المرأة "المديرة" مظلومة

أسرة وطفل
طبوغرافي

تعتبر العمل فرصة لإثبات ذاتها

تختلف الآراء والتقييمات حول عمل المرأة أو تواجدها فى منصب الإدارة، وكذلك حول ما يمكن أن يتسبب أو يؤدى إلى فشلها فى هذا المنصب.

نهال مثلا تصل إلى وصف ممارسة المرأة لدور المديرة بأنها تكون شريرة وأنها تبلغ درجة من السوء لا يمكن تصورها، فما أن تتولى منصبا قياديا فى مؤسسة ما، حتى يتحول المكان إلى غابة بما للعبارة من معنى، مشيرة إلى أن رئيستها فى العمل، حولت المكان إلى غابة وأطلت منه إطلالة وحش كاسر، على حد تعبيرها، وأنها على درجة كبيرة من السادية حيث تتلذذ بإلحاق الأذى بالآخرين خاصة النساء، وأنها تعانى من سوء معاملتها، فهى تعاملها بطريقة فوقية ومتغطرسة، ثم إنها لا تتردد فى توجيه شتى عبارات التوبيخ، بحجة التقصير فى أداء المهام.

وتشدد رندا محمد، من ناحيتها على أنه لو كان أمر الاختيار لمنصب المدير بيد النساء لفضلت المرأة الرجل، حيث إن الرجل المدير يعرف كيف يتعاطى مع موظفيه، سواء من الناحية الإنسانية أو الإدارية، فى حين تسبب المرأة المديرة لموظفيها، وخاصة من النساء قدرا كبيرا من المعاناة، والسبب فى ذلك أن الرجل يتعامل مع موظفاته بعيدا عن حساسيات النساء، فى حين لا تستطيع المرأة المديرة وضع ذلك الإحساس جانبا، فى سياق التعامل المشترك.

يقول أحمد شعراوي، أستاذ علم الاقتصاد بجامعة القاهرة إن الدراسات تؤكد تمتع المرأة بكثير من الصفات، التى تؤهلها لاتخاذ قرارات إدارية أفضل من الرجل، فى ما يتعلق بالتوظيف، والتوجيه والإشراف على الموظفين والموظفات، ومن حيث تنظيم العمل وخلق رؤية محددة له، ووضع مقاييس عالية للأداء، هذا إضافة إلى تمتع المرأة ببعض الصفات الطبيعية، منها اللطف والقدرة على العطاء والتواصل، وإعطاء الآخرين الفرصة، وكلها صفات مهمة فى مناخ العمل الذى يعتمد على روح الفريق، وإدارة العمل بصورة ديمقراطية.

ولاشك أن إدارة المرأة تنطوى على بعض الجوانب السلبية، إذ يرى البعض، أن المرأة أكثر حيطة وحذرا فى اتخاذ القرارات، مما يجعلها تبدو مترددة غير أنه قد تكون من منطلق أن لديها إحساسا أكبر بالمسئولية والاهتمام بالموضوعات الرئيسة.

أما سمير كامل أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة فيرى أن هناك قرارات تكون المرأة أقدر على اتخاذها من الرجل، والعكس صحيح وعن التزام المرأة كمديرة بعملها، يرى كامل: أن المرأة ملتزمة أكثر من الرجل فى كثير من الحالات، فالعمل يحقق لها التعويض الكافى عن مشاعر النقص والدونية، والفروق بينها وبين الرجل فى مجتمعاتنا العربية، إضافة إلى أنها تجد فى العمل فرصة لإثبات ذاتها وقدراتها.