من المسئول عن غياب نخوة وشهامة المصريين؟

المروءة والنخوة والشهامة قيم شكلت الشخصية المصرية على مدى عصور طويلة كرسها الدين الإسلامى الذى يدعو لحماية الضعيف ونصرة المظلوم وصيانة الأعراض والحقوق
وبمرور الزمن انجرفت أخلاق المصريين وتغيرت المثل العليا، وفقد المجتمع الإحساس بقيمة العمل وسادت القيم المادية وتحول الفقر لسوط يضرب أكثر من 80% من الشعب يوميا، وظهرت العشوائيات والرشوة وتراجع كل شيء نبيل أمام لقمة العيش التى عزت على كثيرين وبحثوا عنها فى القمامة.

فى البداية يشير الدكتور صلاح فهمى، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر هناك نوعًا من الخلل حيث يعانى المجتمع من اختلال فى توزيع الدخل واتساع الفجوة من مستويات الدخول وانخفاض الإنتاج وزيادة الطموح الاستهلاكى فى الوقت الذى يعانى فيه المجتمع من صعوبة إشباع الحاجات الأساسية لأفراده، ولا شك أن لهذه العوامل تأثير على سلوكيات الناس حيث يفقد الأفراد القدرة على العمل المنتج والشعور بحالة من الاغتراب وزيادة حدة العنف والتطرف.

وسائل غير مشروعة
ويضيف أن هناك الكثير من الدراسات التى ترصد الصعوبات الاقتصادية التى تواجه الناس خلال مسيرة حياتهم المعيشية وتقف حائلاً أمام احتياجاتهم الأساسية والبطالة وضعف المرتبات وتفاوت الدخول وارتفاع السلع وقلة الخدمات وزيادة مستوى المعيشة والقهر المادى والاستغلال الاجتماعى وعجز المواطنين عن تدبير أساسيات المعيشة..

كل ذلك وغيره يؤدى إلى تشكيل أنماط سلوكية سيئة وقد يصل إلى خلق أشكال من الانحراف حيث يحاول كل فرد البحث عن وسائل غير مشروعة لإشباع احتياجاته، ونعانى من غياب قيم الشهامة والنخوة بسبب الضغوط الاقتصادية التى تعانى منها الجميع فقد شهدت صورة فى أحد الجرائد اليومية وبها طفل لا يتعدى عمره 12 عامًا يمد يده على فتاة للتحرش بها فكيف يحدث هذا فى مجتمع شرقى له قيمه وعادته وتقاليده.

والانفلات الأخلاقى يؤثر على العمل بشكل آخر خاصة المرأة بعد حوادث التحرش والاغتصاب المتكررة ستخاف النزول إلى العمل فى أوقات متأخرة وخوف ولى أمرها عليها؛ مما سيؤدى إلى فقدان العنصر النسائى فى العملية الإنتاجية الذى هو حقيقة نصف المجتمع.

وترى الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس بوجود علاقة بين الجريمة وانخفاض المستوى الاقتصادى للمجرمين.. فهناك دراسات توضح ارتفاع نسبة الجريمة فى بعض الأماكن التى تتميز بالقدر الاقتصادى الواضح؛ ولذلك يمكن القول بوجود علاقة مباشرة ظاهرة بين الفقر والجريمة تقوم على السببية لأن الفقر ظاهرة مركبة ترتبط ببعض الظواهر الأخرى كالبطالة والعشوائيات مما يدفع الشخص للسلوك الإجرامى لاشباع احتياجاته أو انشغاله بهمومه الاقتصادية وبعده عن إصلاح المجتمع أو التدخل لمنع الخطر عن الآخرين