زوجى شتّام..هل أطلب الطلاق؟

أسرة وطفل
طبوغرافي

 

أمام محكمة الأسرة، وقفت تطلب الطلاق من زوجها بسبب اعتياده سبها وشتمها منذ بداية زواجهما قبل سبع سنوات، ولم يتوقف عن هذه العادة السيئة حتى بعد أن أنجب منها طفلين، وتطور الأمر إلى قيامه بسبّها أمام الجيران والأقارب بعد أن فقد السيطرة على أعصابه، وفى كل مرة يدعى أنه مرهق ومضغوط بسبب العمل. وفشلت تدخلات الأهل، فما كان من القاضى إلا أن حكم للزوجة بالطلاق للضرر. فإذا كان هذا هو حكم القانون فما هو موقف الشرع؟ وهل يجيز للزوجة بالفعل الطلاق إذا كان زوجها شتّامًا؟

عن العلاج الشرعى للزوجة التى ابتلاها الله بزوج شتّام سبَّاب، تقول الدكتورة مريم الدغستاني، رئيس قسم الفقه فى كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، الأفضل أن تنصح الزوجة زوجها برفق ولين.

وأوضحت الدغستانى أنه إذا استجاب فهذا خير وتحمد الزوجة ربها، وإن لم يستجب فعليها اللجوء إلى حكماء وعقلاء من أسرته وأسرتها ليحكموا بينهما بالعدل وبيان خطأ ما يقوم به، فإن استمر فى شتمه وسبه وإهانته لها فمن حقها شرعًا اللجوء إلى القضاء لرفع الظلم الواقع عليها، وهى هنا ليست مفترية وإنما تطبق شرع الله القائل: «وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ. وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» الآيتان 39-40 سورة الشورى.

وأنهت الدغستانى كلامها قائلة: «يجب شرعًا على القاضى إنصافها ومحاولة ردع الزوج بالترغيب والترهيب، فإن لم يرتدع وجب عليه الحكم لصالحها بالطلاق للضرر من الزوج الشتّام،

أما الدكتورة عبلة الكحلاوي، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية فى بورسعيد، فترفض سرعة اللجوء إلى القضاء للانتقام من الزوج الشتّام أو ردعه، وذلك للحفاظ على الأسرة من الانهيار، مما يزيد عدد المطلقات وتشرد الأولاد فى ظل افتقاد الحكمة فى معالجة الأمور الأسرية، والأفضل اللجوء إلى الحكمة فى معالجة الأوضاع مع الزوج الشتّام ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا».

وتحذر الدكتورة عبلة، من تعدى المسبوب، إذ يجب ألا يتجاوز الرد على الزوج الشتّام الحد وإلا وقع الإثم عليهما معًا، حيث قال أحد الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم: «الرجل يشتمنى وهو دوني، أعليّ من بأس أن أنتصر منه؟، قال: «المستبَّان شيطانان يتهاتران، ويتكاذبان»، أى من يتبادلان السباب، أيًا كانا، عادةً ما يكونان فريسة للشيطان الذى وصف الله وظيفته بيننا بقوله: «وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا» 53 : الإسراء.

وأنهت كلامها مؤكدةً أنه من المؤسف انتشار ظاهرة السباب الشتائم بين الأزواج وزوجاتهم، مما يؤكد وجود تردى فى التربية وتفريط من أولياء الأمور، الذين لا ينشئون أبناءهم على الفضيلة والأخلاق الحسنة والخصال الجميلة، بل إن سوء الخلق يسلب صفة الإيمان حيث قال صلى الله عليه وسلم «لا يكون المؤمن لعانًا»، وقد نهى النبى عن التلاعن بين المتشاجرين، وخاصةً إذا كانا من الأزواج والزوجات الذين تربطهم أقدس صلة إنسانية، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه ولا بالنار».