أهل مصر قاطبة منذ سالف الأزمان؛ كما نص عليه رئيس المؤذنين بالجامع الأموي بدمشق العلامة الفلكي علاء الدين أبو الحسن بن الشاطر، في كتابه "النفع العام في العمل بالربع التام"، ومؤقت الجامع الأزهر بالديار المصرية العلامة الفلكي سبط المارديني؛ في كتابه "الدر المنثور في العمل بربع الدستور".
وأضاف فضيلته أنه إذا أضيف إلى ذلك إقرارُ هذه الدرجة من علماء مصر طيلة هذه العقود- حيث كان علم الهيئة من العلوم المقررة في الأزهر الشريف، ولم ينكر ذلك أحد من أهل العلم والفتوى في مصر على مدى قرن من الزمان، مع توقف صلاتهم وصيامهم على صحة ذلك، وهم أئمة الأمة وسادة أهل العلم فيها- كان ذلك إجماعًا واضحًا من علماء مصر وفلكييها وأهل الهيئة فيها على صحة هذا التوقيت لأذان الفجر.
وأشار مفتي الجمهورية أنه بتأييد صحة العمل بهذه الدرجة (18-19.5) صدر بيان "مركز الفلك الدولي" بتاريخ 18 رمضان 1436هـ، الموافق 5 يوليو 2015م، مؤكدًا اتفاق المتخصصين على أنه لا صحة للقول بأن موعد الفجر المبين في التقاويم متقدم عن الوقت الحقيقي لطلوع الفجر الصادق، ومبينًا أن كل بلدان العالم الإسلامي قاطبة تجعل صلاة الفجر ما بين (18-19.5)، وأن ما يثار عن أن بعض الجمعيات الفلكية تعتمد الزاوية 15 غير صحيح على الإطلاق.
وأهاب فضيلة مفتي الجمهورية بعموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ألا يأخذوا أحكام دينهم وعباداتهم إلا من أهل العلم والتخصص المؤهلين، وألا يتركوا ذلك نهبًا لكل من هب ودب؛ ممن يخرج بين الفينة والأخرى يشكك المسلمين في أمور عبادتهم وشئون حياتهم.
المركز الإعلامي بدار الإفتاء المصرية ٢٢-٦-٢٠١٦م
كارثة تهدد ببطلان صوم المصريين في رمضان
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة