أهمية السنة فى تحفيز الهمة.

العالم الإسلامي
طبوغرافي

الإستاذ الدكتور /أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامى

%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b1

أيها الأحباب.. إن المسلم لا يستغني بالقرآن عن السنة النبوية؛ لأن القرآن اشتمل على مبهمات لا بد من بيانها، واشتمل على مجملات لا بد من تفصيلها، وتضمن عمومات جاء تخصيصها في السنة النبوية، وجاءت قضايا على إطلاقها، وجاءت السنة النبوية بتقييدها، والسنة وحي من عند الله تعالى مثل القرآن، قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.

وقد أوصى -صلى الله عليه وسلم- صحابته؛ ففي الحديث الصحيح عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: وعظنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع؛ فأوصنا –أو بماذا تعهد إلينا-. فقال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)).

10

فما علينا إلا أن نتمسك بهذه السنة النبوية، والتي تركنا عليها -صلى الله عليه وسلم- وأخبر بأن من سار عليها نجا، ومن تركها فقد هلك وتعرض للهلاك. وضرب لأمته مثلا، فخط لهم خطا مستقيما وخط عن يمينه وعن شماله خطوطا منحرفة، وقال: هذا صراط الله -يعني هذا الطريق المستقيم وهذا الخط المستقيم- هو صراط الله، وهو سبيله الذي فرضه على عباده، والذي أمرهم بأن يسألوه في قولهم في صلاتهم: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم}.

وهذه السبل وهذه الطرق التي عن يمينه وعن شماله هي البدع، وهي المحدثات التي من سار معها فإنه في طريقه إلى الهلاك، وقرأ قول الله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ هكذا حذر أمته عن سلوك تلك الطرق الملتوية، التي من سار عليها تردى ووصل إلى الهلاك.

وكذا قال -صلى الله عليه وسلم-: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) أي مردود على من جاء به.

فعلى المسلم أن يقصد وجه الله، ويعمل برضاه، ويسير على النهج القويم، ودليله سنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- التي هي سبيل النجاة، التي هي الوسيلة لمن أراد النجاة، وأراد الاتباع، وأراد أن يحشر في زمرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فأما ما يضاف إلى هذه السنة من البدع ومن المحدثات فإن ذلك لا شك أنه ضلال وأنه انحراف.