العلماء.. نجوم يُقتدى بهم ولا ينتقص منهم إلا جاهل أو حاقد

الشارع المصري
طبوغرافي

بقلم أ.د.أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامي الكبير

في الوقت الذي يجب على المسلم أن يوقر العلماء ترى البعض يجهلون قدرهم ويجترئون عليهم، وقد يكون الدافع لذلك عرضًا دنيويًا زائلا؛ كالمال والشهرة والتعصب الأعمى ونسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر)) مع أن العلماء هم أولى الناس بالاحترام والتوقير، وإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله تعالى إياها، فقد قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، وقال جل وعلا: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، فأهل العلم هم أوتاد الأرض ونجوم السماء.


لقد من الله تعالى على فضيلة الدكتور أحمد عبده عوض بحب الفقراء، فهو دائما معهم، وهو دائم الرفقة للفقراء، لا يكاد يمرّ يوم من الأيام إلا ويستضيف في قناته أو في بيته أو في مقراته الخيرية مجموعة كبيرة من الفقراء، فيفتح الله تعالى عليه بقضاء حوائجهم، فلم يُعلم عنه يوما أنه قد رد سائلا، أو حرم فقيرا.


وجمعية بشائر الفتح الخيرية تشهد على أعمال للخير منذ سنوات عدة، فقد وزعت على الفقراء ملايين البطاطين وحقائب الغذاء الرمضانية، ولحوم الأضاحي.


ولا ننسى بند مرتبات الأيتام، والذي يعد من أفضل حسنات الشيخ، فلقد تكفل بمرتبات شهرية لمجموعة من الأيتام المستحقين للمساعدة، والذين يزيد عددهم شهرا بعد الآخر، فيستحي أن يردهم، بل يعطيهم ولو من ماله الخاص، أو من قوت بيته، لأنه يعلم أنهم أولى وأحوج لهذه المساعدة من أهله.


ولا يفوتنا أن نتكلم عن بند تزويج اليتيمات، فلقد وضع بندا كبيرا ضمن مشروعاته الدعوية العظيمة أسماه بند العرائس اليتيمات، فيتكفل بجهاز كامل لهن، بعد دراسة الحالات والتأكد من أحقيتهن للمساعدة.


أما عن بناء المساجد وإنشاء دور تحفيظ القرآن الكريم، والمكتبات، وإنشاء المستوصفات الطبية والعلاجية.. فحدث ولا حرج، فله المئات من أمثال هذه الأعمال الخيرية التي أقيمت كاملة أو جزءا منها على نفقته، أما التفاصيل فهي أكثر من أن تُحصر في هذا الحيز الضيق، فيكفينا أن نذكّر بها فقط، فكثير من الناس يشهد له بهذا الفضل.


أما عن المساعدات المالية والعينية.. فله الآلاف من هذه المواقف مثل: إجراء العمليات الجراحية المكلفة لغير القادرين على تكاليفها، والمساعدات بمبالغ مالية للإعانة على ظروف العيش الصعبة، وبناء الكثير والكثير من البيوت لأسر لم يكن لهم مأوى من قبل إلا بيوتا لا تصلح لسكن الآدميين بها، فضلا عن إنشاء مشروعات صغيرة لأرامل أردن أن يربين أبناءهن ويعلمنهم.ألا يستحق كل ذلك أن يُذكر بدلا من أن نجرح في العلماء، وننكر فضلهم، ونترك حسناتهم التي لا حصر لها ونتصيد لهم الأخطاء، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه))، فهل عرفنا لعالمنا حقه؟ فهل أعطينا لعلمائنا حقوقهم، فهل شكرناهم على ما يقدمونه للناس من علم، ومن خير

يقول العميد أحمد عبد الفتاح رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفتح : وجدت في الدكتور أحمد عبده عوض الرجل العسكري الذي يجيد تنظيم الوقت، واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، فلم أجد أحدا أقدر منه على تنظيم وقته، وعلى متابعة كل أعماله في أوقاتها دون تأجيل أو إرجاء لها، فهو رجل يجيد إدارة الوقت، وإدارة القدرات البشرية.


ويضيف : منذ سبعة عشر عاما كنت أول ما سمعته وجدت أسلوب دعوته غير تقليدي، فوجدته يبتكر أسلوبا ونمطا جديدا في الدعوة، يقرب قلوب الناس إلى الدين، ويحبب الناس في الالتزام، وما وجدته متشددا، ولا ينفر الناس من كثرة حديثه عن الوعيد والعذاب أو عذاب القبر أو غيره، وسمعت منه كلاما عن الدين لم أسمعه من قبل، وتعلمت منه الكثير والكثير حقا.


والدكتور أحمد عبده عوض رجل يعامل الناس كلا بطبيعته، ويقدّر ظروف الناس، ويلتمس لهم الأعذار، خاصة الموظفين الذين يعملون معه، فلا يفصل موظفا بسبب التقصير في العمل أو الغياب أو غيره، فيلتمس له الأعذار من أجل أسرته التي يعولها، وهو دائما يساعدهم ماديا ومعنويا، ولا يقصر معهم، بل يقف إلى جانبهم، ويقطع من وقته ليحل مشاكلهم، ويأخذ من ماله الخاص ليساعد الموظفين الفقراء فهو إنسان معطاء بكل ما تحمله الكلمة من معان، لا ينام كثيرا ولا يتمتع بالدنيا، وإنما كل حياته من أجل الناس.

يكشف د. رضا طعيمة مدرب التنمية البشرية عن جوانب خفية من حياة الدكتور أحمد عبده عوض موضحاً أن بينه وبين الناس تواصل نوراني عجيب، وكان لا يأخذ ثمنا على المعلومات التي يوصلها للناس كي ينير لهم الحياة، وهذه معلومة مهمة طالما تغافل عنها الكثير من السابين والشاتمين والحاقدين، فهو لا يرجو بعمله إلا وجه الله تعالى، وهو عالم متبحر، وأنا أعي معنى كلمة عالم، ولديه مفاهيم نورانية لفهم النصوص القرآنية لا توجد في الكتب.


وقد كان له برنامج اسمه: "إن معي ربي " فتابعته في إحدى الحلقات، فظل مدة نصف ساعة وهو يقول: إن معي ربي، إن معي ربي سيعلمني، إن معي ربي سيهدين.. إن معي ربي سيبارك لي في محبي، إن معي ربي سينصرني، إن معي ربي سيكشف الكرب العظيم عن الناس، إن معي ربي سيعلم الطلبة في الجامعات..، فإذا به يطير بي بإشراقة نورانية عظيمة في مفهوم جديد عليّ وهو " إن معي ربي".


هذا الرجل تجرد لله تبارك وتعالى، تجرد عن مناصب الدنيا، وتجرد عن طلب الشهرة، وتجرد عن ملذات الدنيا وشهواتها، والناس يرونه بحاله متواضعا، لا يتكبر بعلمه على أحد، ويتعامل بطبيعته مع الناس ولا يتعالى عليهم.

يؤكد  الشيخ شحاته محمد علي عالم القرآءات ، إن كل ما قيل عن فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض هو محض افتراء على الله تعالى وعلى أولياءه، وأنا أعرف هذا الرجل خير معرفة، فوجدته محبا للقرآن الكريم، ومحبا للعلم والعلماء، وهو راجل زاهد في الدنيا، لا يبحث عن متاعها، وأنا رجل عملت في الأزهر الشريف عمرا طويلا وأعلم عن الدين بفضل الله تعالى، ولم أر في قناة الفتح للقرآن الكريم أي مخالفة شرعية، سواء في العبادات أو المعاملات والأخلاق، وأنا أقسم لكم بالله تعالى أن الله تعالى قد عافاني من مرض عضال أثناء عملي في هذه القناة المباركة بفضل القرآن الكريم دون أخذ أي علاج – بفضل الله عز وجل – وأنا لو رأيت في هذه القناة أي مخالفة شرعية ما ترددت في تركها، أو في مواجهتها، ولكنها قناة قرآن كريم وسنة شريفة، ولم أر فيها إلا الخير، ومساعدة الفقراء، وخدمة دين الله العظيم.

يقول الإعلامي أحمد رشدي أننا كلنا يعلم قصة قاتل فرج فودة، عندما استضافوه على إحدى الفضائيات، فسأله المذيع لمذا قتلته؟ فكانت الإجابة: قالوا إنه كافر، وكان هذا الرجل أميا لا يجيد القراءة والكتابة، فبمجرد سماعه عنه أنه كافر بحث عنه وقتله دون التثبت أو سؤال أهلم العلم، وهذه هي القضية الهامة، وهي التثبت من صحة الأخبار التي تأتينا، فلا يصح أن نحكم على أحد بمجرد سماعنا عنه.


ويشير إلي أن هناك شيء مهم اسمه "أمانة الكلمة"، لأننا كلنا مسئولون عما نقول أمام الله، فلو تثبّت هذا المدعي وعلم من هو الدكتور/ أحمد عبده عوض، وبحث عن سيرته، وعلم مكانته العلمية، ورحلاته الدعوية ومؤلفاته، لما تجرّأ أن ينطق بكلمة مسيئة له.


ويضيف : فضيلة الدكتور أحمد عبده عوض كل حياته تواضع وحب لعمل الخير، فهو صوام قوام، ما عهدته إلا صائما نهاره قائما ليله لله تعالى. أما بالنسبة للرقية الشرعية، فهي تذاع على قناتنا المباركة يوميا في الصباح مجانا بدون أي مقابل، وهي موجودة على الموقع، ذلك على الرغم من وجود أشخاص يجعلون هذا المجال متجرا فيتربحون بالرقية الشرعية، حتى إن إحداهم أخبرتنا أن أحدا أخذ منها خمسة عشر ألف جنيه مقابل علاجها بالرقية الشرعية، فلماذا نترك هؤلاء الدجالين والكذابين، ونتربص بالعلماء الربانيين الذين يهدون الناس إلى طريق النور والإيمان؟!

العلماء نجوم يقتدى بهم لذا ينبغي أن تعطي العالم قدره يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه))، وقال بعض العلماء: لحوم العلماء مسمومة وعقاب الله فيمن يتعدى عليهم معلومة، فلا يجوز ولا يصح سب العلماء وشتمهم. لكن للعلماء منازلا؛ فمن كان مع علمه وزهده وصلاحه للبشرية وإصلاحه للناس فإنه في أعلى منزلة، أما إذا كان العالم يتخبط في الظلمات ويقع في المشاكل فليس من حقنا حتى أن نسبه ولكن جزاءه عند الله وخيم والله تبارك وتعالى ضرب مثلاً في القرآن بأقبح الأمثال في قوله تعالى:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}. كذلك ضرب الله عز وجل مثلاً أخر في قوله تعالى ((مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً)).

لا ينتقص من قدر العلماء إلا جاهل أو حاقد
إن الذي لا يشغل نفسه إلا بتتبع عورات الناس، وتصيد أخطاء العلماء إما أن يكون جاهلا بهم، وإما أن يكون حاقدا عليهم، نتيجة لفشله، وعدم قدرته مسايرتهم فيما وصلوا إليه من أمجاد.


من حقوق أهل العلم علينا أن نحترمهم
من حقوق أهل العلم علينا احترامهم، وتقديرهم، يقول – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح : ((ليس منا من لم يُجِلَّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه)).


ويقول طاوس بن كيسان – رحمه الله تعالى – وهو من التابعين ، من أكبر تلاميذ ابن عباس: من السنة أن يُوَقَّر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان، والوالد ، هذا من سنة نبيكم – صلى الله عليه وسلم – .


فأهل العلم هم أصحاب الفضل، وهم مصابيح الهدى لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، فإذا لم نوقرهم ونحترمهم فإن إيماننا يكون ناقصا، ونحن إذ ذاك على خطأ وفي خطر عظيم.

يؤكد د. محمد حمودة من علماء الأزهر أنه إذا تحدثنا عن الأستاذين الكريمين الذَين تجرءا على سب شيخنا الكبير، فأولهما محامٍ لا علم له بالشريعة ولا بأمور الدين المختلفة، والآخر ليس مؤهلا لهذا الأمر، ولقد لاحظنا من أمثال هؤلاء، أن الذي يجد نفسه فاشلا في مجاله وفي عمله، فإنه يبحث عن مجال آخر لينال منه الشهرة وذياع الصيت.


أما عن الدفاع عن الدكتور أحمد عبده عوض، فهو ليس في حاجة إلى دفاعنا عنه، ولكن يجب علينا أن نبين ونوضح للناس حتى يتم تصحيح المفاهيم، فأنا أدعو هؤلاء الشاتمين، وأسأل أحدهم سؤالا كم مرة سمعت للدكتور أحمد عبده عوض؟ فأنا أرى أن كل ما يقوله نتاج عن سماع عن أستاذنا، لا سماعا منه، فهم يصدقون كل ما يقال دون أدنى بينة، وهو صاحب مقولة " اسمعوا مني لا تسمعوا عني" فهلا سمع هؤلاء من الدكتور أحمد عبده عوض.


إذا تكلمتَ في جناب العلماء فلا بد أن تتكلم بلغة العلماء، وسب العلماء ليس من هدي سلف الأمة، ولا المتبعين لسلف الأمة. والذي يخرجك يا ولدي من اتباعك لسلف الأمة أن تكون سبابا لعّانا، فعنما يخطئ أحد العلماء فعندنا علم الجرح والتعديل، فتقول بكل أدب لقد جانب الشيخ فلان الصواب في كذا وكذا بأسلوب علمي، ولا ننكر فضل هذا العالم بالتطاول عليه والسب لشخصه.
ومن المؤسف – أيضا - ما نراه يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي من بعض سفهاء الأحلام الذين لا يعلمون شيئا عن العلم ولا العلماء، فتجد أحدهم يسبّ عالما كبيرا دون أدنى بينة على ما يقول، ولا يتقي الله، ويجحد فضل العلماء.


السحر موجود وهو أمر واقع وقد تكلم الله تعالى عنه في القرآن الكريم، وأخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وله علاج وكل أئمة المسلمين مجمعون على وجود السحر، وأن له علاج، وأن علاجه في الرقية الشرعية وفي القرآن الكريم، كان الصحابة في إحدى السرايا، ثم لجأوا إلى مكان يستريحون فيه، فلما رآهم الناس في ذلك المكان رأوا على وجوههم علامات الصلاح، فقال أحدهم: إن سيدنا مطبوب – أي مسحور – فذهبوا إلى الرجل ورقَوه بالفاتحة، فبرأ الرجل، وكأنما نشط من عقال، فلما رأوا سيدهم قد شُفي ساقوا للصحابة من الخيرات والأموال، فاختلف الصحابة في شأن هذا المال – أهو حلال أم حرام – فذهبوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه، فقال تقاسموه واقسموا لي معكم سهما، فلو كان فعلا حراما، لما أكل النبي من هذا الكسب الحرام.

يؤكد د. محمد حمودة من علماء الأزهر أنه إذا تحدثنا عن الأستاذين الكريمين الذَين تجرءا على سب شيخنا الكبير، فأولهما محامٍ لا علم له بالشريعة ولا بأمور الدين المختلفة، والآخر ليس مؤهلا لهذا الأمر، ولقد لاحظنا من أمثال هؤلاء، أن الذي يجد نفسه فاشلا في مجاله وفي عمله، فإنه يبحث عن مجال آخر لينال منه الشهرة وذياع الصيت.


أما عن الدفاع عن الدكتور أحمد عبده عوض، فهو ليس في حاجة إلى دفاعنا عنه، ولكن يجب علينا أن نبين ونوضح للناس حتى يتم تصحيح المفاهيم، فأنا أدعو هؤلاء الشاتمين، وأسأل أحدهم سؤالا كم مرة سمعت للدكتور أحمد عبده عوض؟ فأنا أرى أن كل ما يقوله نتاج عن سماع عن أستاذنا، لا سماعا منه، فهم يصدقون كل ما يقال دون أدنى بينة، وهو صاحب مقولة " اسمعوا مني لا تسمعوا عني" فهلا سمع هؤلاء من الدكتور أحمد عبده عوض.


إذا تكلمتَ في جناب العلماء فلا بد أن تتكلم بلغة العلماء، وسب العلماء ليس من هدي سلف الأمة، ولا المتبعين لسلف الأمة. والذي يخرجك يا ولدي من اتباعك لسلف الأمة أن تكون سبابا لعّانا، فعنما يخطئ أحد العلماء فعندنا علم الجرح والتعديل، فتقول بكل أدب لقد جانب الشيخ فلان الصواب في كذا وكذا بأسلوب علمي، ولا ننكر فضل هذا العالم بالتطاول عليه والسب لشخصه.
ومن المؤسف – أيضا - ما نراه يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي من بعض سفهاء الأحلام الذين لا يعلمون شيئا عن العلم ولا العلماء، فتجد أحدهم يسبّ عالما كبيرا دون أدنى بينة على ما يقول، ولا يتقي الله، ويجحد فضل العلماء.


السحر موجود وهو أمر واقع وقد تكلم الله تعالى عنه في القرآن الكريم، وأخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وله علاج وكل أئمة المسلمين مجمعون على وجود السحر، وأن له علاج، وأن علاجه في الرقية الشرعية وفي القرآن الكريم، كان الصحابة في إحدى السرايا، ثم لجأوا إلى مكان يستريحون فيه، فلما رآهم الناس في ذلك المكان رأوا على وجوههم علامات الصلاح، فقال أحدهم: إن سيدنا مطبوب – أي مسحور – فذهبوا إلى الرجل ورقَوه بالفاتحة، فبرأ الرجل، وكأنما نشط من عقال، فلما رأوا سيدهم قد شُفي ساقوا للصحابة من الخيرات والأموال، فاختلف الصحابة في شأن هذا المال – أهو حلال أم حرام – فذهبوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه، فقال تقاسموه واقسموا لي معكم سهما، فلو كان فعلا حراما، لما أكل النبي من هذا الكسب الحرام.

يؤكد د. ابراهيم أمين من علماء الأزهر أن قناة الفتح قناة لا تأخذنا إلى رأي واحد، ولا تقف عند قول معين، بل تعرض لنا كل آراء المذاهب الأربعة، وتحترم كل الآراء والمذاهب، وتشرق علينا ببرامج اجتماعية، وترعى الآلاف من الأيتام والفقراء، وتقوم على خدمة الكثير من المسلمين، كما تحل مشاكل كثير من الأسر المصرية، فأستاذنا محب للفقراء، فهو معهم في مشاكلهم وقضاياهم، يشاركهم همومهم، ويهون عليهم أحزانهم، فهي حقا قناة تفتح القلوب والأبواب، وأنا لا أتكلم عن فضيلة الدكتور كشخص، ولكني أتكلم عنه كمنهج، فما رأيته يوما يسب أحدا أو يجرح أحدا بقيبيح من القول، ولا علمته يعادي أحدا من الناس، فهو يؤصل لنا منهج النبي العظيم في احترام الناس وحسن المعاملة.


ونقول لهؤلاء الشاتمين: ادرسوا هذا الرجل، واعلموا عنه قبل أن تتكلموا، فإن وجتموه محقا – وهو كذلك بإذن الله – فعلليكم أن تتبنوا مشروعه، وأن تساعدوه في قضيته، وإن وجتموه على خطأ فعليكم بالنصيحة والدعوة بالتي هي أحسن، وبمساعدته، بدلا من أن تتركوا قنوات العري والفتنة والدجل والخرافات، ثم تتصيدون القنوات الربانية وتحاربون الدعاة إلى الله عز وجل، اجعلوا هذه الهجمات على قنوات الإلحاد والكفر والضلال، القنوات التي تحارب دين الله الحنيف، وأذكر هؤلاء بقول الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} اعملوا على توحيد الأمة، لا للتفريق والتشتيت.