المقاهى بداية الانحراف الأخلاقى وضياع الدين
يعانى الكثير من الشباب والفتيات خلال الإِجَازَة الصيفية من عدم دخول الأندية الرياضية ومراكز الشباب والأماكن الترفيهية والمتنزهات الخاصة التى تحتضنهم، وتقدم لهم البرامج والأنشطة المختلفة التى يفضلونها ويقضون أوقات فراغهم بها، ويمارسون أنشطتهم. وتعتبر المقاهى من أبرز البدائل التى يلجأ إليها الشباب فور انتهاء موسم الامتحانات والحصول على الأجازة.. وهى الواجهة المفضلة للكثير من الشباب لعدم وجود الرقيب، وازدهرت المقاهى الشعبية والمقاهى التى غزت أسواق وشوارع المدن الكبيرة والمبانى والقرى والنجوع بما فى ذلك بصفة خاصة مدينة القاهرة وأصبح كل مقهى بينه وبين المقهى الأخر مقهى ثالث، وهذه ظاهرة تحتاج إلى دراسة ومناقشة، فالمقاهى التقليدية فى المائة عام الماضية لم تكن لاستقبال السيدات أو الفتيات للجلوس بها أو ممارسة حياتهن كما يفعل الرجال، فاختلفت الصورة الآن وبدأت تتلقى الفتيات اللاتى ينافسن الشباب فى الجلوس عليها.
ويرى الدكتور سيد صبحي.. أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس أن الخلل ليس فى الشباب أو برغبتهم، ولكن لا توجد مؤسسات تساعدهم فى التخطيط لأوقاتهم وتدعمهم للمباشرة فى الأعمال واللقاءات التى بحقيقتها هى أمتع مما يعيشونه فى لقاءاتهم فى المطاعم أو المقاهى أو غيرها، أو زوايا الطرقات وهذا له أسبابه والتى تبدأ من البيت، حيث لا توجد مساعدة للشباب فى التخطيط، والإدارة للوقت وانتهاء بالمراحل التعليمية جميعها التى يمرون بها، والتى لا تقوى لديهم ثقافة التطوع والعمل الجماعى، والأعمال التطوعية شبه معدومة ولم يعطوها وقتهم ويتفرغون لها؛ لأن الشباب يبحث عن المقابل دائمًا وللأسف سوف تبقى المقاهى والكافيتريات ملجأ الشباب، كما يعانى شبابنا اليوم من عدم الاهتمام بالفكر والذى يتجلى فى العمل بالجمعيات المدنية أو الأحزاب.
ويؤكد أن أصحاب المقاهى يروجون بضاعاتهم ويوزعون سلعتهم بدون كلل أو ملل، وفتكوا بشباب وفتيات الإسلام وقاموا بترويج الرذيلة وقتل الفضيلة وقدموا للشباب الخبث والعنف والأفلام الفاسدة فأفسدوا عقولهم ودينهم؛ فجمعوا لهم فساد الدين والدنيا، ولوثوا قلوبهم بسموم الدخان وعقولهم بسموم الأفكار، وتلك الأوقات التى ضيعت والأموال التى أنفقت، وتلك الطاقات التى بددت كم من شباب كانت المقاهى له طريقًا للانحراف، ولا شك أن أصحاب المقاهى يتحملون وزر هذا العمل لقوله صلى الله عليه وسلم “ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الأثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا”.
المقاهى بداية الانحراف الأخلاقى وضياع الدين
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة