الانفلات الأخلاقي يؤثر علي العمل بشكل آخر خاصة المرأة بعد حوادث التحرش

الشارع المصري
طبوغرافي

حيلة جديدة ابتكرها اللصوص بمنطقة المهندسين حيث قام احدهم بإمامة المصلين داخل مسجد مصطفى محمود وأطال فى الصلاة حتى يتمكن أتباعه من سرقة متعلقات المصلين، لكنهم سقطوا فى قبضة رجال الأمن ، وتم إحالتهم إلى النيابة التى تولت التحقيق.
وقالت التحريات أن وراء الواقعة عصابة وقرر عدد من الضحايا أنهم حضروا لأداء الصلاة وتقدم شخص لإمامتهم وبعدها فوجئوا باختفاء متعلقاتهم ومن خلال فريق بحث، تمكن رجال الأمن بإشراف العميد محمود خليل رئيس مباحث قطاع الشمال من القبض على المتهمين.

المروءة والنخوة والشهامة قيم شكلت الشخصية المصرية علي مدي عصور طويلة كرسها الدين الاسلامي الذي يدعو لحماية الضعيف ونصرة المظلوم وصيانة الأعراض والحقوق

وبمرو الزمن انجرفت أخلاق المصريين وتغيرت المثل العليا وفقد المجتمع الاحساس بقيمة العمل وسادت القيم المادية وتحول الفقر لسوط يضرب أكثر من 80% من الشعب يوميا ظهرت العشوائيات والرشوة وتراجع كل شيء نبيل أمام لقمة العيش التي عزت علي كثيرين وبحثوا عنها فى القمامة فخرج علينا المتحرشون نتاج لمناطق شعبية كانت يوماً ما مخزناً للقيم والشهامة

فى البداية يشير الدكتور صلاح فهمي استاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر هناك نوعاً من الخلل حيث يعاني المجتمع من اختلال فى توزيع الدخل واتساع الفجوة من مستويات الدخول وانخفاض الانتاج وزيادة الطموح الاستهلاكي فى الوقت الذي يعاني فيه المجتمع من صعوبة اشباع الحاجات الاساسية لأفراده ولا شك أن لهذه العوامل تأثير علي سلوكيات الناس حيث يفقد الأفراد القدرة علي العمل المنتج والشعور بحالة من الاغتراب وزيادة حدة العنف والتطرف

وسائل غير مشروعة
ويضيف أن هناك الكثير من الدراسات التي ترصد الصعوبات الاقتصادية التي تواجه الناس خلال مسيرة حياتهم المعيشية وتقف حائلاً أمام احتياجاتهم الاساسية والبطالة وضعف المرتبات وتفاوت الدخول وارتفاع السلع وقلة الخدمات وزيادة مستوي المعيشة والقهر المادي والاستغلال الاجتماعي وعجز المواطنين عن تدبير اساسيات المعيشة كل ذلك وغيره يؤدي إلي تشكيل أنماط سلوكية سيئة وقد يصل إلي خلق أشكال من الإنحراف حيث يحاول كل فرد البحث عن وسائل غير مشروعة لإشباع احتياجاته ونعاني من غياب قيم الشهامة والنخوة بسبب الضغوط الاقتصادية التي تعاني منها الجميع فقد شهدت صورة فى احد الجرائد اليومية وبها طفل لا يتعدي عمره 12 عاماً يمد يده علي فتاة للتحرش بها فكيف يحدث هذا فى مجتمع شرقي له قيمه وعادته وتقاليده.

والانفلات الأخلاقي يؤثر علي العمل بشكل آخر خاصة المرأة بعد حوادث التحرش والاغتصاب المتكررة ستخاف النزول إلي العمل فى أوقات متأخرة وخوف ولي أمرها عليها مما سيؤدي إلي فقدان العنصر النسائي فى العملية الانتاجية الذي هو حقيقة نصف المجتمع.

وتري الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس بوجود علاقة بين الجريمة وانخفاض المستوي الاقتصادي للمجرمين فهناك دراسات توضح ارتفاع نسبة الجريمة فى بعض الأماكن التي تتميز بالقدر الاقتصادي الواضح ولذلك يمكن القول بوجود علاقة مباشرة ظاهرة بين الفقر والجريمة تقوم علي السببية لأن الفقر ظاهرة مركبة ترتبط ببعض الظواهر الاخري كالبطالة والعشوائيات مما يدفع الشخص للسلوك الإجرامي لاشباع احتياجاته أو انشغاله بهمومه الاقتصادية وبعده عن اصلاح المجتمع أؤ التدخل لمنع الخطر عن الآخرين.

وتتفق معها الدكتورة هبة عيسوي استاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس أن الأشخاص الذين يعانون من أزمات اجتماعية منها العامل الاقتصادي يزيد الفجوة بين واقعة الذي يعيشه وبين ما يحاول اظهارة للآخرين.