كيف تصنع من ابنك معاقًا؟

أسرة وطفل
طبوغرافي

للإعاقة خطوات ومراحل يصنعها الوالدان والمربون دون أن يشعروا ودون أن يعرفوا أنهم يحولوا أبناءهم إلى عجزة لا يستطيعون بناء مستقبلهم أو الاعتماد على أنفسهم بل يظلون عالة على غيرهم وغير قادرين على اتخاذ قرارات حياتهم..  

وأول قاعدة عامة هي (مساعدة الآخرين فيما يحسنون القيام به) وهي أول خطوة في صناعة الإعاقة، وتنطبق على الأطفال والمراهقين، والبالغين، فعندما تساعد شخصا في أمر يستطيع القيام به أنت تسلبه الممارسة والتجربة والقدرة فيصبح عاجزًا على القيام به، ويصبح معتمدًا عليك اعتمادًا كليًا، وهذا يحدث كثيرًا داخل الأسرة، فتجد الوالدين يتحملون كامل المسئولية عن أبنائهم حتّى في قضاياهم الخاصة مثل الدراسة، وحل الواجبات، والقيام للصلاة.. وغيرها،

والطفل هنا يمارس دوره بذكاء فيسلم المسئولية للوالدين ولايتحمل أي مسؤولية، ولايهتم وتموت الدوافع الداخلية له، وينتظر الأوامر بشكل مباشر من الوالدين، ولايشعر بألم الإخفاق؛ لأن هذه القضايا ليست من مسئولياته بل هي من مسئوليات الوالدين.. وهذا النوع من التربية يخرج لنا شخصًا معاقًا نفسيًا، غير ناضج، غير قادر على التعامل مع المتغيرات والتحديات في هذه الحياة.

عزيزتي الأم: عندما تحملين طفلك وهو يستطيع المشي أنت تصنعين من طفلك معاقًا، وعندما تأكلين طفلك الذي يستطيع الأكل أنت تصنعين منه معاقًا، وعندما تتحدثين عن طفلك الذي يستطيع التحدث أنت تصنعين منه معاقًا.

 الخطوة الثانية ( الحماية الزائدة ).

إن الحماية الزائدة المبالغ بها للطفل تجعل منه طفلاً ضعيفاً لا يستطيع التعامل مع معطيات الحياة، وتحرمه هذه الحماية من التجربة والتعلم خاصة في بداية حياته؛ لأن خبراتنا تصقل في بداية حياتنا.. فالطفل تصقل خبراته في مرحلة الطفولة فنجد أن تجاربه لا تتجاوز قدراته بشكل كبير.. ونجد أن مشاكله و تجاربه المؤلمة متناسبة مع مرحلته العمرية، وهذه التجربة وهذا الألم ينمي قدراته على تحمل الآلام و مواجهة المشاكل بحيث ينمو جسديًا وعقليًا ونفسيًا بشكل متوازن..

أما في حالة الحماية الزائدة؛ فإنه ينمو جسديًا وعقليًا ولكنه لا ينمو نفسيًا بشكل متزن؛ وذلك بسبب حماية الوالدين من تعرضه لبعض التجارب بحجة أنه ضعيف لا يستطيع وصغير لا يحسن التصرف. وحقيقة الحياة أننا في يوم ما سوف نواجهها منفردين ولن تفرق بيننا، وسوف يصدم بتجربة مؤلمة تفوق قدراته النفسية التي لم تكتمل بسبب الحماية الزائدة..

الخطوة الثالثة ( أحلامك أوامر يا سعادة البيه ) يعاني بعض الأباء والأمهات من (فوبيا الحرمان) وعقد من النقص، ويعتقدون الحرمان شرًا محضا؛ وذلك بسبب معاناتهم الاقتصادية في طفولتهم؛ ولذا يلبون كل طلبات أبنائهم بدافع ألا يشعر أبنائهم بالحرمان، أو بدافع أنني لا أريد أن يشعر أبنائي أنهم أقل من الآخرين؛ ولهذا يسعى الأب والأم جاهدين لتحقيق كل طلبات أبنائهم، وهذا التدليل المبالغ فيه يجعل الأطفال عاجزين عن معرفة قيمة الأشياء، وعاجزين عن تحقيق الغايات، ويزرع في داخلهم اتكالية على الآخرين في أبسط أمورهم، وهنا ترى الأم خادمة لأبنائها في بيتها بحيث يعجز المراهق عن إحضار كأس ماء، بل يطلب من الآخرين ذلك، وهكذا يصبح الأب أشبه بخادم توصيل الطلبات؛ وهذه الشخصية المدللة عاجزة نفسيًا؛ وغير قادرة على مواجهة الحياة ، فهي ضعيفة تنهار أمام أول التحديات.