هل يقبل المجتمع المصرى مليونية خلع الحجاب؟

أخبار
طبوغرافي

أثارت دعوة الكاتب الصحفي المصري "شريف الشوباشى" سخط الشارع المصري، وقد اعتبر الكثير من أهل العلم أن هذه الدعوة هي استكمال لحالة من التشفي والهجوم الشديد على الدين الإسلامي وأصول ومقدساته، خاصة في ظل حالة عارمة من الفوضى الإعلامية للنيل من كل ما يمس المسلمين ودينهم.
وقد دعا الشوباشى فى منشور له عبر صفحته الشخصية "فيس بوك": "اقترح الآتى: أن تقوم مجموعة من الفتيات بخلع الحجاب خلال تظاهرة عامة بميدان التحرير فى يوم بالأسبوع الأول من شهر مايو المقبل على أن يحيط بهم مجموعة من الرجال لحمايتهم وسأكون أول هؤلاء الرجال..
ومن جانبه رفض الأزهر دعوات "خلع الحجاب"، وأكد مساندة الأزهر الشريف لحقوق المرأة ووقوفه بجانبها لتقوم بدورها المحوري في المجتمع، وتأكيده على رفضه التَّام لأيِّ دعوةٍ تمتهن كرامتها على نحو ما أطلق عليه "مليونية خلع الحجاب" التي يرفضها علماء الأزهر؛ لأنها تتسبب في إشاعة الفتنة، وتنتهك حقوق المرأة المسلمة التي أقرتها الشريعة الإسلامية.
وفي اتصال هاتفي رد الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، إن الديانة المسيحية واليهودية والدولة الرومانية والفارسية والحضارة البابلية تفرض على المرأة الاحتشام والحجاب، وأن الدين الإسلامى فرض الحجاب على المرأة صوناً لها أيضا، وأضاف: "هذه هى نظرة الأديان السماوية، ودعوة هذا الكاتب هي فوضوية وتهدف لإظهار مصر بملامح عريانية".
فيما اعتبر الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف أن دعوة خلع الحجاب انتقال من فاشية دينية إلى "ليبرالية فاجرة" وأضاف أن تغطية شعر المرأة المسلمة البالغة من فرائض الدين ومن شعائره بنص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
ومن ناحيته أضاف الكاتب الصحفى سيد محمود رئيس تحرير جريدة القاهرة موجها حديثه للشوباشي صاحب الدعوة: "أيها الكاتب المستنير المطالب بمظاهرة لخلع الحجاب، جوهر الحرية حق الاختيار، وعندما بادرت النساء فى ثورة ١٩ بخلع الحجاب كانت دلالة الفعل رمزية ولكى تتمكن المرأة المصرية من استكمال حقوقها كانت الأولوية أولا للاستقلال الوطنى، وثانيا لضمان الحق فى التعليم، ثم المساواة فى الحقوق السياسية وبالتالى لكى نتجاوز الكبوة الحضارية فالأولويات واضحة استعادة معايير الاستقلال الوطنى وحق الاختيار وتعليم متميز يمكن من إعمال العقل، ساعتها بقى كل الفئات الاجتماعية هتحترم حق الاختيار سواء بالحجاب أو بدون لبس خالص، هيكون المجتمع نفسه حدد الفاصل بين العام والخاص".
ومن جانب آخر هاجم عدد من النشطاء الأقباط هذه الدعوة، ووصفوها بالفتنة المرفوضة حيث طالب جرجس بشرى، الناشط الحقوقى والقبطى، الشعب المصرى برفض دعوات رفع الحجاب التى دعا لها شريف الشوباشي فى الأسبوع الأول من مايو، قائلا: "أيها المصريون ارفضوا الدعوة للتظاهر لخلع الحجاب فى ميدان التحرير لأنها دعوة مثيرة للفتنة فى توقيت حرج تمر به الأمة".
وأضاف فى بيان له، أن الدعوة التى أطلقها الكاتب الصحفى لخروج مجموعة من الفتيات فى تظاهرة لخلع الحجاب فى ميدان التحرير مرفوضة وغير مقبولة بل ومثيرة للفتنة، وأن بعض السيدات يردن ارتداءه من باب الحشمة والوقار بإرادتهن الشخصية باعتباره زيا إسلاميا ولا يستطيع أحد أيا كان منع هؤلاء السيدات اللواتى يردن ارتداء الحجاب بإرادتهن الحرة".
كما استنكر الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، الدعوات المطالبة بتنظيم مظاهرة لخلع الحجاب فى ميدان التحرير، مؤكدا أن هؤلاء لا يعرفون طبيعة الشعب المصرى ولم يقرءوا التاريخ جيداً، وقال جمعة: إن أمثال هؤلاء المطالبين بخلع الحجاب حاولوا قبل ذلك أكثر من مرة .
وكانت دار الإفتاء المصرية، قد أصدرت في بيان لها برقم 374 لعام 2012م فتوى بإجماع الأولين والآخرين من علماء الأمة الإسلامية ومجتهديها، وأئمتها وفقهائها ومُحَدِّثيها: أنّ حجاب المرأة المسلمة فرضٌ على كلِّ مَن بلغت سن التكليف، وهو السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض وتبلغ فيه مبلغ النساء؛ فعليها أن تستر جسمَها ما عدا الوجهَ والكفين، وزاد جماعة من العلماء القدمَين في جواز إظهارهما.