ضرب أمه لإرضاء زوجته.. فماذا كانت نهايته؟

الشارع المصري
طبوغرافي

أخبر الشاب أباه بأنه يريد أن يتزوج فلانة بنت فلان وكان أبوه يعرفها ويعرف أباها، حينها اعترض الوالد الذى تجاوز السبعين من العمر وقال: ليست هذه التى أريدها لك، فأنا أريد لك زوجة صالحة تعرف حقوق الله تعالى، فأصر الابن على موقفه، وما كان من الوالد إلا أن غضب وقال له: إن لم تتراجع عن هذا الأمر فسأضطر إلى تأجيل زواجك وأزوج أخاك الأصغر أولا، فأضرب الشاب عن الطعام أياما، فرق قلب الأم العجوز له وأقنعت أباه بالفعل على زواجه منها، وقالت: عسى الله أن يهديها.

سلم الوالد أمره لله وزوجه هذه الفتاة، وظل الشاب شهرين كاملين مع زوجته لا يخرج إلى العمل.
ومرت الأيام .. وذهب الأب يستحث ابنه للنزول إلى العمل فى ورشته لمساعدته على المعيشة.. فإذا به يطلب أن يأخذ حقه من تركة أبيه وهو على قيد الحياة، فغضب الأب واعترض قائلا : تريد أن ترثنى بالحياة؟ لماذا تغير حالك؟ فما كان من الابن إلا رفع صوته عليه وسبه وقال له: "إن لم تفعل ما أريده سأفعل كذا وكذا" – تهديدا - فعاد الأب إلى بيته باكيا، فحكى للأم العجوز هذا الموقف ..

فققرت أن تطرق الباب على ابنها لتجلس معه ومع زوجته.. فإذا بالزوجة تفتح الباب وتخبر الأم بكل سخرية فى طريقة الحديث أن ابنها ليس بالداخل لأنها لا تريدها أن تدخل شقتها، فبكت الأم فأغلقت الزوجة الباب فى وجهها.

وبعد مرور بضعة أيام ذهب الشاب لأبيه فى العمل وكرر عليه نفس المطالب فكرر الأب رفضه لهذا المبدأ، فغضب الابن وانهال عليه ضربا، وكنا على مقربة منهم.. وذهبنا فإذا بالأب ملقى على الأرض والدم يسيل من وجهه، فحمل البعض الشيخ إلى أحد البيوت وأخذنا الابن وحاولنا إقناعه بأن هذا خطأ عظيم وأنه بذلك يغضب الله تعالى، فكان جوابه: ليس لكم شأن فأنا أطالب بحقى من أبى.

تطور الموقف وازداد سوءا حتى إن الزوج طلب من زوجته أن تضرب أمه العجوز.. وظللنا أياما طويلة نسمع كل ليلة صخبا يخرج من هذا البيت، فذهبنا إليهم فإذا بالشاب وزوجته يضربان الأم والأب بكل عنف وكأنهما ليس لهما أي صلة قرابة بهما، فأخذنا الأبوين المسكينين إلى منزلنا وأكرمناهما، وأخبرنا مجموعة من كبار القرية لكي يتدخلوا لحل هذه المشكلة.

فقرروا عقد مجلس "عرفي" لإرضاء جميع الأطراف، ومحاولة السيطرة على الموقف الذى يزداد تعقيدا يوما بعد يوم، وفى المجلس طلب الابن من الحضور أن يأخذ حقه من أرض أبيه لكي يبيعها ويذهب للعيش فى المدينة، فحكم الحضور بأن الابن ليس له حق فى مال أبيه إلا النفقة فقط.

وكانت المفاجأة بأن رفض الأب حكم الموجودين، وقرر بأن يعطي للابن نصيبه من البيت والأرض والورشة، وبالفعل باعه وانتقل إلى المدينة وسكن هو والزوجة فى شقة بالإيجار.

أحضرت الزوجة أخاها ليعرض على الزوج أن يشاركه فى التجارة.. وكانت التجارة فى عدة أشياء، منها: العملات المزورة، والمخدرات.

فرفض الزوج فى البداية ولكن الإنسان منا قد يتغلب على شيطانه، ولكن هذا عنده شيطانان؛ إبليس والزوجة، فلم يستطع التغلب على وسوستهما، وبالفعل تاجر مع شقيق الزوجة.

ومرت عدة سنوات ولم نسمع عن الشاب أخبارا.. حتى رأيناه ذات يوم قادما نحو بيت أبيه وكان وجهه يبدو عليه أنه كبر من العمر عشرات السنين وليس أربع سنوات فقط، فكان يلبس ثيابا بالية ووجهه يتصبب عرقا، فأقبلت عليه حاولت أن أسلم عليه وأن أعرف خبره، فلم يرد علي فكان تائها لا يبالى بشيء..

جاءنا الخبر الذى أذهلنا وكانت القصة: أنه بعد أن تاجر مع شقيق زوجته زادت ثروته بالفعل وازداد ثراء فقرر أن يوسع مجال العمل.. لكن أراد الله تعالى أن ينال هذا الشاب جزاءه مما اقترف فى حق أبويه الكبيرين.. فتم القبض عليه فى أحد تلك المواقف، واعترف شريكه بكل هذه الجرائم..

فخسر جزءا كبيرا من ماله على المحامين.. ولما فشلت القضية حُكم عليه بغرامة قضت على الجزء الباقى من أمواله.. وقضى مدته وخرج فوجد الزوجة قد عادت ومعها بنتها إلى بيت أبيها ورفضت العودة معه وحرمته حتى من رؤية ابنته.