مبادرة تيسير الزواج بالبراجيل .. نموذجًا عمليًا

الشارع المصري
طبوغرافي

تغطية صحفية:  د. ياسر علي نور

ياسر نور-عدد35-5

في مبادرة رائدة من نوعها تسعى إلى تخفيف الأعباء عن كاهل الأسرة المصرية، وتحرير الشباب المقبل على الزواج من أغلال العادات والتقاليد التى تفرض عليهم الالتزام بنفقات متعددة لا يستطيعون الوفاء بها.. فى هذا الصدد جاءت مبادرة "تيسير الزواج" التى عقدت بقاعة المناسبات بالمسجد الشرقي فى قرية البراجيل – مركز أوسيم بمحافظة الجيزة، مساء يوم الجمعة 2 سبتمبر الحالي .

وحضر رائد المبادرة الحاج حسن عبدالدايم، ولفيف من أبناء القرية المخلصين؛ حضر من الدعاة الدكتور سيد صقر- الأستاذ بجامعة الأزهر، والشيخ جمعة حسين- إمام وخطيب بالأوقاف ومن المعلمين الأستاذ مجدي حسنين- عميد المعهد الأزهري، والشاعرة سمية رمضان- مستشار الإرشاد الأسري ممثلة لصوت المرأة، كما حضر النائب محمود الصعيدي- عضو البرلمان عن دائرة أوسيم والبراجيل.

وتم تغطية المبادرة إعلاميا بحضور قناة دريم وقناة المديح، وصحفيًا بحضور جريدتي أخبار اليوم و الفتح اليوم، واستمر النقاش المثمر على مدار ثلاث ساعات.

مبادرة تيسير الزواج-1ِ

النائب محمود الصعيدي:

عندما ارتفع سعر الذهب أدى إلى فتح الملفات كلها.. وهذه المظاهر جديدة علينا

الحاج حسن عبدالدايم:

لسنا بصدد حرب أو سجال ومن الذي سيغلب لأننا أصبحنا عائلة واحدة

الشيخ جمعة حسين:

فرحة الفقير لا تساويها فرحة.. وسنُسأل عن دموع الفقراء يوم القيامة

الدكتور سيد صقر:

التيسير في الزواج مرغوب فيه من أوله لآخره، وكلما قل المهر جاءت البركة

الأستاذ مجدي حسنين:

اتقوا الله في أولادكم وبناتكم، ويسروا على بناتكم لتحافظوا على أعراضكم

الشاعرة سمية رمضان:

فعل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل.. ونشكر الحاج حسن عبد الدايم الذي قدم نموذجا عمليا في تيسير خطبة ابنته

********************** 

مبادرة تيسير الزواج-2

وقد ألقى الشيخ جمعة حسين الضوء على العروس التي أنفقت فى زواجها ما تنقله عشرات السيارات من بيت أبيها إلى بيت زوجها، مما يمثل عبءًا كبيرًا على والدها، بل هناك الفقير الذي لا يستطيع الإنفاق ولا مسايرة مثل هذه التقاليد، فيحزن وتذرف عيناه الدمع {حزنًا ألا يجدوا ما ينفقون}  وسوف نسأل عن دموع الفقراء يوم القيامة. وكم من طريق فتح باب فتنة لشبابنا وفتياتنا بسبب المغالاة، وقد أراد الله تعالى أن يمد النور في هذه القرية المباركة على يد المخلصين من أبنائها ، وأول هذه المبادرة الشعور بالفقير الذي كاد أن يموت بيننا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "الأشعريون منى وأنا منهم" لأنهم كانوا إذا افقتقر منهم أحد، جمعوا ما عندهم فى مكان واحد ثم اقتسموه بينهم بالسوية. كما أقر النبي صلى الله عليه وسلـم حلف الفضول الذي عقد فى الجاهلية لنصرة الفقراء ومراعاة مصالهم فقال: "لو دُعيت إليه لأجبت".. لذا كانت فرحة الفقير لا تساويها فرحة.

مبادرة تيسير الزواج-4

ثم وضح رائد المبادرة الحاج حسن عبدالدايم فكرته التى تقوم على الاقتصاد فى الإنفاق، فقال: التقاليد تحتم على الشاب نفقات كبيرة، فكان المقترح أن تكون الشبكة دبلة ومحبس وخاتم، وأن يكون هناك ضمان للعروسة 25ألف جنيه تكتب في القائمة. والنيش لا داعي له لأنه يعتبر مجرد زينة ويمثل عبئا كبيرا على العريس والعروسة ، وحجرة الأطفال تؤجل حتى يرزقان بالأطفال. والمواسم والمناسبات على مدار العام في الأعياد وغيرها لا داعي لها. وواصل الحاج حسن عبد الدايم عرض تفاصيل جوانب أخرى من المبادرة فقال: لابد من تغطية الغزال لمراعاة مشاعر الفقير وينقل على سيارتين أو ثلاثة على الأكثر من بيت العروسة إلى بيت العريس، وإذا كانوا اعتادوا على تقدم عشاء للعريس وأهله لمدة 15 يوم فنكتفي بثلاثة أيام، والذهاب إلى الكوافير فما الذي يمنع من تزيين العروسة بداخل البيت، وفي نهاية كلمته أكد أننا لسنا بصدد حرب أو سجال ومن الذي سيغلب لأننا أصبحنا عائلة واحدة لابد أن نرحم الناس ليرحمنا رب الناس.

مبادرة تيسير الزواج-10

مبادرة تيسير الزواج-6

وتحدث الدكتور سيد صقر الأستاذ بجامعة الأزهر فبين أن هذه المبادرة تتفق مع الفطرة السوية التي تقوم على مبدأ التيسير ، قال تعالى: {يريد الله بكم اليسر}، وقال صلى الله عليه وسلم: "يسروا ولا تعسروا"، والتيسير في الزواج مرغوب فيه من أوله لآخره، وكلما قل المهر جاءت البركة كما قال صلى الله عليه وسلم: "من يمن المرأة تيسير أمرها وقلة صداقها".وقد آن الأوان أن نرجع إلى القاعدة الشرعية في التيسير وعدم الأخذ ببعض ما جاءت به الأعراف والتقاليد والله نسأل أن تدوم العشرة بين الزوجين، ولا داعي للتبذير كما نرى في الولائم وإن كانت سنة صحيحة ولكن السنة التي تجر إلى محرم لا داعي لها، وفقنا الله لما يحب ويرضى.

[caption id="attachment_14701" align="alignnone" width="357"]Jpeg Jpeg[/caption]

وجاء دور الأستاذ مجدي حسنين عميد المعهد الأزهري فقرر أن الزواج ضرورة اجتماعية، وهنا نحتاج من خلاله أن يكون هناك النسب الذي يطمئن به الشباب إلى أصولهم ونشأتهم. وإذا كان هناك ميل عاطفي بين المرأة والرجل فالعلاقة الزوجية التي تبنى على ما قال الله وقال الرسول تنتج طمأنينة وراحة للنفس.
كما يحقق الزواج السكن للأسرة وبين الزوجين، وكلا منهما يعرف أن له حقوقًا وعليه واجبات، وعلى ولي المرأة أن يختار صاحب الخلق والدين مثل سعيد بن المسيب الذي زوج ابنته لطالب علم فقير ولم يزوجها للوليد بن عبد الملك بن مروان.. نحن لا نمانع أن يشترى الرجل لزوجته محل الذهب كاملا ولكن بعد الزواج.. فاتقوا الله في أولادكم وبناتكم، ويسروا على بناتكم لتحافظوا على أعراضكم.

[caption id="attachment_14702" align="alignnone" width="300"]Jpeg Jpeg[/caption]

ثم أتى دور الصوت النسائي الذي قدمته الشاعرة سمية رمضان، مستشار الإرشاد الأسري وبدأت كلمتها بهذه الحكاية قائلة: عندما جاءني الاتصال من أ. محمد حسن عبد الدايم ، وطلب مني المشاركة في مبادرة بعنوان: تيسير الزواج سمعت ابنتي بهذه الدعوة فقالت: لماذا تضيقين واسعًا يا أماه؟! مشيرة إلى المرأة التي قالت لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما طالب بعدم المغالاة في مهور النساء إن الله يقول {وآتيتم إحداهن قنطارا}، فكان رد أمير المؤمنين: أصابت امرأة وأخطأ عمر، وهنا أقول: نحن لا نضيق واسعا، ولكن ندعو إلى التيسير وعدم المغالاة.

وفي الاستشارات الأسرية التي تعرض علينا نجد أن الأب يستدين ويكتب كمبيالات ويكون معرضا للسجن بسبب المظاهر والتقاليد، إن ما نريد أن نؤكد عليه أن كل زوج لابد أن يكون حريصا على الأخر كما قال تعالى {من أنفسكم} ولو شعر كل منهما بهذه المشاعر ستكون البيوت جنة، يكون أساسها المودة والرحمة ، وتكون المبادرة قائمة على صاحب الخلق والدين، والاهتمام ببناء الإنسان قبل البنيان، وقبل كلمتي حدثتني بعض الحاضرات عن خوفهن من نظرة المجتمع، فقالت إحدهن: "لو ما عملتش الناس هتعيب عليا وما فيش حد تاني هيعمل". ونحن نقول: كن أنت الإيجابي وحامل المشعل في هذا الأمر، وأتوجه بخالص الشكر والتقدير للحاج حسن عبد الدايم الذي قدم نموذجا عمليا في خطبة ابنته في تيسير الزواج عندما تم خطبتها للشيخ محمد عطا أحد أبناء البراجيل المشهود لهم بالخلق والدين؛ لأن فعل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل.واختم كلمتي برسالة موجزة، وهي أن السعادة الحقيقية فيما نشعر وليست فيما نملك، ولن تكون الأسرة سعيدة إلا بالتمسك بصاحب الخلق والدين وذات الخلق والدين.

[caption id="attachment_14703" align="alignnone" width="300"]Jpeg Jpeg[/caption]

واختتم النائب محمود الصعيدي عضو مجلس النواب عن دائرة أوسيم المبادرة بقوله: أنا سعيد بوجودي معكم هذه الليلة وأشكركم على هذه المبادرة وأنا متأكد أن هناك قرى ومدن ستقلدكم وأرجو البدء في تنفيذها في أقرب وقت ممكن، فعندما ارتفع سعر الذهب أدى إلى فتح الملفات كلها ، ولكن هذه المظاهر جديدة علينا فالأساس في الفقير والغني الخلق والدين، وأن تعطي اختك أو بنتك لشاب محترم سيحافظ عليها أفضل من أن تسلمها لشاب يهينها ويسيء إليها وإن كان صاحب مال، والزواج شركة بين اثنين تقوم على أسس، فكما أن لكل من الزوجين حقوقا فعليه واجبات. وقد سعدت بوجود الصوت النسائي في هذه المبادرة ، فقد نتفق على شيء وتأتي النساء صاحبة الشأن فترفض المبادرة، ولكن وجودها يقوي من شأن المبادرة وسيكتب لها النجاح والتوفيق إن شاء الله.

مبادرة تيسير الزواج-5

أما عن صدى المبادرة على أرض الواقع، فقد استجابت لها 10 أسر، أي خمس خطوبات، وستكون هذه الاستجابة الفورية كرة الثلج الصغيرة التى كلما مر الوقت تدحرجت وشعر بها الناس فازدادت وكبر حجمها حتى تكون ملء السمع والبصر، وتتغير عاداتنا وتقاليدنا شيئًا فشيئًا. وهذا مما يبشر بالخير القادم إن شاء الله، وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة.