الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
الدرس السادس والعشرون في معية الحبيب، صلى الله عليه وسلم، بعنوان: "مع مستقبل الإسلام في أقواله صلى الله عليه وسلم"
لقد حدثتكم من قبل عن النبوءات التي تنبأ بها النبي صلى الله عليه وسلم، مما سيحدث في المستقبل وحدث مما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، ومما أثبتناه، ولأنّ هذا الموضوع مليء بالأسرار، ومليء بالأنوار، ومليء بالأخبار، ويطيب لي في هذا الدرس أن أقدم لكم، معلومات مهمة وحيوية وجديدة، ربما نستمع إليها لأول مرة ليس لجهل عند الأمة، ولا مهارة عند فقير مثلي، ولكن لأنها موضوعات لم يتطرق إليها أحد، وأنا سأذكر لكم بفضل الله سبحانه وتعالى في هذه الموضوعات المهمة، من باب إثبات المعجزات النبوية أولًا.هذه معجزات لا خلاف عليها، ومن باب إثبات أن النبي العربي الأمي، الذي لم يقرأ، ولم يكتب، استطاع أن يكتب لنا بلسانه وبيانه، وصدق مشاعره تاريخ الأمة، حتى أستطيع أن أقول بكل قوة أن معظم الأحداث التي تجري الآن في حياتنا، تنبأ بها النبي صلى الله عليه وسلم.
وهكذا فإن الأمة في حاجة إلى أن تعرف ماذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم؟
ذكر النبى صلى الله عليه وسلم أن رعاة الشاة العالة، يتطاولون في البنيان، أي الناس الضعفاء الذين كانوا يرعون الأغنام، والذين كانوا عالة على غيرهم، والذين كانوا يأخذون أموال الزكاة من الناس، أصبحوا من أغنى الناس، ولقد حدث هذا.
هناك باب مهمّ، باب دعاء النبي العظيم لأصحابه صلوات ربي وسلامه عليه، دعا النبى صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عبّاس رضي الله تعالى عنهما بالحكمة فكان حكيمًا، وكان حَبر الأمّة، وعمّر طويلًا.
أبو هريرة.. من باب تعريف الناس بحب النبي صلى الله عليه وسلم له، يقول: والله ما من مؤمن ولا مؤمنة على وجه الأرض إلا يحبني، هذا كلام أبى هريرة، رضي الله تعالى عنه، فقال له الصحابة، وما أدراك بهذا؟ ما الذي أعلمك أن الناس كلهم إلى أن تقوم الساعة يحبون أبا هريرة؟
فقال رضي الله تعالى عنه: لما دخلت أمي في الإسلام ودعا لها النبي بالإسلام، فجاءت فقالت يا رسول الله، ادعُ الله لي،
فقال سيدنا صلى الله عليه وسلم، اللهم حبب أبا هريرة وأمه إلى عبادك المؤمنين، يقول أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: ما من أحد مؤمن ولا مؤمنة إلا يحب أبا هريرة، هذه حقيقة، وهذه قراءة من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما سيحدث في تاريخ الأمّة، ذهبت فارس، ما بقيت فارس وبقي الإسلام، وأمّا الروم فقصور وقصور، وتذهب الروم، وأما الرورم فقرون وقرون وتذهب الروم، أي ستعمر قليلًا، ستأخذ منكم وقتًا، وأمّا الروم فقرون، وقرون، فقالوا له يارسول الله، أيهما تفتح أولًا؟ رومية، أم القسطنطينية؟ ولذا قال الروم قرون فقرون، لأن الروم المقصود بها أوروبا، من أول تركيا إلى الأندلس، النبي صلوات ربي وسلامه عليه يقول: أما فارس فنطحة أو نطحتان، أي بعد حربين تنتهي فارس، تصبح إسلامية، وأما الروم أي أوروبا فقرون وقرون ثم تذهب الروم.
ظل المسلمون يقاتلون، ويقاتلون، حتى استطاعوا في أواخر الدولة العثمانية أن يغطوا كل بلاد أوروبا بالإسلام، ووصلوا إلى منتصف أوروبا، حتى وصلوا إلى أوروبا الشرقية. الروم المعركة معهم ستكون طويلة، هكذا قرأ النبي صلوات ربي وسلامه عليه تاريخ الأمة، ثم قال في قراءة ما سيجري|: "تقاتلون قومًا- الكلام ليس للصحابة فقط لكن لكل الأمة - تقاتلون قومًا نعالهم الشعر، ذلف الأنوف" هذا الوصف لا ينطبق إلا على التتار، بعد ستمائة سنة، من موت النبي صلوات ربي وسلامه عليه، فشاهدوهم كما وصف النبي العظيم، وظلوا هنا حتى قاتلهم الظاهر بيبرس، وحتى عاد التتار كما أتوا.
ذو الخويصرة، سُمِّي بهذا الاسم لعيب في خاصرتيه، دخل على النبى صلوات ربي وسلامه عليه ذات يوم، فتكلم معه بشدة وبغلظة، والصحابة يعرفون مقام النبى صلوات ربي وسلامه عليه، وكان الإمام عليّ جالسًا، فقال النبى صلوات ربي وسلامه عليه: يخرج من ظهر هذا قوم تحقّرون صلاتكم بجوار صلاتهم، وعبادتكم بجوار عبادتهم، وأخذ النبي يذكر أوصافهم، ثم قال له يا علي، ويقتلك واحد منهم.
النبوءات التي تنبأ بها النبي للمستقبل
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة