فضيلة العلامة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف (شيخ عموم المقارئ المصرية) في ذمة الله تعالى

العالم الإسلامي
طبوغرافي

بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، وبالغ الحزن والأسى ينعي فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض، وجريدة الفتح اليوم والعاملون بقنوات الفتح الفضائية عالما قضى حياته في خدمة كتاب الله عز وجل، شارحا ومفسرا لأحكامه ومعلما لطلابه من بعده، وتتقدم جريدة الفتح اليوم بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد الراحل وطلابه ، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان و”إنا لله وإنا إليه راجعون”

يذكر أن الشيخ عبد الحكيم عبداللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية، قد توفي مساء اليوم الجمعة عن عمر يناهز 80 عاما وتشيع جنازة الفقيد الراحل غدا بعد صلاة الظهر من الجامع الأزهر الشريف

وفضيلة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف بن عبد الله بن سليمان، شيخ عموم المقارئ المصرية ولد في مصر بمنطقة الدمرداش أمام مسجد المحمدي، يوم 17/9/1936 (وهو يوافق على التقريب غرة رجب سنة 1355 هـ). نزح والده من الصعيد وعمر الوالد نحو 17 سنة، وكان يتاجر في الخشب، وكان له محلات بقالة، وكان يقاول على العمائر المراد هدمها، فيهدمها ويأخذ ما فيها من الخشب والحديد والحجارة، ويسلمها أرضًا لصاحبها.

بعث به والده ووالدته وعمره أربع سنوات أو خمس إلى مكتب المحمدي بمنطقة الدمرداش، فأتم حفظ القرآن الكريم وعمره نحو 12 أو 13 سنة.

وكان شيخ المكتب الشيخ إمام عبده حلاوة، وقد تلقى الشيخ إمام القرآن الكريم عن الشيخ حسن الجريسي عن أبيه الشيخ حسن الجريسي أيضًا الشهير ببدير، عن الشيخ المتولي، برواية حفص، وأخذ أيضًا عن شيخ من شيوخ المتولي. وكان الشيخ إمام معتنيًا بتلاميذه، يُصحَّح عليه القرآن الكريم بعد الكتابة في الألواح أو على أخيه إن كان غائبًا.

بعد أن تخرج في المعهد عُين أولاً في التعليم الابتدائي في الإسكندرية ، فبقي فيها سنة واحدة ، ثم انتقل إلى التدريس في التعليم الابتدائي بالقاهرة ، وعلَّم بالمعهد الإعدادي والثانوي بالفيوم، ثم انتقل إلى التعليم بمعهد القراءات بالقاهرة ، وتتلمذ عليه كثيرون من المصريين وغيرهم ، ثم وصل إلى مدرس أول بالمعهد ، ثم انتقل إلى تفتيش المعاهد الأزهرية بالإدارة العامة ، ثم رقي إلى مفتش أول عام ، إلى أن أحيل على المعاش سنة 1997 . وعين شيخًا لعدة مقارئ ، أولاً مسجد الهجيني بشبرا، ومسجد عين الحياة الذي كان يخطب فيه الشيخ عبد الحميد كشك ، وكان يجل الشيخ عبد الحكيم ، ويحضر المقرأة من أولها إلى آخرها ( قال الشيخ عند ذكره: ، ورضي عنه ، ونور قبره ، وأسكنه فسيح جناته ) ، ثم مقرأة مسجد الشعراني ، ثم شيخًا لمقرأة مسجد السيدة نفيسة ، ومقرأة مسجد السيدة سكينة، ثم شيخًا لمقرأة الأزهر إلى الآن ، وكان وكيلاً للجنة تصحيح المصاحف بالأزهر.

عرضت عليه مشيخة المقارئ أيام الشيخ رزق حبة، فقال: لا أكون شيخًا لها والشيخ رزق حبة موجود، وبعد وفاة الشيخ رزق نزل عنها رسميًّا، فتقلدها تلميذه الشيخ أحمد عيسى المعصراوي. وهو اليوم الموجه الأول لعلوم القرآن والقراءات بالإدارة المركزية لشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف ، وشيخ مقرأة الجامع الأزهر، وشيخ جمعية أهل القرآن بالأزهر الشريف ، وعضو لجنة تصحيح المصاحف بمجمع البحوث الإسلامية ، وعضو لجنة المسابقات السنوية بالإذاعة والتلفزيون وإذاعة القرآن الكريم .

زار بلادًا عدة مصليًا، وتاليًا بالقراءات ، في شهر رمضان وغيره ، ومعلِّمًا ، وحكَمًا في المسابقات، وكان شيخ الأزهر جاد الحق يختاره للذهاب إلى هذه الرحلات والمسابقات، من ذلك: أستراليا، بسيدني، وميلبورن ، وزار تايلند ، وبومبي ، وبانغلاديش ، وشارك في مسابقات عديدة في شرق آسيا ، وزار ساحل العاج ، وحضر رمضان في سيراليون، وروسيا، وأمريكا ، مرة بنيويورك ، ومرة بكاليفورنيا ، وطلبوه بعد ذلك فامتنع . وأما البلدان العربية فزار الإمارات غير مرة، وشارك في لجنة مسابقة دبي سنة 1423=2002 ، والكويت ، وشارك في مراجعة مصحف بها ، ويذهب إلى قطر من نحو عشرين سنة للحكم في المسابقة العالمية، واختير في السعودية حكمًا في المسابقة الدولية سنة 1422=2001 ، وسنة 1425=2004 ، وعمل بها قديمًا مدرسًا للتجويد والقراءات في الجامعة الإسلامية بالمدينة سنة واحدة، واختاره للتدريس بها الشيخ عبد الفتاح القاضي يوم كان شيخًا لمعهد القراءات .

المؤلفات العلمية.

من تأليفه إكمال كتاب الكوكب الدري الذي لم يكمله الشيخ قمحاوي، وشرح منظومة قراءة الكسائي للشيخ الضباع، سماها: حديقة الرائي، وقد ضاع هذا الشرح عند بعض تلاميذه .

سجل ختمتين لحفص إحداهما بقصر المنفصل وختمة لشعبة. شرع في ختمة مصورة لأبي جعفر في قناة الفجر بلغ فيها إلى : (فحملته فانتبذت) في مريم ( 2008 ، وهو على نية إتمامها) .

له في إذاعة القرآن الكريم بمصر: برنامج اقرؤوا القرآن ، في التجويد التطبيقي وثماني حلقات في التجويد العلمي .

وشرع في تسجيل متن الشاطبية، وهو على نية شرحها للإذاعة. وشرح حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف. وقدَّم لختمتي قالون والدوري عن أبي عمرو للشيخ الحصري .