أكد الدكتور إبراهيم نجم - مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم - أن رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي للمؤتمر العالمي للإفتاء تعكس حرص فخامته على دعم أي فعالية تساهم في حل قضايا المجتمع في كافة المستويات بصفة عامة، والتفاعل فكريًّا مع القضايا الدينية بصفة خاصة، لأجل المساهمة في استقرار المجتمع وبنائه.
وحول أهداف المؤتمر العالمي للإفتاء قال الأمين العام: إن الهدف الرئيس للمؤتمر العالمي للإفتاء هذا العام هو دور الفتوى في عملية بناء واستقرار المجتمعات، وهذا الهدف الرئيس يأتي تحته مجموعة من الأهداف الفرعية التي تتمثل في الكشف عن الأدوار التي يمكن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها في تصويب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية، وبحث آفاق عملية الفتوى من حيث تعلقها بحياة الناس في مختلف مناشطها سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، بالإضافة إلى دراسة كيفية استخدام منجزات العلم الحديث بروافده المتعددة في خدمة عملية الفتوى، والوصول إلى أدوار محددة تؤديها عملية الإفتاء في مجال التنمية المجتمعية.
وأضاف مستشار مفتي الجمهورية أنه نظرًا لأن البعض يستخدم الفتوى ويقحمها في النطاق السياسي يهدف المؤتمر إلى محاولة فهم طبيعة العلاقة بين الإفتاء والسياسة، وتحديد الأدوار التي يمكن التأثير والتأثر من خلالها، ونقل مجال الإفتاء من مجال سلبي يقتصر على حل المشكلات إلى مجال إيجابي ينتقل إلى عمل التدابير الوقائية من المشكلات بل ويشارك في البناء والتعمير.
وتابع الدكتور نجم أن المؤتمر يهدف إلى التنبيه على طبيعة ما يسمى بفتاوى الأمة، والتأكيد على عدم ولوج الأفراد لهذا المنزلق الخطير بعيدًا عن ساحات الاجتهاد الجماعي، ومحاولة تقديم حلول غير تقليدية لجدلية مأسسة الفتوى وتقنينها، بعد أن شهدت خلافات حادة فيما مضى، ووضع ضوابط محددة لعملية الاستنباط من التراث والتنبيه على خطورة الفتاوى التاريخية، إذا تمت دراستها بعيدًا عن سياقاتها التاريخية والواقعية.
جدير بالذكر أن دار الإفتاء المصرية ستعقد، عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤتمرها العالمي الثالث، في الفترة ما بين 17- 19 من شهر أكتوبر الحالي تحت عنوان "دور الفتوى في استقرار المجتمعات"، وبمشاركة وفود من أكثر من خمسين دولة من مختلف قارات العالم.