الصيف ليس ملهى أو تضييع وقت.. والمسلم سيحاسب

أسرة وطفل
طبوغرافي

الصيف ليس ملهى أو تضييع وقت.. والمسلم سيحاسب على لحظات حياته

حذر علماء الدين من ترك الشباب فريسة لمواقع الإنترنت وصفحات الفيس بوك، بعد عام دراسى طويل فى ظل غياب الخطط للغالبية العظمى منهم لاستغلال الإِجَازَة الصيفية وأوقات الفراغ.

يقول الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن الصيف فصل من الفصول التى تتميز بالنشاط والحيوية والحركة؛ لأنه عادة ما تكون فيه أوقات مفيدة للفرد والمجتمع، فالصيف فرصة للاسترواح والاسترخاء بعد عناء الدراسة والعملية التعليمية والبحثية، والصيف فرصة لهم ليكون للطلاب نشاط مجتمعي. وشدد الجندى على أن الصيف ليس ملهى أو تضييع وقت لأن المسلم سيحاسب على الوقت الذى حظى بنصيب وافر من العناية فيما نُقِلَ عن النبى صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال.

وحثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على تقسيم الوقت وتنظيمه فى الحياة الخاصة والعامة، ومما رواه النبى صلى الله عليه وسلم عن صحف إبراهيم عليه السلام قوله: على العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله- أن تكون له ساعات: ساعة يناجى فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها فى صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب.

هكذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه ويبين لهم أن القلوب تكل وتتعب وتتقلب فيجب العمل على مراعاتها والتنفيس عنها بين الفينة والأخرى بما أحل الله، وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم ذلك، ومن الأولى بالمسلم ألا يخل بهذه الموازنة بل الواجب عليه أن يوزع وقته للوفاء بهذه الحقوق دون إخلال بأحدها لمصلحة الآخر، وليس المقصود توزيع الوقت بين هذه الحقوق بالتساوي، وإنما المراد التسديد والمقاربة فى الوفاء بها جميعًا قدر استطاعته.

وأوضح أنه من تنظيم الوقت أن يكون فيه جزء للراحة والترويح، فإن النفس تسأم بطول الجِدِّ، والقلوب تمل كما تملّ الأبدان، فلا بد من قدر من اللهو والترفيه المباح، وعن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال: “أريحوا القلوب، فإن القلب إذا أكره عمي”، وروى عنه أنه قال أيضًا: “إن للقلوب شهوة وإقبالاً، وفترة وإدباراً، فخذوها عند شهواتها وإقبالها، وذروها عند فترتها وإدبارها”.

ويؤكد الجندى أهمية تثقيف عقول الشباب ضد الأفكار الهادمة والرؤى الساقطة وحملات التشكيك ضد الإسلام والمسلمين بغرض اقتلاع الشخصية المسلمة من مصدر قوتها ومكمن عافيتها، وهو التمسك بالهوية الإسلامية وبناء المجتمع والأمة

وحذر من ترك الشباب فريسة للفراغ، وأضاف قائلا: روى الإمام البخارى عن ابن عباس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ”. فبين النبى عليه الصلاة والسلام أن الفراغ نعمة فى حق العبد إذا استعمله فيما يعود عليه بالنفع فى دنياه وأخراه، أما إذا لم يغتنمه الشاب تحول من نعمة إلى نقمة، ومن منحة إلى محنة، ويصبح شبحًا مخيفًا يحول الشاب إلى ألعوبة بيد شياطين الجن والإنس.

كما حذر الشباب من شغل أوقات فراغهم أمام الكمبيوتر والوقوع فريسة لمواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعى التى تحتوى على الكثير مما يبث السم فى العسل، وتنحرف بالشباب نحو أفكار وممارسات خاطئة ربما تهدف إلى التحلل من الدين والأخلاق وتعطيل المسلم عن قيمه وأسباب ارتقائه المادى والروحي.

ويقول الدكتور الأحمدى أبو النور، وزير الأوقاف الأسبق أن المسلمين لديهم المسئولية الكبرى عن الوقت؛ لذلك ينبغى استثمار الوقت والجهد والقوة البدنية، قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ” لا تزولُ قَدَمَا عبد يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عنْ أربع عنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ وعنْ جسدِه فيما أبْلاهُ وعنْ مالهِ مِنْ أيْنَ أخذهُ وفيما أنْفَقَهُ وعنْ عِلمِهِ ماذا عَمِلَ بهِ”.

كما طالب الجامعات والمدارس بتوفير الإمكانات وفتح معامل خلال فصل الصيف لرعاية المواهب والأفكار والابتكار والإبداع والإمكانيات العلمية، ولابد أن تكون على أرقى ما يمكن. ولو لم توفر الدولة تلك الإمكانيات على الطلاب أن يعتمدوا على ذاتهم، وينبغى ألا يستسلموا للأمر الواقع ويضيعوا موهبتهم.

وطالب المربين وأولى الأمر بأن يستثمروا وقت فراغ الشاب بما يعود عليه بالنفع والخير، ولا يتأتى ذلك إلا بتشجيع الشاب على إشغال فراغه بالرياضة المتنوعة والنزهة البريئة، والمطالعة الهادفة.