الصلاة والنحر صباح عيد الأضحى، وهو الشيء الذي كان يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث كان ينتظر ليأكل من الأضحية التي كان يذبحها بيديه. حول استقبال الرسول الكريم للعيد وماذا كان يفعل وكيف كان سلوكه مع أهل بيته، يقول الدكتور محمد رأفت عضو مجمع البحوث الإسلامية إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان في هذا اليوم يتذكر جده إسماعيل وكان من أفضل الأشياء التى يقوم بفعلها هي أداء صلاة العيد فى الخلاء وكان لا يفطر حتى يأكل من أضحيته ومن سنته أنه كان يذهب لأداء الصلاة من طريق ويعود من طريق آخر..
وكان يغتسل غسل العيد وكان له جلباب خاص بالعيد، وكان مواظبا على التكبير وهو ذاهب لأداء صلاة العيد.وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقوم بأداء صلاة العيد فى الخلاء وأن يحضر الصلاة الرجال والنساء كما أوصى بخروج الحائض والنفساء والأبكار أي العذراء..
وأوصانا بالأضُحية لمن لديه القدرة على ذلك. كما أمرنا أن ننحر الأضحية بعد صلاة العيد امتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى كما قال في كتابه الكريم في سورة الكوثر: (إنا أعطيناك الكوثر فصلّ لربك وانحر). ما شدد الرسول على ضرورة ذبح الأضحية بعد الصلاة لأن من يذبح قبل صلاة العيد فهى ليست بأضحية وإنما صدقة ولحم يؤكل.
وقد قام الرسول يوم العيد بذبح كبشين أقرنين أملحين وسمى الله وكبر وقال عن الأول «اللهم هذا عني وعن آل بيتي».. وقال عن الكبش الثاني «اللهم هذا عمن لم يضح من أمتي»، كما قال الله في حديثه القدسى «عبدي يا ابن آدم أنفق عليك».
من هذا يتضح أن الأضحية فرض على كل مسلم قادر ومن كانت لديه القدرة على الأضحية ولم يضح فقد ارتكب إثما. ويواصل الدكتور عثمان قائلا: هناك اختلاف كبير بين عيد الفطر وعيد الأضحى حيث إن عيد الفطر هو مكافأة للصائم ويجب على المسلم أن يفطر قبل أن يذهب لأداء صلاة العيد، أما عيد الأضحى فمن السنة أن يفطر على أضٌحيته أو يفطر بعد صلاة العيد، أي أيضا في عيد الفطر نحاول تأخير صلاة العيد حتى يتمكن الناس من إخراج الزكاة بعكس عيد الأضحى نقوم بالتعجيل بالصلاة حتى يذهب الناس للأضاحي، وأيضا من أوجه الاختلاف أن التكبير في عيد الفطر ينتهي مع صلاة العيد أما في عيد الأضحى فيستمر حتى عصر رابع يوم العيد وقال الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه عن أيام عيد الأضحى «إنها أيام أكل وشرب وذكر وبعال». وقبل أن ينهي الدكتور محمد كلامه أكد ان الاشتراك في الذبيحة بقرة أو جاموسة أو جمل بحد أقصى سبعة أفراد ولا يجوز الاشتراك في الخروف.
الدكتورة نادية رضوان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس، تقول إن شعائر الإسلام كلها تقوم على السماحة والتراحم وحب الخير. فالعيد إحدى هذه الشعائر التي تضفي الفرحة والبهجة للكبار والصغار عندما يلتفون حول الذبائح ليشاهدوها ويسعدوا بلحظة الذبح، وكأننا في احتفالية رائعة، وأيضا نرى الفقراء وهم فى حالة شغف وانتظار للحصول على لحوم الأضاحي، وفى هذا اليوم تظهر روح التكافل الاجتماعي والتراحم. فالغني يقوم بالذبح امتثالا لأوامر ربه والفقير في سعادة بنعمة الله عليه.
وفي هذه الأثناء عندما يقوم الغني بتوزيع الأضحية إلى ثلاثة أجزاء جزء لنفسه والجزء الثاني للفقراء والجزء الثالث هدية يمنحها لمن يشاء فيتضح هنا مدى الترابط والتكامل الاجتماعي، حيث إن ما يقوم به النبي ليس صدقة وإنما هو أمر رباني فيقوم به الغني بسعادة وسرور ابتغاء مرضاة الله. فالغني يعلم أنه بقيامه بذبح الأضحية يشكر نعمة الله عليه الذي منحه المال لشراء هذه الأضحية والفقير يفرح بها لأن هناك من يتذكره ويرق قلبه لحاله.
ومن هذا يتضح لنا مدى التواصل والترابط الاجتماعي الذي فعله عيد الأضحى، فالناس كلهم لبعض خدم، أو بمعنى أدق الناس جميعا في احتياج إلى بعضهم البعض، فالغني لا يمكنه إنجاز عمله إلا من خلال اعتماده على البسطاء من العاملين لديه، والبسطاء يحصلون على المقابل المادي لإنجازهم العمل المكلفين به، لذا فالكل في احتياج الى بعضهم البعض فلو لم يوجد فقراء لما استطاع الأغنياء أن يقيموا الشعائر والسنن النبوية، فإذا كانت البلد كلها أغنياء فعلى من توزع لحوم الأضاحي، لذلك فإن الفقراء ينتظرون مثل هذه المناسبات لإزالة الفوارق الاجتماعية بينهم وبين الأغنياء ولو بشكل مؤقت فيحدث الترابط والتكافل في المجتمع.
ضرورة ذبح الأضحية بعد الصلاة لأن من يذبح قبل صلاة العيد فهى ليست بأضحية وإنما صدقة
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة