إكتشاف علمى أسمّوه العلماء: “دماغ القلب” حيث وَجَدَ أن في القلب شبكة عصبية معقدة مكونة من حوالي 40 ألف عصب

الشارع المصري
طبوغرافي

علي مدار سنوات الدراسة نتعلّم أن الدماغ هو مركز العقل والتفكير والإرادة وأن القلب هو مجرد عضلة وظيفتها ضخ الدم إلى أنحاء الجسم ونجح الأساتذة بإقناع طلابهم بتلك الفكرة التي ربما تبدو منطقية، ولكن آيات القرآن تذكر القلب وكأنّه مركز العقلِ وعلى سبيل المثال قوله تعالى في الآية 179 من سورة الأعراف ((لهم قلوبٌ لا يفقهونَ بها ولهم أعينٌ لا يُبصرونَ بها ولهم آذانٌ لا يسمعونَ بها)) وفي الآية 24 من سورة محمد صلي الله عليه وسلم (( أَفَلا يتدبَّرونَ القرآنَ أم على قلوبٍ أقفالُها))

علماء التفسير واللغة العربية أكدوا أن كلمة قلب ممكن أن تُشير إلى روح الإنسان وجوهره وليس فقط إلى عضلة القلب ولكن إحدى الآيات الكريمة ذكرت صراحةً أن القلب هو مركز للتعقّل وليس لضخ الدم فقط وصرّحت الآية الكريمة بمكان ذلك القلب في الصدر بالتحديد وهي الآية 46 من سورة الحج (( أفلم يَسيروا في الأرضِ فتكون لهم قلوبٌ يعقلونَ بها أو آذانٌ يسمعون بها فإنها لا تَعمى الأبصار ولكن تَعمى القلوبُ التي في الصدور)) وعلى الرغم من إشارة علماء اللغة والتفسير إلى كون كلمة “صدر” مُمكن أن تُطلق على باطن الإنسان وداخله وليس فقط على منطقة الصدر التي تحتوي القلب .

كشفت عدة أبحاث علمية جمعها د. محمد عمر سالم في بحثه (The Heart,Mind and Spirit) تناولت آخر البحوث العلمية التي تطرّقت إلى موضوع العقل والقلب فوجد أن هناك دراسة قام بها عالمان أمريكيان سنة 1978 وجدا من خلالها أن هنالك اتصال بين القلب والدماغ وليس هذا كل ما في الموضوع وأنّ القلب قادر على إرسال رسائل ذات معنى الى الدماغ وهذا الأخير لا يفهمها فحسب بل يُطيعها أيضاً، وفي سنة 1991 جاء عالم أعصاب قلبية ليُحدث ضجة علمية كبيرة بإكتشافه لما سمّاه “دماغ القلب” حيث وَجَدَ أن في القلب شبكة عصبية معقدة مكونة من حوالي 40 ألف عصب بالإضافة إلى ناقلات عصبية وخلايا ساندة مشابهة لتلك التي في دماغ الإنسان وبذلك فللقلب القدرة على التذكّر والحس والشعور

وفي سنة 2004 أضاف نفس العالم أن القلب له القدرة أيضاً على التأثير في الفعاليات المعرفية واتخاذ القرارات المصيرية بعد هذه الدراسات توالت البحوث والبحوث حول هذا الموضوع خصوصاً بعد إجراء عمليات زراعة القلب حيث لاحظ العلماء وجود تغيرات سلوكية لدى المرضى الذين أُجريتْ لهم عمليات زراعة القلب ووجدَ أن الخلايا القلبية تتمتع بالذكاء وقادرة على التذَكر.

وفيما بعد جاءت الدراسات والأبحاث العلمية لتُثبت أيضاً أن القلب هو مركز الحدس لدى الإنسان ويستقبل المعلومات الحدسية -إن صح التعبير- قبل الدماغ بوقت لا بأس به .

واكتُشف أن للقلب مجالاً مغناطيسياً كبيراً يفوق مجال الدماغ المغناطيسي ووَجَدَ العلماء أن هذا المجال المغناطيسي يُعطي للقلب القدرة على التواصل مع قلوب الآخرين ممّا يؤثر على علاقات الأشخاص بعضهم ببعض سلباً او إيجاباً.