المواقع الإباحية والشات.. تخرب البيوت
أشارت أحدث الإحصائيات للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء إلى أن 45 ألف حالة من حالات الطلاق التى وقعت كانت بسبب الإنترنت سواء بالدخول على المواقع الإباحية أو غرف الدردشة.
يؤكد د. حمدى طه، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أن كثيرًا ممن يستخدمون الإنترنت لا يقومون إلا بدور المتلقى السلبى مما يؤثر كثيراً على مستخدميها.
ومن المؤكد أن ازدياد حالات الطلاق التى يعود سببها إلى الإنترنت يرجع إلى الشبكة العنكبوتية التى تسلب ذهن الإنسان وكيانه وتجعل الرجل والمرأة أسيرة الأفكار الوهمية والخيالية خاصة قصص المحادثات التى دمرت الأسر حيث الكثير منهم يعوضون النقص بالإنترنت ودخول المواقع الإباحية.. ولعل من أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة هو عدم وجود رقابة فعلية مع غياب الروابط الأسرية، وانشغال رب الأسرة فأصبح الشاب لا يجد من يستمع إليه وأصبح الممنوع مرغوباً فيذهب الشاب أو الفتاة إلى مقهى الإنترنت لتفريغ الكبت.
والحل كما يرى د. حمدى، إن الدور الأول والأساسى يقع على عاتق الأسرة فهى التى يجب أن تحصن أولادها من خطورة الدخول على هذه الواقع وإذا كانت الأجهزة المعلوماتية سلاحاً ذا حدين فعلى الأسرة أن توجه أولادها نحو الاستخدام الجيد من هذه الأجهزة.. إلى جانب تعزيز البرامج التوعوية لزيادة نسبة الوعى باستخدام الإنترنت التى تصب فى المصلحة المفيدة والمثمرة.
ويقول د. زكى عثمان، الأستاذ بجامعة الأزهر إن للإنترنت جوانب إيجابية وأخرى سلبية فمن الناحية الإيجابية فهو مفيد جداً فى إعداد البحوث العلمية والطبية والدراسات وتعلم اللغات، وتثقيف الإنسان لنفسه والدعوة إلى الله والدفاع عما يسيء إلى الإسلام.. أما النواحى السلبية فهى عديدة وخطيرة منها السقوط فى بئر الرذيلة حيث يتم استخدام روادها فى ترويج المخدرات فضلاً عن المحادثات والعلاقات الغرامية التى تنشأ بين المتحدثين وتؤدى إلى صدمات عاطفية.. وللأسف أثبتت إحدى الدراسات أن 85% من مستخدمى الإنترنت يستخدمون المواقع الإباحية و15% فقط البحوث والدراسات.
يشير إلى أننا كنا فى السابق نشاهد التلفاز للتسلية والثقافة المرئية واستطلاع أخبار العلم من حولنا.. ولكن وسط عالم المادية الخالية من الأخلاق والمبادئ السامية التى تحكم المجتمعات الحضارية ظهرت تجارة من نوع آخر وهى تجارة الدعارة والجنس عبر قنوات التلفاز والإنترنت هذه الحضارة التى لا يحكمها حاكم ولا رادع غير الربح المادى المطلق المجرد من كل أساسيات الأخلاق هى ثالث تجارة مربحة بعد ترويج المخدرات وبيع الأسلحة.
ولحل هذه المشكلة يطالب بأن تكثف الأجهزة الرقابية من تفتيشاتها على مقاهى الإنترنت حتى يعلم الشباب أن هناك رقابة عليهم وحتى لا يتمادى صاحب المقهى بالسماح لدخول الشباب فى هذه المواقع.
قالت د. عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية أن بعض الأزواج يبحث عن نوع جديد من المتعة الجنسية بهدف التنفيس عن رغباتهم المكبوتة التى يجدونها سهلة على الفضائيات والإنترنت.
أضافت أنها أعدت دراسة حول تزايد نسب الطلاق فى البلاد العربية ووجدت أن من الأسباب الرئيسة الهجمة الشرسة لفتيات الفيديو كليب ونجمات الإغراء الفنى اللائى يظهرن شبه عاريات مما يهدد الزوجات ويدفع الأزواج إلى البحث عن أخرى بسبب مقارنتهم الدائمة بينهن وبين عاريات الفيديو كليب والإعلانات ويعترف كثير من الأزواج أنهم طلقوا زوجاتهم وتزوجوا أكثر من مرة بسبب ما يشاهدونه على شاشات الفضائيات والإنترنت من مشاهد خليعة فى حين تنهمك زوجاتهم فى عمل المنزل وتربية الأبناء كما أن الإعلانات أيضاً تسهم فى بث قيم سلوكيات سلبية لها إيحاءات ومعان جنسية سيئة. وتطالب فى النهاية بتوعية الجماهير من قبل علماء الدين وأئمة المساجد الذين يجب أن يوضحوا للناس خطورة الطلاق وأثره على المجتمع.. كما لا بد أن تركز وسائل الإعلام على أسباب وحلول هذه الظاهرة ومدى تأثيرها على الأطفال الذين ينشئون معقدين نفسيًا، وبالتالى لا يقدمون للمجتمع ما يعمل على النهوض به وتقدمه.
المواقع الإباحية والشات.. تخرب البيوت
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة