ليس بخاف عليك أن الله تعالى وعد المسلمين بالتمكين في الأرض، ووعدهم بالأمن بعد الخوف { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }[ النور: 55].
ووعدهم أن هذا الدين، سيظهره الله تعالى على الدين كله: { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) } [الفتح:28]. أي يظهره على العالم كله، فالإسلام أتى لا لكي يكون دينًا إقليميًا، أو منحصرًا فئويًا، ولكن أتى لكي يدك قلاع الشرك وأتى لكي ينتصر، لا ليهتز أو يتوارى خلف الجدران، ولكن أتى لكي يظهره الله: { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28)} [الفتح:28].
لقد أعطانا القرآن إشارةً واضحةً إلى أن الإسلام سيظهر قريبًا فإذا لم يظهر اليوم سيظهر غدًا، والمهم أنه لن تقوم الساعة حتى ينتشر الإسلام، ثم يتدهور الحال إلى أن تقوم الساعة، ولن تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، كما أخبر سيدنا صلى الله عليه وسلم [ لا تقومُ السَّاعةُ إلَّا على شِرارِ الخَلْقِ هم شرٌّ مِن أهلِ الجاهليَّةِ لا يَدْعونَ اللهَ بشيءٍ إلَّا ردَّه عليهم فبَيْنا هم كذلك أقبَل عُقبَةُ بنُ عامرٍ فقال له مَسلَمةُ : يا عُقبَةُ اسمَعْ ما يقولُ عبدُ اللهِ فقال عُقبَةُ هو أعلَمُ وأمَّا أنا فسمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ “ لا تزالُ عِصابةٌ مِن أمَّتي يُقاتِلونَ على أمرِ اللهِ قاهرينَ لعدوِّهم لا يضُرُّهم مَن خالَفهم حتَّى تأتيَهم السَّاعةُ وهم على ذلك” فقال عبدُ اللهِ : ثمَّ يبعَثُ اللهُ ريحًا ريحُها ريحُ المِسْكِ ومَسُّها مَسُّ الخَزِّ فلا تترُكُ نَفْسًا في قلبِه مِثقالُ حبَّةٍ مِن إيمانٍ إلَّا قبَضَتْه ثمَّ يبقى شِرارُ النَّاسِ فعليهم تقومُ السَّاعةُ ] وبهذا هناك مرحلتان في تاريخ العالم، أو في تاريخ الإسلام.
الأولى: مرحلة القوة والانتشار، وهي أن يكسوا الإسلام العالم، وتعود الخلافة الإسلامية إلى أرض بيت المقدس، وهذه الحالة لم تأت بعد، ثم ينتشر الإسلام في جميع العالم، وهذه أعلى مرحلة يقوى فيها الإسلام، وما أن نصل إلى هذه المرحلة، تختفي دولة إسرائيل تماما من الخارطة بقوة الإسلام.
وفي هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم [ لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ فيقتلُهم المسلمونَ حتى يختبئَ اليهودُ من وراءِ الحجرِ والشجرِ فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ يا مسلمُ ! يا عبدَ اللهِ ! هذا يهوديٌّ خلفي فتعالَ فاقتلْه إلا الغرْقَدُ فإنه من شجرِ اليهودِ].
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمون ولم يقل العرب، أي أنها ستكون حربا إسلامية.
ولكن لمن ينطق الحجر يا رسول الله؟
فأي نوعية من الرجال والنساء التي سينطق لها الحجر؟.هل جيلنا الحالي بمشاكله وسفاسف عصره، وانشغالاته المذهبية، والتناحرات السياسية؟ هل هذا الجيل سينطق له الحجر؟ لا نظن ذلك لأن الحجر لن ينطق إلا لرجال لا يعرفون إلا الله، دعاةٌ إلى الله سبحانه وتعالى.
والمرحلة الثانية: مرحلة الضعف والانهيار
ويبدأ الناس في الضعف، ويبدأ الإيمان يقل مرة ثانية، ويذهب من يخاف على دينه إلى المدينة؛ لأن الإسلام سيكون فيه كما خرج منها، كما قال الرسول الكريم [ إنَّ الإيمانَ ليأزر إلى المدينةِ كما تأزر الحيَّةُ إلى جُحرِها].والمعنى أن يرجع الدين كله كما خرج من المدينة إليها مرة ثانية، ويبدأ الناس في نسيان الله سبحانه وتعالى، ومن النادر أن تجد أحدٌ يقول الله..
قال سيدنا صلى الله عليه وسلم عن هذه المرحلة، والتى هي قبل قيام الساعة، وظهور المسيخ الدجال، ونزول سيدنا عيسى عليه السلام. [ لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى لا يقالَ في الأرضِ اللَّهُ].ويقول سيدنا في هذه المرحلة: [ كيف بكم - أيها الناسُ! - إذا طغى نساؤكم، وفسق فتيانُكم؟ قالوا: يا رسولَ اللهِ ! إن هذا لكائن ٌ؟ ! قال : نعم، وأشد منه، كيف أنتم إذا تركتم الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر؟! قالوا : يا رسولَ اللهِ! إنَّ هذا لكائنٌ؟ قال: وأشدُّ منه، كيف بكم إذا رأيتم المنكرَ معروفًا، والمعروف منكرًا ؟].
لقد تعجب الصحابة من هذا فقالوا يا رسول الله أيكون هذا؟
هل هذا يحدث! أي في تاريخ الإسلام، وتاريخ المسلمين، وتاريخ العرب.سيحدث هذا قال: نعم، نعم وإنه لكائن كيف بكم إذا طغت نسائكم، وفسق شبابكم، إنه لكائن قال نعم إنه لكائن، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:[والذي نفسي بيدِه لا تَفنى هذه الأمةُ حتى يقومَ الرجلُ إلى المرأةِ فيفترِشُها في الطريقِ فيكون خيارُهم يومئذٍ من يقولٌ لو واريتَها وراءَ هذا الحائطِ].
النبي الكريم تنبأ بفسوق الشباب وطغيان النساء
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة