الفرصة وقيمتها..

أخبار
طبوغرافي

بقلم : د. حمدي النورج

المعهد العالى للنقد الفنى

انتهز الفرصة.. دعوة نفعية تخفي سلوكا تسلقيا ممقوتا.. تحين الفرصة.. دعوة بوليسية تخفي أيضا سلوكا ترصديا لئيما انتظر فرصتك دعوة للتباطىء والرضوخ، الحياة فرصة مفهوم اختزالي يقضي على جماليات الحياة وروعتها كيف الوضع اذنعش في حدود يومكلحظتك حياتك والعمر لا يقاس بالسنوات لكنه يقاس بالثواني.

..لقد اخترعنا مقياس السنين ليسهل الإحصاء. ..وهو مقياس خداع تم بناؤه على فكر الحذف والدمج ومن ثم تهرب منه الثواني بسرعة ويقصر مع هروبها العمر الذي تم اختزاله، تعامل مع عمرك بمقياس الثانية واحسب ما قدمت وما تقدمت واعتبر أن كل ثانية تحياها هي آخر ثانية ولذلك يجب أن تعيشها في فرح وعطاء وأمل متجدد.. العبرة لا باقتناص الفرص .. العبرة باقتناص اللحظة الثانية، الدقيقة كيف تعيشها.


لو غيرنا مقياس الزمن لتحولت العادات إلى عبادات والعيادات إلى نزهات والآهات إلى تسبيحات، لن يكون هناك وقت أمام قلبك إلا للحب فالثانية تمر، لن يكون هناك خوف فالحياة تمر لذا لا خوف، لن يكون هناك وقت للضيق سيلومك عقلك مسرعا على ماذا تتضايق والحياة تمر. نحن نعيش بين ثانيتين ما أقصر هذه الحياة وما أجملها سريعة التغير لن يبقي المريض مريضا ولن يبقى الفقير فقيرا، ولن يبقى المهموم مهموما.

الثانية الواحدة تغير العالم . قلب ناظريك ..هل أحسست بالنسيم الذي يداعبك وهو يمر مسرعا لقد مر في ثانية.. كم حادثة في كون الله وقعت في ثانيةـ هل أحصيت رفرفات أجنحة الطيورهل أحصيت أنفاس الكون في ثانية. نحن أبناء أوقاتنا المحددة بالثانية التي يجب ألا ننتهزها بل نعيشها العمر كله فرصة.فرصة وحيدة..نعيشها في حب وأمل.


بين ثانتين يقع الاتفاق عندما تتنزل على قلبك خواطر الحب والأمل والخير والابتسام بين ثانتين تمر على قلبك هواجس الخوف والقلق والهم. الخاطر فضل والهاجس مكرالخاطر حب والهاجس قهرالخاطر رضاء والهاجس تلبيس. بين ثانتين يقع الاختلاف عندما تكون الثانية الأولى خاطرايغتاظ الهاجس فيرسل طاقته السلبية المقيتة. تعلم جيدا أن تفرق بين كل ثانية وأخرى عش ثانية ربانية.ثانية ثانية واهزم أي ثانية قد تقتحمك بهاجس هم أو ضيق ثانية واحدة تصنع الفرق.والعمر ثانية دعوتي لك أن تهزم الثواني الماضية بالرضا. دعوتي لك أن تستقبل الثواني الآتية بالرضا والمقياس بسيط في حجم ثانية.


لا عبرة لترك النفس سارحة فيما لا يفيد.. العبرة بإطلاق الروح التي لا يحدها حد ولا يقيدها قيد الروح التي لا تؤمن بحاجز الزمن كما أنها لا يحدها مكان هي السارحة المسافرة من زمن الخلق الأول. ..طليقة كي تحب وتود وتصل وتتواصل تعطي وتمنح تبحث عن لحظات الفرح لتسكن إليها كل ثانية هم يسوقها إليك الهاجس. كل ثانية فرح ميمونة بالرضا والفضل والخير العميم. من فضل الخاطر افرحوا تحلوا الحياة. ثانية بثانية تحلوا الحياة..الجلوة تلزمها خلوة حتى لو ثانية