أفكار إبداعية لتطوير الحقيبة المدرسية

الشارع المصري
طبوغرافي

بقلم: د/ نبيه فرج الحصري
مستشار تدريب مهارات تطوير الذات

تعرف الحقيبة المدرسية بأنها الوعاء الذي يحمل فيه الطالب أو الطالبة بمراحل التعليم المختلفة كتبه ودفاتره وأدواته التي يحتاجها خلال اليوم الدراسي.ويضطر الطلبة والطالبات أياً كانت مرحلتهم العمرية أو الدراسية إلى حمل الحقيبة بمحتوياتها إلى المنزل لأسباب متنوعة من بينها :
- عدم وجود دواليب بالقاعات الدراسية لكي يحفظ بها الطلبة بعض مكونات الحقيبة التي لن يحتاجها بالمنزل خلال الجزء المتبقي من يومه .


- كذا يحمل الطالب المكونات الكاملة لحقيبته المدرسية إلى المنزل لكي يقوم بأداء الواجبات المنزلية التي يكلف بأدائها .

- كما يحمل الطلبة حقائبهم الدراسية إلى منازلهم بصورة يومية لأنهم اعتادوا على هذا الأمر حتى أصبح من الأعراف العامة والملامح المميزة للمجتمع الطلابي .

والنقطة التي ينفذ منها النقد لموضوع الحقيبة المدرسية لا يمس بحال فكرة تداول الكتب والأدوات الدراسية من جانب الطلبة مابين المدرسة والمنزل ، ولكنه ينصب على الوزن الثقيل الذي تتصف به الحقائب الدراسية بصفة عامة (عندما نرى أولادنا ينحنون يوميا تحت ثقل الحقية المدرسية
ونسمعهم يشتكون من الجلوس لفترة طويلة على مقاعد المدرسة ، مما يسبب لهم ألما في الظهر ، ينتابنا قلق حول إمكانية تأثير هذه العوامل على صحة ظهورهم.

resized_img_7776-450x300
ومن اليسير على المتابعين وخاصة أولياء الأمور أن يلحظوا هذه المشكلة ، وينتابهم شعور من الشفقة على أولادهم وبناتهم لسبب عدم تناسب وزن الحقيبة مع أعمار أو قدرات النشء الجسمية (تلعب الوقاية من الأمراض التي تؤثر في العمود الفقري للأطفال دوراً أساسياً في ضمان نمو أجسادهم بشكل صحيح وسليم عندما يكبرون، ولذلك على الأهل والمدرسة تجنب كلّ ما يؤثر في هذا النمو الطبيعي.

حتى لو كان الأبناء كباراً أصحاء هناك سؤال يفرض نفسه ألا وهو : ما الضرورة المبتغاة من وراء حمل حقيبة يصل وزنها لحوالي عشرة كيلوجرامات في المتوسط بصورة يومية عند الذهاب والرجوع من المدرسة ؟
إن حمل حقيبة بالوزن المذكور يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة على عظام الكتف والعمود الفقري ، خاصة وان توجه الطلاب والطالبات إلى المدرسة يكون في ساعات الصباح الأولى وقد استيقظوا لتوهم من النوم وما يزال جسدهم في حالة استرخاء لا تتلاءم مع حمل الأثقال (إن أول تلك المضار التي تتركها زيادة وزن الحقيبة المدرسية هي الآلام المبرحة التي يشعر بها التلميذ والتي تطال فقراته الصدرية و الظهرية ذلك انه من المعروف أن الفقرات و الغضاريف التي تتحمل رفع الأثقال في جسم الانسان لم تكتمل نموها لدى الأطفال ،و بالتالي فإن حمل الحقيبة يؤدي إلى التهاب مراكز نمو تلك الغضاريف مما يسبب ضمورها وموتها و بالتالي حدوث تقوسات في العمود الفقري.

       %d8%af%d9%8a%d9%83%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%af%d9%8a%d9%83%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%a3%d9%84%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%b3
كما يدفعنا كذلك للبحث عن أفكار إبداعية جديدة تخص ذات الموضوع هذا التطور العلمي والتكنولوجي العالمي الذي نشهده من حولنا والذي يحثنا على الإطلاع على تجارب الآخرين من الأمم المتطورة للإفادة من تجاربهم في هذا السياق.

كما ينبغي أن تتصف أنظمتنا التعليمية بقدر أكبر من الانخراط فيما يطلق عليه التعليم الالكتروني (E-learning ) والتعليم عن بعد (distance education ) وما إلى ذلك من أدوات ووسائل معاصرة ربما تخفف كثيراً من وطأة الحقيبة المدرسية.

material-escolar-de-vectores_34-25647
ومن ناحية الباحث فهو يدلي بدلوه في هذا الموضوع ويقدم مجموعة من الأفكار المتولدة من إحساسه بالمشكلة راجياً المساهمة المجتمعية من قبل فئات المجتمع وبخاصة الباحثين التربويين في التنقيب عن أفكار إبداعية أوفر لتخفيف وزن الحقيبة المدرسية إلى العشر تقريباً من وزنها الحالي أو استبدالها م بوسائل أكثر حداثة وأكثر قدرة على تحقيق الأهداف التعليمية دون المساس بالناحية الصحية لفلذات الأكباد في مجتمعنا العربي الأصيل .

blogger-image-503355336
وإليكم مجموعة الأفكار الإبداعية الخاصة بالباحث :
- الفكرة الأولى تتمحور حول العمل على إيجاد جهاز يشابه إلى حد كبير جهاز مشغل الاسطوانات أو ما يطلق عليه ال ( D.V.D ) الموجود فعلياً في الأسواق .

وهو جهاز في حجم الدفتر أو الكتاب المتوسط خفيف الوزن رخيص السعر، يمكن بعد تطويره أن يفيد إفادة عظيمة في مجال التعليم الالكتروني .

والأفكار الخاصة بتطوير هذا الجهاز تتمثل في تزويده بشاشة صغيرة على غرار جهاز اللابتوب الصغير ، بحيث يتمكن الطالب أو الطالبة من استخدامه كبديل عن كل الكتب الدراسية الورقية التي يستعاض عنها فعلياً بسيدي هات تحتوي ما بها من أصناف العلوم والمعارف .

وكذا ينبغي أن يشتمل الجهاز المقترح على إمكانيات الكتابة عليه وحل التمارين والمسائل الرياضية والرسم الهندسي والفني .

%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a8%d8%af%d8%b9%d8%a91
هو جهاز وسط مابين اللابتوب الصغير والدي فيدي ، هو مجرد فكرة تحتاج للتطوير يمكن في حال تحققها أن توفر على الدول الملايين التي تنفق على طباعة وإعداد الكتب الدراسية ، وتحقق في ذات الوقت فائدة كبيرة لطلبة العلم.

وفي حالة وضع هذه الفكرة موضع التنفيذ أعتقد انه على الدولة توزيع الجهاز على الطلبة بدلاً عن الكتب الورقية ، وبذا يخطو الطلاب خطوة عظيمة في اتجاه التعليم الالكتروني .

- الفكرة الثانية التي يقترحها الباحث أن يكون هناك لكل مادة أو مقرر دراسي كتاباً شهرياً بدلاً من كتاب الفصل أو العام الدراسي المستخدم حالياً .

و يمكن أن يتم ذلك شريطة أن تعتبر الدرجة الشهرية للطالب في المادة الدراسية درجة نهائية تجمع في نهاية الفصل أو العام الدراسي مع الدرجات الشهرية الأخرى لتحديد المعدل الفصلي أو السنوي للطالب في تلك المادة.

topic5610982812
- الفكرة الثالثة تنصب على استخدام ورق خفيف الوزن في طبع الكتب والدفاتر المدرسية، حتى لو اضطر الأمر أن تتولى وزارات التعليم في الدول العربية بنفسها طبع الدفاتر والكراريس وبيعها للطلبة للمحافظة على هذه الميزة .

- الفكرة الرابعة تتمحور حول توفير دواليب ذات أقفال في داخل القاعات الدراسية بحيث يحدد دولاب لكل طالب أو طالبة ليحتفظ فيه بما شاء من الكتب أو الدفاتر ، ويحمل معه مفتاح دولابه ليسلمه في نهاية العام إلى المختص لكي يتمكن من الحصول على نتيجته الإمتحانية .