تعتبر الصدقة من أبواب الخير العظيمة التي رغب فيها الشارع الحكيم وحث عليها

الشارع المصري
طبوغرافي

تعتبر الصدقة من أبواب الخير العظيمة التي رغب فيها الشارع الحكيم وحث عليها، فهي تدفع المصائب، والكروب، والشدائد، وترفع البلايا والآفات والأمراض ويرْبي الله الصدقات ويضاعف لأصحابها المثوبات ويعلي الدرجات، ولذك جاء الأمر الإلهي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأخذ الصدقات والحث عليها.

يؤكد الدكتور محمد نبيل غنايم، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أن الله أمر الرسول- صلى الله عليه وسلم- بأن يأخذ من أموال المؤمنين الصدقات، ومنها مال التجارة كالزكاة المفروضة أو غير المعينة وهي التطوع فالصدقة وما ينفقه المؤمن قربة لله تطهره من دنس البخل والطمع والدناءة والقسوة على الفقراء البائسين وما يتصل بذلك من الرذائل وتزكي أنفسهم بها وتنميها وترفعها بالخيرات والبركات الخلقية والمادية والمعنوية حتى تكون بها أهلاً للسعادة الدنيوية والأخروية فالمطهر في هذه الآيات الرسول- صلى الله عليه

ومن الأمور التي اعتاد المسلم أن يفعلها إذا مرض أو مرض أحد من أهله أن يتصدق على الفقراء والمساكين تقرباً إلى الله - عز وجل- ورغبة بما عند الله تعالى، فإن الإنسان إذا تصدق لوجه الله تعالى، فإن الله سبحانه وتعالى يجيب دعوته ويزيل ما به من البلاء فعن أبي أمامة- رضي الله عنه- قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد من العمر»، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم والبر زيادة في العمر والصدقة تطفئ الخطيئة وتقي ميتة السوء»، وعن عمرو بن عوف- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة سوء ويذهب الله بها الكبر والفخر»، فهذه الأحاديث الكريمة وغيرها تبين أن الصدقة تبعد عن الإنسان غضب الله تعالى، فإذا زال الغضب حلت رحمة الله تعالى بالعبد وإذا كانت الصدقة تطفئ الخطيئة وتزيلها من صحيفة العبد فلا يبقى إل طاعته وعبادته، فإن الله تعالى يرحمه ويزيل عنه برحمته وكرمه وفضله ما حل بالإنسان من مرض أو بلاء أو مشقة والصدقة باب لذلك وسبب له.

ومن فضائل الصدقة، أنها إذا كانت من كسب حلال خالصة لوجه الله تعالى، فإن الله تعالى يقبلها بفضله ويضاعف ثوابها لصاحبها أضعافاً مضاعفة والله ذو الفضل العظيم عن أبي هريرة - رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل»، فيأتي المؤمن يوم القيامة وإذا بحسناته أمثال الجبال فيفرح بثواب الله ومن فضائل الصدقة أنها تنمي المال وتزيده قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: «ما نقص مال من صدقة» ومنها استظلال المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة كما جاء في الحديث الشريف أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه».

الصدقة الجارية
تقي الصدقة المسلم من الشرور والمصائب، ومن أفضل أنواعها الصدقة الجارية، التي تستمر للعبد بعد وفاته مثل حفر الآبار، وبناء المساجد، وطباعة الكتب، وإنشاء مكاتب تحفيظ القرآن، والأوقاف الخيرية على الفقراء والمساكين، وغير ذلك من أفعال الخير مثل التصدق والتبرع للمستشفيات التي تعالج الأمراض المستعصية مثل أمراض القلب والسرطان، امتثالاً لقول النبي - صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»؛ ولذلك وجب على المنفق أن يراعي الإخلاص لله عز وجل في صدقته، وأن يحذر من الصدقة بالرديء من طعام أو لباس أو يتبع صدقته المن والأذى أو أن يبخل بما أعطاه الله أو أن يحتقر شيئاً من الصدقة أو أن يرجع في صدقته.