نظرية انتظام الكون ( فالوحدة فى البناء تدل على عظمة الخالق جل فى علاه)

العالم الإسلامي
طبوغرافي

رابعًا: نظرية انتظام الكون
يقول الملاحدة: إن الكون ليس فيه نظام، بل هو يسير وَفقًا للصدفة أو العشوائية... لكننا نقول: هذا غير صحيح، بل الكون يسير وفقًا لوحدة بناء الكون التى تعني: أن كل شيء فى الكون مبنى بنظام معين له قوانينه الثابتة التى لا يحيد عنها، ونحن كبشر لنا قوانين ثابتة، والجن لهم قوانين، والملائكة لها قوانين ثابتة، والأسماك والبحار لها قوانين ثابتة، وإنى أستطيع أن أتحرك وأمشي، لكن لو مُلء المكان الذى أنا فيه ماء فإننى سأغرق، لكن الأسماك لا تغرق؛ لأنها خُلقت على هذا...

فمَن الذى خلق؟
قال أحد الملاحدة: لم تخلق؛ لأن طبيعتها هكذا.
قلت: مَن الذى طَبَّعها؟ عندما أقول: إنها خُلقت... إذن الخالق هو الله تعالى، لكن لو قُلت الأسماك طبيعتها أن تعيش فى الماء، وطبيعتك أنك تمشى على الأرض، فمَن الذى طَبع الإنسان على أن يمشى دون ما،ء والأسماك لابد أن تعيش داخل الماء، وعندما تخرج منه تموت.
قال: هذه طبيعتها.
قلت: نعم، وهذه الطبيعة مَن الذى طبَّع الأسماك عليها، وطبع الإنسان عليها؟! أجبنى عن السؤال.
كذلك بعض الحيوانات -كالقطط والكلاب- تلد ولا تبيض، فلماذا يلدون وغيرهم يبيض؟
قال: القط لا يبيض لأن الأجهزة المكونة داخله غير قادرة عى البيض، لكنها قادرة على إعمال الخصوبة والتفاعل وغير ذلك، ولأن أعضاءها من شأنها أن تلد ولا تبيض.
قلت: مَن الذى أعطاها هذا الشأن؟ ولكن دعك من هذا، خذ هذا القط واجعله يبيض بدلًا من أن يلد.
قال: لا يمكن لأن هذه الفضيلة منتظمة فى الكون أنها تلد ولا تبيض.
قلت له: ماذا تقول؟
قال: لأنها منتظمة على هذا.
قلت: مَن الذى نظَّمَها أن تلد أن تبيض؟ وإن كانت طبيعتها هكذا، فأرجوك أن تغيروا هذا النظام، وأنتم علماء كبار فى الطبيعة والكيمياء. وسآتى لك بدجاجة وتجعلها تلد ولا تبيض!
قال: لا يصلح؛ لأنها منتظمة على البيض وليس الولادة.
قلت: الله أكبر، هل من الممكن أن نغير بين الدجاجة وما فيها من بيض وباقى الحيوانات التى تلد؟ فهل مِن الممكن تغيير الصفات والوظائف.
قالوا: يستحيل أن نغيِّر شيئًا هذه الوظائف.
إذن أنا أثبت لهم أن الانتظام بهذه الطريقة لا يفعله إلا الله تعالى وحده، وأنا أتحداكم أن تغيِّروا قطعة من هذا النظام! فالوحدة فى البناء معناها انتظام الكون بطريقة جميلة جدًّا، تدل على عظمة الخالق جل فى علاه، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ [فاطر: 3]. وكذلك السماء والأرض يسيران بانتظام، ولا يستطيع الإنسان ولا الطبيعة تغيير هذا النظام الذى خلقها الله تعالى عليه.