منذ 1050 عاما بنيت مدينة القاهرة، التي كتب فيها الشعر، واهتم بها الفنانين والمبدعين وشرعوا في وصفها ونقل صورة عنها في رواياتهم وعلى شاشات أفلامهم ومسلسلاتهم، ويحتفل قطاع الإنتاج الثقافي اليوم -1أغسطس- بمرور ألف عام ونصف قرن من الزمان على وجودها.
وترصد "الشروق" في رحلة داخل عالم الفن أبرز الأعمال التي رصد القاهرة بمختلف جوانبها..
* الدراما
تناولت المسلسلات التلفزيونية القاهرة من حيث العصور وأشكال السلطة التي حكمت المدينة العريقة، ومن هذه الأعمال...* بوابة الحلواني
وهو مسلسل تلفزيوني تم تقديمه في أكثر من جزء يحكي عن القاهرة الخديوية، وشكل الحكم فيها وتفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية في ذلك العصر داخل أركانها، ومكون من 4 أجزاء بداية من عام 1992 ونهاية بـ2001، وهو من تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج إبراهيم الصحن.وشارك فيه عدد كبير من النجوم مثل سمية الألفي وعلي الحجار وعبدالله غيث وليلى طاهر وخالد النبوي ومحمد وفيق.
* حديث الصباح والمساء
مسلسل تم انتاجه عام 2001 من مأخوذ عن رواية للكاتب نجيب محفوظ ومعالجة درامية لمحسن زايد وإخراج أحمد صقر، وتناول مدينة القاهرة بفي عصور مختلفة بداية من محمد علي وحتى قيام الثورة العرابية وثورة 1919، ورصد المسلسل شكل الحياة في تلك العصور بين الحارة الفقيرة والقصور الفخمة.وشارك فيه مجموعة كبيرة من النجوم منهم عبلة كامل وليلى علوي ودلال عبد العزيز وأحمد خليل وخالد النبوي وأحمد ماهر وطارق لطفي.
وهناك عملين تناولا شكل الحياة داخل أحد أحياء القاهرة الشهيرة مع إختلاف العصور وهما:
* دوران شبرا
وهو مسلسل حديث إنتاج عام 2011، يتناول شكل الحياة داخل المناطق الشعبية الشهيرة في القاهرة وهو حي شبرا، وحول الظروف الاجتماعية وأهل المنطقة البسطاء وأحوالهم تدور قصة المسلسل، وهو من بطولة عفاف شعيب ودلال عبد العزيز، وتأليف عمرو الدالي وإخراج مينا مدحت.* بنت من شبرا
أما عن شكل حي شبرا أحد أكبر أحياء القاهرة في فترة الثلاثينيات والأربعينيات وسكانه من الجالية اليونانية والإيطالية تدور أحداث هذا المسلسل الذي قامت ببطولته ليلى علوي وطارق لطفي وشويكار، واهتم المخرج جمال عبد الحميد بإبراز شكل الحي في القديم بصناعة ديكور مشابه لهذه الفترة، والمسلسل عن قصة للكاتب فتحي غانم.* السينما
اهتمت السينما كثيرا بتقديم شكل القاهرة وشوارعها وأحياءها، بل واهتم مخرجين بعينهم بالتصوير في شوارع القاهرة والابتعاد عن الديكور مثل مخرجي الواقعية عاطف الطيب ومحمد خان، وهناك أعمال دارت أحداثها في أحياءها مثل:* باب الحديد
فيلم سينمائي قدمه المخرج يوسف شاهين عام 1958، تدور أحداثه في حي باب الحديد حول العمال البسطاء فيه من تأليف عبدالحي أديب.ومنطقة باب الحديد أسسها صلاح الدين قديماً في المنطقة الشمالية للقاهرة، وكانت تسمى بـ"باب المقس"، ومع مرور الزمن أصبحت تسمى "باب البحر"، ثم "باب الحديد"، وعام 1952 تغير الاسم رسميا إلى ميدان رمسيس.
*حارة برجوان
فيلم كتبه إسماعيل ولي الدين، وسيناريو مصطفى محرم، وبطولة نبيلة عبيد، ومصطفى شعبان، وحمدي غيث، وأحمد عبدالعزيز، تدور أحداثه داخل حارة برجوان الموجودة في حي الجمالية عند باب الفتوح بالقاهرة، وتنتمي إلى العصر الفاطمي، واسمها نسبة إلى الأمير برجوان وزير الخليفة الحاكم بأمر الله، وكانت الحارة أحد أشهر أسواق القاهرة القديمة.* الأدب
هناك أعمال أدبية كثيرة تناولت أحياء القاهرة وطبيعتها وسكانها وتفاصيل عن حواريها وأحياءها، ومن هؤلاء الكتاب المهتمين بتأريخ مدينة القاهرة:* نجيب محفوظ
كتب الأديب العالمي الكثير من الروايات التي تدور أحداثها داخل المدينة العريقة ومنها خان الخليلي والثلاثية "بين القصرين، قصر الشوك، والسكرية" وزقاق المدق، وجميعها أسماء أماكن تنتمي للقاهرة القديمة في حي الأزهر والجمالية.وتحولت جميع هذه الأعمال إلى أفلام سينمائية رصدت شكل الحياة في العاصمة المصرية على مدار عصور مختلفة.
جمال الغيطاني
وهو روائي وصحفي مصر اهتم أيضاً بتأريخ مدينة القاهرة سواء في الكتب أو روايات قام بكتابتها، ومنها روايتي "وقائع حارة الزعفراني" و"وقائع حارة الجمبلاطي".وقدم الغياطاني كتاباً هاماً عن القاهرة وعصورها وهو كتاب " ملامح القاهرة في ألف سنة"، وشرح فيه شكل مدينة القاهرة بحواريها وبيوتها ومقاهيها وأسواقها.
يصف الشوارع بأنها كانت ضيقة غير مرصوفة ومتعرجة ومبلطة بالحجارة المضلعة، ومساحات هائلة غير منظمة تترع منها أزقة صغيرة.
أما البيوت فهي متراصة بجوار بعضها البعض، تكاد الأسطح تلتصق، وفي جدران المنازل الخارجية لا ترى غير المشربيات، وهي النوافذ المصنوعة من الأعمدة الخشبية الرفيعة.
والأبواب مقوسة من أعلى، ومزخرفة بالنقوش العربية، وبها مقبض كبير نحاسي على هيئة كف آدمي، وغرف النساء معزولة بالطابق الأعلى، وهو المسمى بالحرملك، واسم الحرملك من جلوس الحريم به، وحريم أي محرم على الغريب ومحلل للسيد نفسه صاحب البيت.
ويقول الغيطاني في كتابه أن المقاهي وجدت في القاهرة قبل القرن السادس عشر الميلادي، وهو التاريخ الذي دخلت فيه القهوة مصر، واستمدت المقاهي اسمه منها، وكان قبلها يوجد أماكن يجلس فيها الناس ويشربون مشروبات أخرى مثل الكركديه والحلبة والزنجبيل، ودخلت القهوة مصر على يد أبو بكر بن عبدالله "العيدروس" في عام 905 هجرية، بينما ظهر الدخان في المقاهي القاهرية عام 1012 هجرية.
وأن أهم ما يميز المقاهي في هذا الوقت هو قصص الملاحم الشعبية مثل السيرة الهلالية وأبو زيد والظاهر بيبرس وقصص فتوح اليمن المعروفة برأس الغول وعنترة وألف ليلة وليلة.
بمناسبة مرور 1050 عاما على إنشائها.. كيف وصف الكتاب والمؤلفون القاهرة
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة