الإستاذ الدكتور /أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143}، من وسطية الإسلام أنه حرم قتل الأطفال فى الحروب أو أسرهم أو تعذيبهم، كما حرم قتل النساء فى الحروب، كما أن الإسلام حرم على المسلمين قتل الأسرى،
بل وأوجب علينا أن نعاملهم بالإحسان، فالإسلام جاء بالحنيفية السمحاء التى تضمن لكل إنسان حقه ولو كان كافرا معاديا، وبذلك استحقت أمة الإسلام أن تكون خير أمة أخرجت للناس، قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [آل عمران: 110]،
فأمة الإسلام هي أمة كل عصر، ودين الإسلام هو الدين الوحيد الذى يلائم كل الشعوب والأزمنة والأمكنة، فجعل الله تعالى أحكام الشريعة الإسلامية مناسبة لكل الناس، فلا يعجز أحد عن القيام بأمور الدين الحنيف، وقد راعى الشرع فى أمره الناس بأداء العبادات كل الظروف التى قد يتعرض لها الأشخاص من مرض أو سفر أو نسيان أو نوم أو فعل شيء بالخطأ، قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]، فهذه الآية الكريمة خير دليل على أن الدين يسر وليس بالعسير ولا بالصعيب على أحد من الناس.
كما راعى هذا الدين العظيم حقوق أهل الذمة كاملة، ومنع المسلمين أن يبدأوا المشركين بالاعتداء إلا إذا اعتدوا هم أولا، كما جعل رد هذا العدوان بمثل الاعتداء لا أكثر.. فما أجمله من دين، وما أعظمها من نعمة والحمد لله رب العالمين.
الأمة الوسط وصفات المجتمع المسلم
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة