صلاح القلوب يعصم المجتمع من الجرائم

الشارع المصري
طبوغرافي

الإسلام أمر بتنقية القلب من الأحقاد والكراهية
وتزكية النفوس

أعظم مايُقوي إيمان المسلم ..إصلاح القلب وعمارته بالحب

من سماحة الإسلام صلاح القلوب، فإذا صلح القلب صلحت أعمال الإنسان وصلحت علاقته بربه وعلاقته بالبشر جميعاً، والقلب مصدر السعادة والشقاء للإنسان، فإن احتوى على نفس مطمئنة ومؤمنة بلقاء الله وبجنته وناره فصاحبه من السعداء، وإن احتوى على نفس أمارة بالسوء وتدفع للمعاصي والذنوب والفواحش فصاحبه من الأشقياء، فإذا صلح القلب صلح سائر الجسد واستبشر صاحبه بالخير والنور، وكان من أهل الخير والسرور فهو في الدنيا بصير العين والقلب، ذو بصيرة ونضر ثاقب، يراقب الله عز وجل في السر والعلانية، يرجو رحمة الله، ويخشى عذابه.


يقول الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: القلب أساس الأعمال، وأصل حركات البدن، فإن طاب القلب طاب البدن، وإن فسد القلب فسد البدن، وصلاح القلوب يعصم الناس من ارتكاب الجرائم والاعتداء على الآخرين، ولقد كان صلى الله عليه وسلم يهتم بإصلاح القلب غاية الاهتمام ويعنى به تمام العناية، ويوصي بذلك في كثير من أحاديثه الشريفة ويضّمن ذلك كثيرا من أدعيته، فكان صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: «اللهم أجعل في قلبي نورا»، ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع»، ويقول: «اللهم نق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس».


ومن سماحة الدين الإسلامي أنه حث المؤمن على أن يكون قلبه سليما من الأحقاد والكراهية، فلا ينفع عند الله إلا القلب السليم، كما قال تعالى: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)، «سورة الشعراء: الآيات 88 - 89»، والقلب السليم، هو السالم من الآفات والمكروهات كلها، ولهذا فإن من أعظم ما يقوي إيمان الإنسان الظاهر والباطن أن يجاهد نفسه مجاهدة تامة في إصلاح قلبه وعمارته بمحبة الله ومحبة ما يحبه، وبغض ما يبغضه الله من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة حتى يكمل إيمانه.


والواجب على كل مؤمن أن يهتم بتزكية قلبه وإصلاحه وتنقيته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب»، وقال: «من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان»، ومعنى هذا أن كل حركات القلب والجوارح إذا كانت كلها لله فقد كمل إيمان العبد بذلك باطناً وظاهراً.