الجمل: هذه الأعمال أخطر على أبنائنا من إسرائيل
لقي فيلم “نوح” للنّجم راسل كرو،
رفضا شديدا، وذلك عندما طرحت إمكانيّة عرضه في دور السينما المصرية. وأبَانَ الأزهر عن موقف واضح من هذه المسألة، من خلال التأكيد على أنه لا يجوز عرض الفيلم، لأنّ تجسيد الأنبياء أمر محرّم شرعا، ويمثّل انتهاكا صريحا لمبادئ الشريعة الإسلامية ، مضيفا أنّ مثل هذه الأعمال تتنافَى مع مقامات الأنبياء والرسل، وتمس الجانب العقدي وثوابت الشريعة الإسلامية، وتستفز مشاعر المؤمنين.
هذا الموقف أحدث جدلا واسعا في الساحة المصرية، واعتبر البعض منع عرض الفيلم يحدّ من العمل الإبداعي ويقيد الأعمال الفنية بمرجعيات دينية لم تقدم نصوصا واضحة في الموضوع.
ويذهب آخرون إلى أنّ مؤسسة الأزهر ستجدُ نفسها أمام عدة أعمال أخرى شبيهة بفيلم “نوح”، خاصة في هذه الفترة التي تركز فيها السينما الأميركية على إنتاج عدة أفلام عن حياة الأنبياء، مثل فيلم “ابن الإله” الذي سيبدأ عرضه العالمي يوم 28 مارس الجاري، ويتتبع العمل حياة “يسوع” بدءا من ولادته، مرورا بمراحل حياته، وبلوغا إلى صلبه وموته وقيامته، ويجسّد المُمثّل دياجو مورجادو دور النبيّ “عيسى”، والممثّلة روما دووني دور السيدة “مريم العذراء”.
ذهب الناقد الفني طارق الشناوي إلى أن موقف الأزهر الرافض لعرض فيلم “نوح”، يعد غريبا إلى حدّ ما، مطالبا بأن يكون لديه نوع ما من المرونة في مسألة رفض تجسيد الأنبياء والصحابة والمبشرين بالجنة.وأشار إلى أن الأفلام الأجنبية قادمة من مجتمع آخر له مقاييس مختلفة.
وذهب إلى أنّ مثل هذه القرارات موجودة منذ عقود، فتجسيد الرسل والأنبياء والخلفاء الراشدين وأهل البيت والصحابة مُحرّم منذ مدّة، ولكن الزمان تغيّر، ويجب أن نغير من أفكارنا بما يتماشى مع هذا الوقت الراهن.كما أشار الناقد الفني إلى أنّ ” فيلم الرسالة ” لمصطفى العقاد، والّذي تمّ عرضه في معظم الدول، كانت مصر هي الدولة الوحيدة التي منعت عرضه، بسبب ظهور شخصية تجسد شخص حمزة بن عبدالمطلب ولكن بعد ذلك، تم عرض الفيلم على التلفزيون المصري بموافقة من شيخ الأزهر، سيد طنطاوي، رحمه الله.
وأضاف الشناوي أن الفيلم خدم الرسالة المحمدية، فقد دخل الكثير في دين الإسلام نتيجة دور حمزة بن عبدالمطلب، الّذي تمّ تجسيده في الفيلم.
ورأى الناقد السينمائي، أن بطل مسلسل عمر بن الخطاب، لم يكن على درجة من الكفاءة والمهارة، ولكنّه لعب دورا هامّا في تصحيح بعض المعلومات لدى الكثيرين، وخاصّة أنه تُرجم لكثير من اللغات الأجنبية، واستفادت منه الأمة الإسلامية جمعاء.
وأوضح الشناوي أنّ الأزهر له أسبابه التي تقف وراء تحريم هذا الفيلم، ولكن هناك بعض الشيوخ الّذين وافقوا على عرضه، وهذا في حد ذاته مؤشّر جيّد، لأنّ الاختلاف رحمة ويجب أن يستفتي الشّخص قلبه.الجمل: هذه الأعمال أخطر على أبنائنا من إسرائيل
وقف السينارست سمير الجمل ضد تجسيد الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة في أعمال درامية.واعتبر أن هذه الأعمال أخطر على أبنائنا من إسرائيل، لأن الطفل الصغير الذي يشاهد العمل يرسخ في ذهنه أن هذا الممثل هو الرسول، ومع تقدُّمه في السّنّ يصعب عليه نزع تلك الصّورة من عقله.ورأى أنّ هذا النوع من التعليم، والمعروف في العالم بـ”التعليم بالصورة الذهنية”، هو أكثر أنواع التعليم فاعليّة، لذلك من يقول إننا كبار ونعلم أنّ هذه ليست شخصيّة الرسول الحقيقيّة، وأنه مُجرّد تمثيل، فإنّ سمير الجمل يجيبه بـ”أنّ طفلك لا يعلم”.
وذهب إلى أنّ من بين أسباب رفضه لتجسيد الأنبياء كذلك، هو أنّ فتح الطريق أمام مثل هذه الأعمال، سوف يأخذنا إلى باب آخر لا نريد الوصول إليه، وهو تجسيد الله عز وجل.
وأضاف أنّ الصحابة والأنبياء لهم مكانتهم، وعلينا احترام كونهم عاصروا النبي “محمد”.وأشار الجمل إلى أن الفرق بيننا وبين الغرب، يتمثل في أن الغرب ينظر إلى تلك الأمور من خلال مسمى حرية الإبداع، أما نحن فلدينا حرية إبداع ولكن لدينا مقدسات دينية لا يمكن التنازل عنها.
وفي بيان لها أكدت الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول -صلى الله عليه وسلم، ونصرته- تمسكها بالإجماع على تحريم تمثيل أشخاص الأنبياء والرسل، عليهم السلام. -بناءً على قرار هيئة كبار العلماء- وفتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، وقرار المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة، وفتوى مجمع البحوث الإسلامية في القاهرة، وما صدر عن الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي.
وأوضح البيان، أن تصوير الأنبياء وتمثيلهم محرم، وكذلك إنتاج هذه الأفلام والمسلسلات، وترويجها، والدعاية لها، واقتناؤها، ومشاهدتها، والإسهام فيها، وعرضها في القنوات والقاعات، لأن ذلك قد يكون مدعاة إلى انتقاصهم والحط من قدرهم وكرامتهم، وذريعة إلى السخرية منهم، والاستهزاء بهم، وإلى إلصاق الأباطيل بسيرة كل واحد منهم، وهو ما وقع في ما اطلعنا عليه من مقاطع لأفلام تم فيها تمثيلهم، وهذا حاصلٌ –أيضاً- في الفيلم الذي نحن بصدده، والمتعلق بقصة نوح عليه السلام.
و قال هذه الأفلام المزعومة للأنبياء، توجد التدرج –أيضاً- في إشاعة الأباطيل، ولا يبررها صنيع بعض المنتسبين للإسلام في إنتاج أفلام أو مسلسلات تجسد الأنبياء أو خلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام، حتى وإن وجدوا بعض من ينتسب إلى العلم والدعوة، الذين أجازوا لهم هذا الفعل المحرم.
وأكدت الأمانة -للهيئة- أن منع عرض هذا الفيلم وأمثاله –رسمياً- لن يحول دون نشره وتداوله في ميدان فضاءٍ مفتوح وعبر شبكة المعلومات العالمية، إلا أن الموقف المبدئي المعبِّر عن ضمير الأمة الإسلامية وعقيدتها -ممثلةً في حكوماتها وعلمائها وشعوبها- ينبغي أن يكون حاضراً، قياماً بالواجب وبراءة للذمة، وحتى لا ينطمس الحق، وإعمالاً لسُنة التدافع بين الحق والباطل، المذكورة في قول الله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ).
حظر تجســـيد الأنبيـــــــاء على الشــــــاشة
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة