تقدم رجل لخطبة فتاة قد أعجب بها كثيراً، ومع مرور الوقت شعر بحب كبير بداخله نحوها ولكن كانت هناك عقبة وحيدة في طريق سعادتهما، وهي أمه العجوز حيث كانت خطيبته تكره أمه كثيراً وتعاملها معاملة سيئة للغاية، حاول الرجل كثيراً الإصلاح بينهما ولكنه فشل تماماً، ومنعه قلبه وحبه لخطيبته أن ينفصل عنها، هددها بضعة مرات بالانفصال فحاولت الفتاة أن تتمسك به ووعدته أن تحسن معاملة والدته بعد ذلك وأن لا تسئ إليها مرة أخرى أبداً، فوافق الرجل علي هذا الشرط للاستمرار مع خطيبته التي يحبها ..
مرت الأيام وجاء يوم العرس، وبينما كان الرجل يجلس جوار عروسته همست العروس في أذنه أن ينزل والدته من المنصة لأنها لا تعجبها ولا تحبها، وأنها تقصد إغضابها وإحزانها في ليلة عرسها، وافق الرجل علي كلام عروسته وقام متوجهاً إلي أمه علي المنصه وأمسك بالميكرفون قائلاً: أنا أعرض أمي للبيع، من يشتري أمي؟
ذهل جميع الحاضرين من كلامه وتصرفة، فكرر الرجل ثلاث مرات: من يشتري أمي؟ من يشتري أمي؟ من يشتري أمي؟ ولا أحد يجيب، خيّم الصمت والدهشة علي وجوه الجميع، وبكت الأم حزناً وخجلاً من تصرف ابنها، وفجأة أخرج الرجل خاتم زفافه ورماه في وجه عروسه وقال: ”أنا أشتري أمي“، والتفت إلي عروسه معلناً عن طلاقه لها مضيفاً: ” أمي غالية، لا أحد يستطيع شراءها أو دفع ثمنها، ولكن أنا أشتري أمي وأبيعك “، وأخذ أمه وغادر القاعه.
وبعد انتشار هذة القصة في منطقة الرجل بالكامل، جاءه رجل صالح وقال له: لن أجد أفضل منك أبداً لابنتي، وأريدك أن تتزوجها، ذهب الشاب ليقابل ابنة الرجل فوجدها جميلة جداً وعلي خلق ودين، فتزوجها دون أي تكاليف مالية، وكانت دائماً تحسن لأمه وتحبها وتعاملها كأمها تماماً..
هكذا عوضه الله عز وجل جزاء إحسانه إلي أمه خيراً وأفضل مما يتمني وعاش معها في سعادة وهناء.