فرحة العيد .. بدون مشاكل صحية

أسرة وطفل
طبوغرافي

مدرس التغذية- عضو المنتدى العربى للغذاء والتغذية

اشتهرت مجتمعاتنا العربية بربط المناسبات الدينية والاجتماعية بأصناف معينة من الطعام، وأصبحت حلويات ومعجنات العيد كالكعك، البسكويت، الغريبة، البتي فور وغيرها من أكثر ما يشتهر به عيد الفطر المبارك. وإن كنا ندرك أن الإفراط في تناول كعك العيد يؤدي إلى مشاكل غذائية وصحية شديدة الخطورة خصوصاً عندما تتزامن مع انتهاء شهر رمضان الكريم بالتكدس الغذائي والزيادة في الوزن نتيجة سلوكيات وعادات غذائية غير صحية على اطلاقها.

يحتوي كعك العيد على كمية عالية من النشويات والسكريات والدهون وقليل جدا من بعض الإضافات الغذائية الطبيعية التي تميز الطعم والرائحة لهذه المخبوزات، وبعض المكسرات بكمية بسيطة كمصدر لفيتامين E المعروف بقوته المضادة للأكسدة وأهميته في مقاومة أمراض القلب وتصلب الشرايين.

يؤدي الإفراط فى تناول كعك العيد إلى الإصابة بالبدانة حيث تحتوى الكعكة الواحدة على 400 سعر حراري، فحوالي 6 كعكات تمد الجسم بكل الطاقة التي يحتاجها خلال اليوم الواحد. والمشكلة الحقيقية أن زيادة المتناول من سكريات الكعك تتحول عادةً إلى دهون يتم تخزينها فى الجسم ما يسبب زيادة الوزن والبدانة وعسر الهضم الذي يزداد بزيادة تناول الأطعمة مرتفعة المحتوى من الألياف كالبقوليات والجز مثلاً. ولا يفوتنا أن نتذكر الأطفال الأكثر تأثراً بالأخطار الصحية الناتجة عن تناول كعك العيد الذي يؤدي لاكساب الطفل وزن زائد بالاضافة الى التخمة والكسل وفقدان الشهية تجاه الأكل المفيد.

لذلك علينا أن نتناول وجية إفطار خفيفة جداً في أول أيام العيد، مع مراعاة تقليل السمن والدهون المستخدمة وأن تكون نوعيتها جيدة وغير المهدرجة واستبدالها بالزيوت كلما أمكن ليكون صحياً ويكتفي بتناول كعكتين فقط على مدار اليوم. كما يمكن تناول البسكويت المصنوع من دقيق وسمن وبيض وسكر لأنه أقل في السعرات الحرارية ويحتوي على بعض البروتين. ومن الاتجاهات الحديثة استخدام فول الصويا كبديل للدهون الحيوانية في صناعة العجائن، وكذلك الألبان النباتية المصنعة من الصويا، حيث أن لها نفس مكونات الألبان الحيوانية، مع كونها خالية من سكر اللاكتوز والكوليسترول.

هناك بعض المشروبات التي تعمل على سرعة التخلص من الدهون المتراكمة نتيجة تناول حلوى ومخبوزات العيد مثل القرفة والحلبة، حيث تحتوي الحلبة على مواد تخفض مستوى السكر والكوليسترول في الدم وتساعد القرفة أيضاً على هضم المواد الغذائية الدسمة التي تدخل في إعداد كعك العيد. كما يجب ممارسة الرياضة بشكل منتظم لحرق الدهون الزائدة.

وتعتبر الروائح المستخدمة في تحضير الكعك خليط من نباتات وأعشاب طبيعية كالقرفة والقرنفل والحبهان والكافور من الأشياء التي تُساعد علي زيادة إفرازات عصارة الهضم‏,‏ وتعمل علي تنبيه المعدة والأمعاء فيزداد نشاطهما، وبالإضافة إلى قدرتها على هضم نشويات الكعك ومواده الدسمة‏,‏ وتعمل علي إزالة أي احساس بالتخمة أو الانتفاخ بعد تناوله.