قرى كاملة تحفظ كلام الله !

أسرة وطفل
طبوغرافي

قرى كاملة تحفظ كلام الله !

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَوعدنا الله تعالى بحفظ كتابه العزيز، وحمايته من كل سوء وتحريف.. وتتجلى عظمة الله تعالى وقدرته في التمكين لكتابه العظيم ودستور دينه الحنيف، فحفظه الله تعالى في صدور الرجال والنساء.. وقلوب أهل الإيمان والإحسان.. ولكن قدرة الله تعالى لا يحدها وصف ولا يصفها إحصاء.. فها هي قرى كاملة لا يخرج أحد منها إلا وكتاب الله تعالى محفور في صدره صغيرا كان أم كبيرا.

بطريقة جديدة في حفظ ووعي القرآن الكريم-

عرب الرمل ..قبلة أهل القرآن

نور البيان الطريقة الأسهل في الحفظ وتعلمها مدرسو الحرمين وانتقلت لأمريكا ودول الغرب

قرية إذا حللت فيها تشعر أن الملائكة تتجول في شوارعها وتسكن في بيوتها.. أهل القرية في حركة دائمة، يقضون حوائجهم في الشوارع والحواري، ورغم ذلك تشعر بالسكينة والهدوء وكأن القرية يسكنها مئات من الناس وليس أربعين ألفا وهو تعداد سكان القرية

أما عن طباع الناس فحدث ولا حرج فهم يعيشون في حالة فريدة من العشق للقرآن الكريم. الكبير والصغير...الرجال والنساء الجميع يعيشون في طنين دائم وفي عمل قرآني مستمر ما بين الحفظ والمراجعة والقراءات ودراسات القرآن المختلفة، وكأنهم يعيشون في منحل قرآني كبير والأجمل هي روح المتعة مع الاحتساب والشعور بالرضا والسعادة. كيف لا وهم قوم لا يستهدفون حفظ القرآن الكريم وحسب.. لكنهم يريدون الرجوع بالأمة إلى قرآنها تلاوة وحفظا وتطبيقا وعملا.

عرب الرمل بها 45 مقرا لدور وجمعيات القرآن الكريم تابعة للأزهر والأوقاف تعمل بالفترتين الصباحية للصغار والمسائية للكبار.القرية التي يقصدها الآلاف بغية حفظ كتاب الله والتي تعيش تجربة إذا تم تعميمها في نصف قرى مصر سوف تكون مصر أخرى حيث ستكون مصر القرآنية المتقدمة في كل شيء بتقدم أهلها بحفظ وفهم وتطبيق القرآن الكريم.

يتخرج من القرية سنويا ما يقرب من 1000 طالب ختموا تلاوة القرآن بالتجويد الصحيح. بل وخمسة أشخاص من علماء القرآن

منهم من يقول أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحلم، وهو يزور دور تحفيظ القرآن فى القرية، فتحول اسم القرية من «عرب الرمل» إلى «عرب القرآن»، إذ أصبحت الأشهر على مستوى الجمهورية فى تحفيظ القرآن. وذاع صيت هذه القرية فى العديد من الدول العربية والأوربية، حتى إن إحدى الصحف البريطانية قدمت تحقيقا صحفيا عنها منذ سنوات، ووصفتها بـ القرية التى يتنافس أهلها على حفظ القرآن، فتقريبا، لا يخلو بيت فى القرية من حافظى القرآن.ويقول الشيخ عصام يوسف، الذى قضى أكثر من ثلاثين عامًا من عمره فى تحفيظ القرآن فى القرية والمناطق المحيطة بها.

أنهم يتبعون طريقة جديدة - تعد الأسهل على الإطلاق - فى تحفيظ القرآن، وهى «الطريقة النورانية الربانية» التى تساعد على حفظ القرآن وإتمام أحكام التجويد والتلاوة فى فترة قصيرة جدا، الأهم من ذلك أن هذه الطريقة يصلح استخدامها مع الأطفال حتى الأقل من خمس سنوات وكذلك الأميون والكبار وغير الناطقين بالعربية، والأهم هو تعلم الكثير من الأطفال المصابين بضمور فى خلايا المخ.

وقد وصلت هذه الطريقة إلى السعودية، حيث علم الشيخ عصام هذه الطريقة لمدرسى الحرم النبوى ودور القرآن فى مكة المكرمة، بالإضافة إلى بعض الدول العربية الأخرى مثل الإمارات وسوريا وليبيا والمغرب، كما قام بالتدريس فى أمريكا لمدة ثلاثة أشهر، وتعلم على يديه خلال هذه الفترة أبناء دول مختلفة كألمانيا وفرنسا واليابان والصين وغيرها.

وبالرغم من أن رواتب المحفظين في هذه الدور ضعيفة تكفى حاجتهم الأساسية بالكاد، إلا أن دُوُر تحفيظ القرآن فى القرية تضم 350 محفظًا ومحفظة يعملون بالجهود الذاتية، حتى إن الهدايا والمكافآت التى يقدمونها للمتميزين فى المسابقات ما هى إلا تبرعات من أهالى القرية البسطاء.