بقلم: د. إبراهيم الشافعي - د. كمال الخشن
كانت السيدة/ سناء غانم أهم رائدات تعليم العربية للناطقين بغيرها في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، ضربت بعقليَّتها وشخصيَّتَِها مثالاً يُحتذَى في دقَّة التخطيط وانضباط التنفيذ وحسن إدارته واختيار أفضل وسائل الدَّعم الممكنة.
ولدت السيدة سناء محمد حافظ غانم في حي جاردن سيتي بالقاهرة في 22 فبراير لسنة 1962، وقد حصلت من الجامعة الأمريكية بالقاهرة سنة 1988 على ماجستير في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وانطلاقًا من أصالة هذه السيدة العظيمة وانتمائها الوطني والقومي؛ فقد قامت بجهود عظيمة لخدمة اللغة العربية والثقافة العربية والإسلامية من خلال أعمالها الكثيرة، والتي منها:
1994م: قادت فريق إنتاج برمجيات تعليم العربية بشركة صخر.
1995م: أول من أنتج أسطوانات حاسوبية عليها برامج خاصة لتعليم العربية للناطقين بغيرها ، وشاركت بها في العديد من المحافل المحلية والعربية والدولية بغرض نشر اللغة العربية وثقافتها.
1996م: حصلت على الجائزة الأولى لأفضل برمجيات في معرض (جايتكس) بدبي وذلك عن برنامجها التفاعلي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
1997م: أنشأت السيدة سناء غانم الأكاديمية العربية للخدمات الإلكترونية والمعلوماتية، ثم أنشأت موقع الأكاديمية العربية كأول موقع إلكتروني على مستوى العالم على شبكة المعلومات العنكبوتية الدولية (الإنترنت) لتعليم العربية لغير الناطقين بها وأتاحت من خلاله الكثير من البرامج التفاعلية التي تناسب مستويات وأعمار مختلفة، وقائمة البرامج المتاحة حاليا تتخطى الـ 200 برنامج.
1998م: السيدة سناء غانم هي أول من استخدم وسائل التواصل الاجتماعي في تعليم العربية للناطقين بغيرها عن بعد.
تتميز برامج وأنشطة الأكاديمية العربية بما يلي:
1- مراعاة مستويات وأهداف الطلاب وأعمارهم وجنسياتهم، وبالتالي فإن أي طالب يستطيع أن يجد ما يريد من برامج تناسبه وأن يدرس فى الوقت المناسب ومن المكان المفضل له.
2- إدخال أحدث البرامج المساندة لخدمة تعليم عناصر اللغة العربية ومهاراتها الأربعة والثقافة العربية والإسلامية، ومنها برمجية PHP وLMS وScorms.
3- تطبيق إطار معياري يتسم بالانتشار والصدق والثبات والاتساق والتكامل، فاستطاعت السيدة سناء غانم أن تحصل على اعتماد المركز الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية ACTFL، ثم توالت النجاحات من خلال التعاون مع كبرى مؤسسات تعليم اللغات في العالم، ومنها: جامعة هيوستن، ومانشستر، وكامبريدج وغيرها.
4- قامت السيدة سناء غانم بتشكيل مجلس استشاري للأكاديمية، يضم قامات لغوية وتربوية وتقنية من مختلف الدول ، ومن أبرز أعضائه: د. علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق، الأستاذ الدكتور جعفر عبد السلام رئيس جامعة الأزهر الأسبق ، الأستاذ الدكتور عبد المعطى بيومى عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر الأسبق ، والأستاذ الدكتور عبد الغفار هلال، أستاذ اللغة العربية والعميد الأسبق لكلية اللغة العربية، جامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور مهدي العش، أستاذ اللغة العربية بجامعة أوهايو، والأستاذ الدكتور جيرالد لامبي، أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية الأسبق بجامعة جون هوبكنز بواشنجتون، ومدير المركز القومي لتعليم اللغات، بواشنجتون، والجامعة الإسلامية بإندونيسيا، وغيرها.
5- اختيار متخصصين فى اللغويات والتربويات والتقنيات التي تقوم بتنفيذ هذه البرمجيات بعناية فائقة؛ فالأكاديمية العربية الآن تضم أكفأ خبرات في هذه المجالات الثلاثة لضمان إنتاج برمجيات معيارية تحقق أكبر نسبة رضا ممكنة، ومن هؤلاء الأساتذة والمختصين: الأستاذ/ سيد رمضان، والأستاذ/ سيد عبد العزيز مفتش عام اللغة العربية بدولة الامارات العربية المتحدة سابقا، والأستاذ/ محمد عبد المنعم، والأستاذ/ سامح أحمد.
6- تكوين فريق من أساتذة متخصصين في استخدام الوسائل الالكترونية، والمساعدة في إنتاجها، قامت بتدريبهم وصقلهم بالمزيد من الخبرات التقنية ليؤدوا العمل على أكمل وجه، ومنهم: الدكتور/ إبراهيم الشافعي، والأستاذ/ إسماعيل سلامة، والأستاذ/ عمر فتحي، والأستاذ/ أحمد سامي وغيرهم من الأساتذة المتخصصين في هذا المجال.
7- الأكاديمية العربية كانت أول مركز يفتتح فصولا للتعليم بالاعتماد على الوسائل الإلكترونية كبديل للكتاب والورقة والقلم، وقد قامت السيدة سناء غانم بعقد اتفاقيات وبروتوكولات للتعاون مع جهات تعليمية للكثير من الدول وذلك لاستقبال طلاب تلك الجهات في بلد المقر (مصر)، وتنظيم دورات تعليمية وثقافية وترفيهية وسياحية مساندة للبرامج الأساسية.
والجميل أن السيدة سناء - رحمها الله- لم تكتف بهذا، بل كانت تجعل للطلاب رأيا خاصا معمولا به وموضوعا في الاعتبار كنوع من التقييم لنسبة رضا العملاء (الطلاب) عن جودة الخدمات المقدمة، سواء على مستوى البرمجيات أو على مستوى الدورات المقدمة في مقر الأكاديمية العربية بالقاهرة.
أما على المستوى الشخصي، فمع ما كانت تتمتع به السيدة سناء غانم من هدوء ورزانة وحكمة في اتخاذ قراراتها إلا أنها كانت نشيطة بالشكل الذي يجعلها حينما تتخذ قرارا لا تكل إلا بعد تنفيذه ، ويشهد على ذلك كل من عمل معها.
والحقيقة أنها لم تدخر وسعا في خدمة موقعها الإلكتروني أو توسعة شركتها في القاهرة بكل وجه ممكن، ولم تقتصر حملاتها التسويقية على بلد بعينه، بل كانت حملاتها تتجه إلى أكبر عدد ممكن من البلاد، وقد بلغ إجمالي عدد الدارسين منذ 1997 وحتى الآن (آخر يناير 2019م) على موقع الأكاديمية 150000 دارسًا.
كانت رسالة هذه السيدة هي نشر اللغة العربية والثقافة العربية بين جنبات الدنيا وتحقيق الريادة في ذلك المضمار، وتلك كانت واحدة من أهم سياساتها؛ ولم تمت في الرابع من شهر يوليو عام 2014م إلا وهي ملء السمع والبصر في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها.
بقلم: د. إبراهيم الشافعي - د. كمال الخشن