هذا الكتاب لمؤلفه ابن أبي الدُّنيا (208 - 281هـ، 823 - 894م)، عبد الله بن محمد بن عُبيد بن سفيان بن قيس، الأموي، أبو بكر بن أبي الدنيا، البغدادي. الحافظ، المحدث، صاحب التصانيف المشهورة المفيدة، كان مؤدب أولاد الخلفاء. وكان من الوعاظ العارفين بأساليب الكلام وما يلائم طبائع الناس، إن شاء أضحك جليسه، وإن شاء أبكاه. وثقه أبو حاتم وغيره. صنّف الكثير حتى بلغت مصنفاته 164 مصنفاً منها: العظمة؛ الصمت؛ اليقين؛ ذم الدنيا؛ الشكر؛ الفرج بعد الشدة وغيرها. مولده ووفاته ببغداد.
(وصف الكتاب ومنهجه)
لقد اشتمل هذا الكتاب على (63) نصًا حديثيًا مسندًا، منها المرفوع ومنها ما دون ذلك، قسمها المؤلف إلى أقسام ورتبها ترتيباً فقهيًا، ووضع لكل قسم -عدا الأول- ترجمة تعبر عن فحواه.وهذا الكتاب يشبه إلى حد كبير كتب الفقه التي يؤلفها المحدثون؛ فإن المؤلف يذكر الترجمة ثم يسوق تحتها النصوص التي يستفاد منها الحكم الذي تشير إليه الترجمة على جهة الاستفهام.
وقد اشتهر المؤلف بإيراد الكثير من الأشعار في كتبه، بما يفيد في موضوع الكتاب لكننا نلاحظ أنه في هذا الكتاب لم يسر على هذا النمط، بل لم يورد في الكتاب ولا مقطوعة واحدة، والسبب في ذلك أن هذا الكتاب ليس من كتب الرقائق أو الأخلاق أو ما شابهها مما يليق به إيراد الأشعار.
وعلى الرغم من أهمية موضوع الكتاب، إلا أننا نرى المؤلف قد اكتفى بمجرد الجمع دون انتقاء الثابت من النصوص، بل أورد ما هو ظاهر الضعف، لكن يعتذر عنه بقول المحدثين: "من أسند لك فقد أحالك".
حققه وخرج أحاديثه عبد الله بن حمد المنصور، وصدر عن دار السلف للنشر والتوزيع بالرياض، سنة 1415هـ.
وهذه أحاديث منتقاة مما ورد فى كتاب فضائل رمضان لابن أبي الدنيا:
12 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "
13 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ: «قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرٌ مُبَارَكٌ رَمَضَانُ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَيُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ»
18 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيَتْ أُمَّتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ خَمْسَ خِصَالٍ، لَمْ تُعْطَهَا أُمَّةٌ قَبْلَهَا، خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا، وَتُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، وَلَا يَخْلُصُونُ فِيهِ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ فِي غَيْرِهِ، وَيُزَيِّنُ اللَّهُ كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ وَيَقُولُ: يُوشِكُ عِبَادِيَ الصَّائِمُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمَؤُونَةَ وَالْأَذَى وَيَصِيرُونَ إِلَيْكِ، وَيَغْفِرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟، قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ»
29 - حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ شَقِيقٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مَرْوَانَ الْمُفَقَّعِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»
37 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،. قَالَ: ثنا سَلَامُ بْنُ سَوَّارٍ، قثنا مَسْلَمَةُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ شَهْرِ رَمَضَانَ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ»
63 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اسْتَعِينُوا بِقَائِلَةِ النَّهَارِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ، وَاسْتَعِينُوا بِأَكْلَةِ السَّحَرِ عَلَى الصِّيَامِ».
قراءة فى كتاب فضائل رمضان لابن أبي الدنيا
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة