هل تعرف من أنت؟

الشارع المصري
طبوغرافي

المحاضر الدولي في التنمية البشرية
الأستاذ/ عادل زيدان

عادل زيدان

فى كثير من أوقات الاختلاف بين الناس تسمع جملة (أنت عارف أنت بتكلم مين؟!) أنت عارف أنا مين ؟
فوقت مع نفسى متأملا هل كل منا يعرف جيدا من هو ومن يكون وما ماهيته فى الحياة وما دوره المنوط به ؟
فوجدت أن الإجابة فعلا قد تغيب عن الكثير وعلى قدر وضوحها عند صاحبها على قدر جهده وعطائه وحسن أخلاقه وعلى قدر غموضها ونسيانها وضعف التمسك بها على قدر الكسل والخمول أو الانحراف وسوء الأخلاق.. فيا ترى من تكون؟

أنا إنسان أليس كذلك؟! لا تتعجل بالإجابة فالإنسان هو من يحمل صفات الإنسانية والتى حددها النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حينما قرر أن القاسم المشترك بينه وبين الحياة من قبله بصفته الإنسانيه إنما هو تتمة الأخلاق يقول ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )؛ ولذا عندما وقعت ابنة حاتم الطائى المشهور بصفة من صفات الإنسانية صفة الكرم كرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفك أسرها ويقول موضحا صفة الإنسانية فى نصرة المظلوم والقصاص من الظالم.. كان فى الجاهلية حلف يسمى حلف الفضول لو دعيت لمثله للبيت وبهذا فهم الصحابة الأجلاء واستقام أداؤهم فخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصى جيشه قبل الخروج للمعركة بإعلاء حقوق الإنسانية فلا يقتل طفل ولا امرأة ولا شيخ وعابد فى صومعته ولا جالس فى بيته ولا تقطع شجرة! إنها معانى الإنسانية التى ينتصر بها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من والى مصر عمرو بن العاص لرجل مسيحى

self talk-1200x1200

إنها الإنسانية الحقة التى تملأصفحات الصالحين بسطور من نور وعلى قدر أخلاقك الحسنة على قدر إنسانيتك فهل فعلا أنت إنسان مكتمل الإنسانية

كم من مرة مر بك اختبار الإنسانية واجتزته بنجاح؟
أخبرنى عن نصرة المظلوم والتصدى للظالم واللحاق بسيد الشهداء حمزة بقول كلمة حق حتى وان كأنت الروح ثمنا لها إن هذا لمن أسمى معانى الإنسانية

www-St-Takla-org___Know-Thyself-01
أخبرنى عن جيرانك ومدى مودتك لهم ورحمتك بهم ونجدتك لهم وجميل أخلاقك فى التعامل معهم. أخبرنى عن رحمتك بالضعاف ووقوفك مع المحتاجين وزيارتك المريض ورأفتك بابن السبيل ورحمتك بالمسكين. أخبرنى عن برك بوالديك ورحمتك لهم وخفض جناحيك لخدمتهم ولطفك بهم وابتسامتك فى وجههم. أخبرنى عن عطائك للحياة وقيمتك الحقيقية فى الوجود فماذا قدمت وبماذا اتصفت، إننا فى أشد الحاجة للوقوف بصدق فى مراجعة أنفسنا لنجيب بشفافية تامة صادقة هل فعلا ننتمى للإنسانية.