يعد الزبير بن العوام من كبار صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، فهو من السابقين إلي الإسلام، إذ يعد خامس شخص يدخل في الدين الجديد بين أهل مكة،
بعد السيدة خديجة وأبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وزيد بن حارثة، ولم يكن هذا بالغريب عليه فهو من المقربين لرسول الله، لأنه ابن عمته صفية بنت عبدالمطلب، لذلك لم يكن غريبًا أن يقتنع الزبير بدعوة ابن خاله محمد بن عبدالله، وينشرح قلبه للإسلام وهو في سن المراهقة، وظل بجوار رسول الله في المواقف الصعبة، حتي أطلق عليه "حواري رسول الله"، بعدما قال رسول الله عنه: "إن لكل نبي حواريًا وحواريي الزبير".
نشأ الزبير يتيماً بعدما مات والده العوام بن خويلد- وهو شقيق خديجة بنت خويلد- في حرب الفجار، لذلك تربي الزبير في بيوت أخواله من بني عبدالمطلب، وكان من المقربين من ابن عمه محمد بن عبدالله قبل تكليف الأخير بالرسالة، وعندما بدأ الرسول في دعوة الناس للدخول في الدين الجديد كان الأمر سرًا، واضطلع أبوبكر الصديق بأمور الدعوة فأسلم علي يديه كل من الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف.
وشهد الزبير اجتماعات الرسول بالمؤمنين الأوائل في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وعندما اشتد عذاب سادة قريش للمسلمين الأوائل، أمرهم رسول الله صلي الله عليه وسلم بالهجرة إلي الحبشة، خرج الزبير مع من خرج إذ ناله من عمه نوفل بن العوام العذاب الكثير لإجباره علي العودة إلي الكفر وعبادة الأصنام، خاصة أن الزبير أبدي عزماً شديداً لنصرة الإسلام.
وبعد عودة الزبير من الحبشة توجه أولاً إلي مكة ومنها إلي يثرب بعدما أذن رسول الله للمسلمين بالهجرة، لكنه قبل أن يغادر مكة تزوج من أسماء بنت أبي بكر الصديق، فولدت في مدينة رسول الله ابنها عبدالله بن الزبير، فكان أول مولود للمسلمين بعد الهجرة. وفي المدينة كان الزبير من المقربين من رسول الله فشهد معه المغازي والمشاهد كلها، وأصيب جسده بالكثير من الجراح دفاعاً عن النبي، وكان الزبير علي رأس ميمنة الجيش في غزوة بدر، وكان يرتدي عمامة صفراء، فلما نزلت الملائكة وعليها عمائم صفراء، قال النبي: "إن الملائكة نزلت علي سيماء الزبير"، وحمل الزبير إحدي رايات جيش المسلمين لفتح مكة.
توفي رسول الله وهو راض عن الزبير فكان أحد العشرة المبشرين بالجنة، لكنه لم يركن إلي الدعة وظل حاملاً سيفه دفاعاً عن الإسلام فشارك في حروب الردة، ثم في معركة اليرموك الفاصلة ضد الروم في بلاد الشام وغيرها من الحروب.