الدعوة تستهدف إعادة الناس إلي الدين الحق والنهج الأقوم

الشارع المصري
طبوغرافي

تحرص كل أمة من أمم المعمورة علي أن يكون بناؤها من الداخل بناء سليما متينا لارتباط ذلك ببقائها واستمرار وجودها. وايضا حرصا منها علي أن تكون قوية مهابة الجانب بين كل الأمم.. هذا الامر مشهود معروف بالفطرة غير أن الواقع لا يخلو أبدا من المفسدين فما خلت العصور تلد من الضالين المعاندين والمضلين المخادعين من يحاولون أثارة الفتن واطلاق النفوس من قيود وضوابط الأدب والعفاف والاستقامة في كل عصر لا يفقد هؤلاء أولي عزم وإخلاص يقرعونهم بالحجة والرهان ويهتكون الستار عن مفاسدهم حفاظا علي المصلحة العامة واستجابة لمقتضيات الإصلاح وضروراته المتعددة

وتتحمل مشيخة الأزهر عبء الدعوة وإصلاح الأوضاع العامة بهدي الدين الحنيف ومقاصد الشريعة السمحة وشعورهم بأن الدعوة إلي الله هي أبلغ مظاهر تعظيمه وتوقيره سبحانه وتعالي
ولقد تهيأت في هذا العصر لدعاة الإفساد من الوسائل والظروف ما لم يتهيأ لغيره في العصور الماضية لذلك ينبغي علي أهل الحكمة والرشاد في الأمة الإسلامية أن يعدوا للدعوة والإصلاح ما استطاعوا من جهد وقوة كالتخطيط ودراسة الواقع وفهمه ومحاولة التحكم في العوامل المؤثرة فيه كي يستطيعوا تكسير شوكة النفوس المليئة بالشهوات قبل أن تبلغ أمنيها وضالتها لأن الفساد سريع العدوي والانتشار بين أصحاب النفوس الضعيفة والاخلاق الواهنة الواهية .

علما أنه يوجد لفيف من الناس في جميع المجتمعات لا يعد التمرد والانحراف من شيمهم وطبائعهم وإنما تسرب إليهم مقدار من ذلك نتيجة للجهل وعدم صفاء البصيرة إلي جانب حقائق الإسلام الناصعة ما يتبرأ منه الإسلام ومن أيدي هؤلاء تولدت العديد من البدع ومن ألسنتهم شاعت الكثير من الخرافات ومن آرائهم الكلية دخل في الكتاب والسنة ضرب من سوء التأويلات والأفهام!

ولا شك أن جهود المصلحين كما ينبغي أن تتجه إلي إنقاذ النفوس الزاكية من أن تقع في حبائل وشرك أولئك الذين يضلون عن سبيل الحياة الطيبة ويبغونها عوجًا.. لا بد أن تتجه أيضا إلي ضرورة تقويم مسالك أصحاب البدع. والكشف عن مجانبتها للشرع الحنيف والهدي النبوي الكريم وبذل الوسع في إعادتها إلي الجادة وسواء السبيل، وهو ماقطع فيه الأزهر شوطاً لايستهان به.

وصفوة القول أن كل دعوة تستهدف إعادة الناس إلي الدين الحق والنهج الأقوم أي ما كان عليه الرسول صلي الله عليه وسلم وصحبه الكرام عن طريق التصدي للشركيات والخرافات والبدع والتقاليد والأعراف المنافية للشرع الحنيف وتثبيت عقيدة التوحيد الرائقة الصافية في النفوس وإقامة العدل بين الناس ودعم قيم المحبة والإخاء والتضامن هي دعوة إصلاحية مشروعة ينبغي علي مؤسسات الأمة تعضيد جهودها وتيسير تنفيذ برامجها.