ويقول الدكتور أحمد عبده عوض، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة طنطا: إن منافع الحج وفوائده عظيمة فهو يذكر بالآخرة ووقوف العباد بين يدى الله يوم القيامة، موضحًا أن المشاعر تجمع الناس فى زى واحد، مكشوفى الرؤوس من سائر الأجناس، يذكرون الله سبحانه ويلبون دعواته، وهذا المشهد يشبه وقوفهم بين يدى الله يوم القيامة فى صعيد واحد حفاة عراة خائفين وجلين مشفقين، وذلك مما يبعث فى نفس الحاج خوف الله ومراقبته، والإخلاص له فى العمل.
وأضاف أن التلبية هى أول ما يأتى به الحاج، إذ يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، فهو يعلن توحيده وإخلاصه لله وأن الله سبحانه لا شريك له، فكل أعماله وأقواله كله ذكر لله عز وجل، وكله دعوة إلى توحيد والاستقامة على دينه والثبات على ما بعث به الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقال إن من أعظم فوائده تكفير الذنوب، وتطهير النفس من شوائب المعاصى وتقوية الإيمان وتجديد العهد مع الله، ويساعد على التوبة الخالصة الصدوق، ويهذب النفس ويرقق المشاعر والعواطف، مبينًا أن الانسان فى الحج يؤدى لربه شكر النعم والمنح الربانية من مال وعافية ويتعود على الصبر والانضباط وتحمل المتاعب والسخاء والجود والتزام الأوامر فى سبيل إرضاء الله تعالى مما يرفع معنويات الإنسان، ويقوى فيه الأمل، وحسن الظن بالله.
ويضيف أن المسلم يشعر فى الحج بقوة الرابطة الأخوية مع المؤمنين فى جميع أنحاء الأرض، ويشعر الناس أنهم متساوون على اختلاف ألوانهم ولغاتهم وأوطانهم، وبين أن الحاج بوصوله إلى الميقات يجب أن يتأهل لمقابلة المولى عز وجل ويلتزم الأدب معه بالطاعات فى ظاهره وباطنه.
وأوضح أنه على الحاج فى الطواف أن يستشعر بقلبه عظمة من يطوف ببيته ويترجاه الأمن من العذاب وقبول التوبة، مشيرًا إلى أن السعى بين الصفا والمروة فرصة عظيمة لطلب المغفرة والرحمة وإظهار الإخلاص لله.
فضائل الحج.وحول فضل الحج قال الدكتور شعبان محمد إسماعيل أستاذ علم القراءات بجامعة أم القرى إن الحجاج والمعتمرين وفد الله تعالى كما قال النبى صلى الله عليه وسلم، الغازى فى سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم» ومن فضائل الحج تحصيل المنافع الدنيوية والأخروية والمنافع الدنيوية كثيرة منها إباحة البيع والشراء بشرط أن لا يشغل الحاج عن الهدف الأساس المقصود من هذه الفريضة ولم يوقعه فى اللغو أو الرفث أو الفسوق قال الله تعالى: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم» [البقرة: 198] وقد نزلت هذه الآية عندما سأل بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يعمل فى خدمة الحجاج.. هل تحسب له حجة؟ فسكت رسول الله حتى نزلت الآية ثم قال: «إن لك حجة».
ومنها التوسعة على الفقراء والمساكين من لحوم الهدى والأضاحي، وقد وفق الله المسلمين إلى الاستفادة من هذه اللحوم فتقرر إرسال الفائض عن فقراء مكة إلى البلاد المختلفة وهذا المعنى جاء واضحًا فى قول الحق تبارك وتعالى: «فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير» [الحج: 28 ] ، ومنها أن الحج مؤتمر عالمى الداعى له رب العزة والجلال وفيه تبحث مصالح المسلمين وتوضع الحلول لقضاياهم ومشاكلهم وما أكثرها وإحياء روح التضامن والتكافل الاجتماعي.
الحج المبرور.
وأشار إلى أن المنافع الأخروية والدنيوية للحج لا حصر لها والذى يعلمها رب العالمين قال تعالى لسيدنا إبراهيم عليه السلام بعد أن بنى البيت: «وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم» [ الحج :28]، ومن أهم فضائل الحج أن الحاج يرجع إلى وطنه مولودًا حديثا ليس عليه أى ذنب أو خطيئة، فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» والرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من امرأته ومنه الجماع، فإنه مبطل للحج وعليه الهدي.. والحج مرة ثانية والمراد بالفسوق المعاصى كلها ومن أشدها وأعظمها جرما سب المسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكرر فى أحاديثه الشريفة عبارة: «الحج المبرور» ولذلك كان شعار الحج:” لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”.التوحيد الخالص
وأشار الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه الإسلامى بجامعة الأزهر إلى أن من دروس الحج العظيمة أن المسلم بعبادته هذه يرجو رضا الله سبحانه وتعالى ويخضع له بالعبودية ويدين له بالتوحيد الخالص فما معنى أن يلبس الحاج ملابس الإحرام، وهو يطوف بالبيت الحرام ويسعى بين الصفا والمروة ويقف بعرفة ويرمى الجمرات ويعمل مناسك الحج ويقدم الهدى ويذبح النسك إلا أنه يبتغى بذلك وجه الله تعالى طالبا رضاه ولذلك وقف عمر بن الخطاب رضى الله عنه أمام الحجر الأسود قائلا: والله إنى لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك، وهذا هو الاتباع فى الدين والالتزام بأحكامه وأوامره واجتناب نواهيه والغاية العظمى وهى رضا الله عز وجل واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .المثل الأعلى
أوضح الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه الإسلامى بجامعة الأزهر أن سيدنا إبراهيم عليه السلام ضرب المثل الأعلى فى تقديم رضا الله على كل رضا فقد أخبرنا الله تعالى مبينا صدقه عندما امتحنه وابتلاه فى أعز ما يملك فى هذه الحياة وأمره بذبح ابنه فقال تعالى: «فلما بلغ معه السعى قال يا بنى أنى أرى فى المنام أنى أذبحك».
أعظم فوائده تكفير الذنوب وتجديد العهد مع الله التوبة الخالصة والصدوق
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة