رعاية الابناء ومعاملتهم في مراحلهم العمرية الأساسية علي مجموعة من الأصول والقواعد التربوية.

الشارع المصري
طبوغرافي

تقوم رعاية الابناء ومعاملتهم في مراحلهم العمرية الأساسية علي مجموعة من الأصول والقواعد التربوية. أهمها تهذيب نفوسهم وتربية وجدانهم وتقويم ألسنتهم
وتمكين كل فرد منهم أن يعمل بمقدار طاقته عملا يمكن للمجتمع أن يستفيد منه مستقبلا.

وغرس روح الجماعة في نفس كل فرد منهم ليقوم علي اتم وجه واكمله- بأعداد وانجاز الأنشطة الاجتماعية ولو بعد حين كذلك تعويدهم علي تحمل المسؤولية وشحذ اراداتهم للتحكم في رغباتهم حتي يكونوا علي المستوي المأمول في بناء مجتمعهم وتنميته وحمايته (المواطنة الحقة)
هذه أهم المعالم والعناصر المكونة للمنهج التربوي الإسلامي والتي يجب أن ينشأ النشء في إطاره وذلك بحسب الأطوار الثلاثة لمراحل سنه ومواهبه وقدراته واستعداداته وخواصه.

المرحلة العمرية الأولي وحاجياتها
يجدر بالأسرة في هذه المرحلة ان تركز علي تهذيب سلو كيات الطفل وتقويم لسانه وايقاظ نباهته وتشجيعه علي إعمال عقله وفكره بالتأمل والتفكر
وتنشيط قدرته علي الحفظ ولفت انتباهه إلي ما يقع تحت بصره من الأمور والأشياء المتوافقة والمختلفة في حقائقهما وصفاتها والوانها وا حجامها ووظائفها وبعث كل استعداداته وقدراته العقلية و القلبية والنفسية الصالحة المعطاءة .. خاصة وان الدراسات النفسية والتربوية تؤكد أن معالم شخصية الطفل المستقبلية.

إنما تتكون في السنوات الأولي من عمره .. قال سهل بن عبد الله التستري(ت282) هجرية كنت وانا صبي ابن ثلاث سنين أقوم في الليل فانظر إلي خالي محمد بن سوار فقال لي يوما الا تذكر ه؟ قال : قل ثلاث مرات من غير ان تحرك لسانك الله معي , الله شاهدي الله ناظر إلي فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته فقال قل ذلك كل ليلة سبع مرات فقلته وأعلمته. فزادني إلي إحدى عشرة مرة فقلته ووقع في قلبي حلاوته فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علمتك ودوام عليه ثم قال لي يا سهل من كان الله معه وناظرا اليه هل يعصيه؟ قلت لا قال اياك والمعصية ثم لما بلغت ست سنين حفظت القرآن كله وكنت اصوم الكثير من الايام وفي .. في هذه المرحلة العمرية ايضا يحتاج الأبناء إلي إكسابهم عادة النطق السليم وتزويدهم بعدد من الألفاظ اللغوية والمفردات والعبارات والجمل ذات الدلالات الفاضلة وافضل واقصر واخصر طريق لذلك ربطهم بكتاب الله تعالي تلاوة وحفظا..

ومما يجب الحرص عليه في هذه المرحلة العمرية ايضا تعليم الأطفال فرائض الإسلام واركان الإيمان وترغيبهم في الصلاة وتحبيبها لقلوبهم وتعويد الصدق والأمانة والطهارة... وغير ذلك من الآداب المرضية والأخلاق الفطرية (القيم) وبموازاة ذلك ينبغي توجههم إلي ممارسة الرياضات النافعة اللطيفة المقيدة وتشجيعهم عليها وتيسير انخراطهم في انديتها والانتساب اليها قال رسول اللع صلي الله عليه وسلم (روحوا القلوب ساعة وساعة)
وعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثير ابناء العباس ثم يقول من سبق الي فك كذا وكذا قال فيتسابقون اليه فيقعون علي ظهره وصدره فيقبلهم ويلازمهم)ادراكا لقيمة الرياضة في بناء شخصية الطفل قال عمر رضي الله عنه (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ) وانما اقتصر الفاروق علي هذه الانواع لآنها المتوفرة المشتهرة في زمانه رسول الله صلي الله عليه وسلم والا فكل رياضة تظهر في كل زمان فهي مباحة ما دامت لا عنف فيها..

اذن ففي مراعاة الأسرة لحاجيات الطفل المتقدمة والتزامهم بها وتوفيرها له اهمية بالغة في نشأته مستقيم السلوك والخلق صافي العقل وسالمه قوي الإرادة وحازمها متكامل النفس والجسم سليمهما
المرحلة العمرية الثانية
اما في المرحلة العمرية الثانية ( المراهقة) من عمر الابن والبنت فيجب مراعاة الميول والاتجاهات النفسية المناسبة ويستثمر في الأبناء القدرات والاستعدادات الذهنية والابداعية النظرية والعملية فمن ظهرت ميوله نحو الثقافة والتعلم شجع عليها ورغب فيها ويسرت له اسبابها ومن بدت ميوله تحو الميادين والمهارات العملية أعين علي ذلك ومن كانت له ميول دون هذا أو ذاك وجه إلي ما يناسبه من أعمال يدوية (حرف) لان المجتمع بحاجة إلي كل هذه الاختصاصات والكفاءات وقد ثبت عنه صلي الله عليه وسلم (اعملوا فكل ميسر لما خلق له)

وهكذا تكون المرحلة العمرية الأولي من حياة الأبناء لبعث مواهبهم وتنشيطها فضلا عن تثقيفهم وتسديد سلوكهم في مجالات والميادين الشخصية والاجتماعية وتكوين المرحلة الثانية من اعمارهم لتوجيههم وارشادهم نحو المسارات العملية في الحياة المستقبلية كل ذلك بالقدر الذي يتناسب وينسجم مع ميولاتهم وقدراتهم واستعداداتهم
النفسية والجسدية...

المرحلة العمرية الثالثة
يجب الاعتماد في هذه المرحلة علي ميول الشباب من اجل استقرار التوجيه في الاختصاصات مع ضرورة متابعة وتتبع مدي قدرة الشاب علي الاستمرار في هذا التخصص مع استحضار انه لا ينبغي للوالدين ان يعاكسا او يصادما طباعه واتجاهاته وقدراته لأنه لن يوفق فيما اكره عليه منها وفرض
يتضح مما تقرر من قبل اهمية وحساسية الادوار التربوية المعنية بالأسرة مما يستوجب معه تأهل الزوجين روحيا وفكريا ونفسيا وماديا... للاضطلاع بتلك الأدوار.