السعادة دواء نادر الوجود عند كثير من الناس يسعون وراءه كالسراب

الشارع المصري
طبوغرافي

لقد أصبحت السعادة ذلك الدواء نادر الوجود عند كثير من الناس يسعون وراءه كالسراب ولا يجدوه يحصلون المال كى يشعروا بالأمان والرفاهية وأيضا لا تأتيهم السعادة.. لماذا ؟ لأن سعادة الإنسان لم تكن يوما فى رغبات كلما تملكها الإنسان كان سعيدً ولكن السعادة فى الواقع بداخلنا حين نأمن ونرضى ونحب ونسامح ونتقبل
وهذا ما ارتد عنه الكثير من الناس وهو ما أسميه الردة عن السعادة

إن سر تعاسة الكثير من الناس أنهم ينظرون جيداً لما حرموا منه ولا يرون أبداً ماهم فيه من النعم والمميزات .. لهم ماض أليم وذاكرة قوية

والأمر أبسط من ذلك وأعجل وهو ما لخصه النبى صلى الله عليه وسلم ( من بات آمناً فى سربه معافىً فى بدنه عنده قوت يومه فإنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)
وسوف أروى لكم قصة حقيقية حدثت تحديدا فى أمريكا

جلس رجل أعمال أمريكي في أواخر عمره أمام بيته الشتوي الخاص على أحد أنهار المكسيك.. جلس وكأنه في الجنة.. يستمتع بالمناظر الخلابة والجو الصافي النقي البديع، ولفت نظره اقتراب صياد مكسيكي بسيط من الشاطئ.. فنظر رجل الأعمال الأمريكي إلى حال ذلك الصياد البسيط.. فوجد مركب صيده غاية في البساطة..

وكذلك الأدوات التي يستعملها.. ورأى بجانبه كمية من السمك قام الصياد باصطيادها بالفعل. فناداه الرجل ليشتري منه بعض السمك. وليتحدث إليه..

جاء الصياد البسيط إلى رجل الأعمال.. فاشترى منه بعض السمك.. ثم سأله: ماذا تحتاج من الوقت لاصطياد مثل هذه الكمية من السمك؟.. قال الصياد البسيط: ليس كثير الوقت
فسأله ثانية: فلماذا لا تقضي وقتا أطول إذاً في الصيد.. فتكسب أكثر من ذلك؟!
فرد الصياد البسيط: ما أصطاده يكفي حاجتي وحاجات أسرتي بالفعل.
فسأله رجل الأعمال الأمريكي: ولكن ماذا تفعل في بقية وقتك؟

فرد الصياد البسيط: أنا أنام بما يكفيني من الوقت... وأصطاد لقليل من الوقت وألعب مع أطفالي.. وأنام القيلولة مع زوجتي بالنهار أيضا.. وأقضي معها بعض الوقت، وفي الليل أتجول مع أصدقائي في القرية ونجلس معاً ونتسامر فترة من الليل،
حياتي مليئة بغير العمل.. هزَّ رجل الأعمال الأمريكي العجوز رأسه في سخرية من كلام الصياد المكسيكي البسيط..

ثم قال له: سوف أسدي لك نصيحة غالية صديقي.. فأنا رجل أعمال أمريكي مخضرم.
- أولا: يجب أن تتفرغ أكثر للصيد.. حتى تزداد كمية ما تصطاده.
- ثانياً: بعد فترة من الزمن.. ومع تقدمك المادي تشتري مركبا أكبر وأحدث من هذا القارب الصغير.
ثالثا: يمكنك بعد ذلك بفترة ومع ازدياد أرباحك أن تشتري عدة قوارب كبيرة للصيد..

رابعاً: ستجد نفسك في النهاية وبعد فترة من الزمن صاحب أسطول بحري كبير للصيد... وبدلا من قضاء الوقت والجهد في بيع السمك مباشرة للناس.. سترتاح ببيعك فقط للموزعين..

وأخيرا: وبعد كل هذا النجاح ستستطيع وبكل سهولة أن تنشئ مصانع التعليب الخاصة بك.. والتي يمكنك بها التحكم في إنتاجك من الأسماك وكميات التوزيع أيضا.!
وتنتقل بهذا النجاح من قرية الصيد الصغيرة هذه التي تعيش فيها.. وتنتقل إلى العاصمة (مكسيكو سيتي).. ومنها لأمريكا.. وهكذا.. فتصبح مليونيرا كبيرا يشار إليه بالبنان.

أرأيت يا صديقي المسكين كيف يكون التفكير الصواب ؟!
سكت الصياد قليلا ثم سأل رجل الأعمال الأمريكي العجوز: ولكن سنيور.. ماذا يتطلب كل هذا النجاح من وقت؟ضحك رجل الأعمال وقال: من 15 إلى 20 عاما فقط . أتصدق هذا فقال الصياد: وماذا بعد ذلك ؟
فضحك رجل الأعمال وقال: هنا نأتي لأفضل ما في الموضوع.
عندما يحين الوقت المناسب والذي تختاره.. تقوم ببيع جميع شركتك.. وجميع أسهمك.. وتصبح بعدها: من أغنى أغنياء العالم!! سوف تملك ملايين الدولارات أيها الرجل.

نظر الصياد البسيط إلى الرجل.. ثم سأله: وماذا بعد الملايين.
قال الرجل العجوز في فرح: تستقيل بالطبع.. وتستمتع ما بقي لك من العمر تشتري شاليه صغير.. في قرية صيد صغيرة.. تستمتع فيه مع زوجتك وأبنائك.. تنام بالنهار القيلولة مع زوجتك.. وتقضي معها بعض الوقت.. تلعب مع أبنائك.. تخرج ليلا تتسامر مع أصدقائك.. وفوق كل ذلك تستطيع النوم لفترات أطول وأجمل.

فقال الصياد المكسيكي البسيط في دهشة: هل تعني أن أقضي 20 عاما من عمري في التعب والإرهاق والعمل المتواصل؟ والحرمان من زوجتي وأبنائي والاستمتاع بصحتي.. لأصل في النهاية إلى (ما أنا عليه أصلا).

والآن هل علمت المغزى من القصة ؟
دعونا لا نجعل الحياة منافسة كبيره ننافس فيها أنفسنا وغيرنا وإنما نجعلها رحلة من السعادة ما كان فيها من خير فلنحمد الله على ما نحن فيه وما كان من بلاء فلنصبر ونحن فى رضى وسلام
دعونا نستمتع بالقليل المتاح ونحن نتطلع للأفضل فى طاعة الله...