الاذاعى ممدوح السباعى
إن القرآن الكريم كتاب الله تعالى المنزل على قلب نبيه المرسل من قبل العليم الحكيم { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6) } [النمل]. وله من الإجلال ما يظهر فى قول الحق { إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) } [ المزمل]، والجبال لو تعرضت له لتصدعت من خشية الله رب العالمين { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) } [ الحشر ].
وكفى بهذا دليلا على أن نتأمل ونتدبر وقار وإجلال كتاب الله تعالى الذى لا يمسه إلا المطهرون، وهو القول المنزل على قلب النبى المرسل تلاوة الحرف فيه عبادة، والارتقاء فيه بكل آية.. ومن احتواه فى صدره فقد تم غناه، والقرآن يحتوى الكل فهو آلاء الله تعالى وآيات الله المفسرة والمبينة والموضحة والمظهرة بالإشارة مرة وبالتأكيد مرة، وبالعلم على ما فى الأكوان من خلق الله تبارك وتعالى، كما قال تعالى { لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا }[ الكهف:48].
فالمتدبر يجد أن آية جاءت فى كتاب الله تعالى قام عليها علماء الأجنة بما بين أيديهم من علوم فأدركوا بيقين أن الذى خلق الأجنة فى البطون هو الذى ذكر آياتها فى القرآن فسبحانه إقرار وسبحانه إعجاز وسبحانه ملاذ، وهو الخالق الذى أخبر بما خلق، وكذلك شأن كل العلوم فى غاياتها تعلن آلاء الحق كما فى علوم البحار والفلك... وغيرها.
وفى علم الرياضيات، وفى علم اللغة بكل مشتقاتها تأخذ قياسها من القرآن الكريم، وتتناول بقاءها منه، كذلك فى تحد واضح لكل العلوم التى جاء القرآن الكريم بأنباء الغيب، قال تعالى { غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِى أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِى بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) } [ الروم ].
القرآن الكريم: توقير وتبجيل فتلاوة وترتيل
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة